تشهد جوبا عاصمة جنوب السودان معارك دامية بين القوات الحكومية والمتمردين منذ أيام. وقالت الخطوط الجوية الكينية اليوم الأحد إنها علقت الرحلات إلى عاصمة جنوب السودان جوبا لاستمرار القتال بين الفصائل المتناحرة هناك.
إعلان
تصاعدت حدة المعارك في جوبا اليوم الأحد (10 يوليو/تموز2016)بين القوات النظامية السودانية الجنوبية والمتمردين السابقين، وامتدت لتشمل أحياء عدة من العاصمة ومحيط المطار، بعد يومين من اندلاع هذه المواجهات التي أوقعت حتى الآن أكثر من 150 قتيلا.
وتشهد جوبا عاصمة جنوب السودان معارك عنيفة، تُستخدم فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وذلك في إطار الاشتباكات الدائرة بين القوات الحكومية والمتمردين منذ أيام. وقال المصور الألماني غريغور فيشر :"هناك الكثير من إطلاق النار في المدينة ... نسمع إطلاق نار من أسلحة خفيفة ومدفعية". وقال إنه رأى دبابات حكومية ومروحيات.
وأشارت تقارير إلى أن الجزء الأكبر من المعارك يدور في حي جبل حيث مقر إقامة نائب الرئيس رياك مشار الذي كان زعيما للمتمردين حتى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في نيسان/أبريل الماضي. وقال أحد العاملين في مجال الإغاثة لوكالة الأنباء الألمانية:"هناك قصف مدفعي في ذلك الاتجاه ... ولا ندري ما إذا كان ذلك هجوم ضد مشار".وأفادت تقارير غير مؤكدة بأن المتمردين أسقطوا مروحية ويتحركون صوب الثكنات الرئيسية للقوات الحكومية. وقال فيشر :"المدينة في حالة إغلاق في الوقت الراهن. لا يمكنك العبور من أي من نقاط التفتيش".
وذكرت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان على حسابها على موقع "تويتر" أن هناك "اشتباكات مستمرة" بالأسلحة الثقيلة قرب مقرها.
وكان صراع على السلطة قد تصاعد بينهما في كانون أول/ديسمبر من عام 2013 إلى صراع مسلح أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من مليوني شخص.
وكان من المفترض أن يقود تشكيل حكومة وحدة وطنية في نيسان/أبريل الماضي إلى وضع نهاية للقتال، إلا أن تجدد العنف شكل صفعة لهذه الآمال.
وقال متحدث باسم ريك مشار نائب رئيس جنوب السودان متحدثا من خارج البلاد إن مقر إقامة مشار في العاصمة جوبا تعرض لهجوم اليوم الأحد من جانب قوات موالية للرئيس سلفا كير لكن الموقف هدأ بعد ذلك. وقال المتحدث لرويترز "مقر إقامة الدكتور مشار تعرض للهجوم مرتين اليوم بينهما واحدة باستخدام دبابات وطائرات هليكوبتر." مضيفا أنه يتحدث من خارج البلاد لكنه على اتصال بمشار. وتابع المتحدث أن قوات مشار التي خاضت على مدى عامين قتالا ضد قوات موالية لكير قد صدت الهجوم. وقال "ونحن نتحدث الآن الوضع هادئ بعض الشيء.. لم يحدث أي قتال في اللحظات الماضية."
وفي إجراء متصل قالت الخطوط الجوية الكينية اليوم الأحد إنها علقت الرحلات إلى عاصمة جنوب السودان جوبا بعد اندلاع القتال بين الفصائل المتنافسة بحكومة الوحدة الوطنية هناك. وقالت شركة الطيران بحسابها على تويتر "نحيط ضيوفنا علما بأننا علقنا الرحلات إلى جوبا بجنوب السودان بسبب عدم وضوح الوضع الأمني."
م.أ.م/ م.س (د ب أ، رويترز)
60 عاماً من الحرب والسلام في جنوب السودان
عاد قائد المتمردين في جنوب السودان ريك مشار إلى العاصمة جوبا، قادماً من منفاه في أثيوبيا. وبمقتضى اتفاق السلام الموقع بينهما في شهر آب/ أغسطس 2015 يعيد الرئيس سيلفا كير تعيين مشار نائباً له بحماية عسكرية خاصة به.
صورة من: AFP/Getty Images
بعد حرب استقلال طويلة ودامية، انفصل الجزء الجنوبي من السودان وقامت عليه جمهورية جنوب السودان. واندلعت هذه الحرب عام 1955، حيث قاتل مسيحيو جنوب السودان من أجل الاستقلال عن الشمال حتى قبل أن ينقل المستعمرون البريطانيون صلاحياتهم إلى حكومة الخرطوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Pendl
تمتع جنوب السودان نسبياً بحالة من السلم والحكم الذاتي للفترة من عام 1972 إلى 1983، قبل أن يسقط مجدداً في أتون حرب أهلية. وخاضت الحركة الشعبية لتحرير السودان وذراعها العسكري قتالاً، قاده الجنرال جون قرنق، ثم سرعان ما انقسمت الحركة بين سيلفا كير ورياك مشار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Rosenthal
في يناير/ كانون الثاني 2011 صوت سكان جنوب السودان لصالح الاستقلال في استفتاء شعبي. وصار سيلفا كير رئيساً للدولة ورياك مشار نائباً له. واستندت الدولة الوليدة على اتفاق سلام أبرمه قرنق عام 2005 قُبيل مقتله في حادث تحطم مروحية بعد أسابيع من التوقيع.
صورة من: AP
لكن التحالف بين خصوم الأمس وحلفاء اليوم لم يدم طويلاً، فبعد سنتين من إعلان الاستقلال في تموز/ يوليو 2013 تجاهل الرئيس كير نائبه مشار وجميع أعضاء الحكومة الآخرين. وفي خطوة ذات دلالة ارتدى بزته العسكرية مجدداً عند إلقائه إحدى خطاباته أمام وسائل الإعلام، متهماً مشار وحلفاءه بمحاولة الانقلاب عليه. وكانت تلك بداية الحرب الأهلية مستمرة.
صورة من: Reuters
لقي خمسون ألف شخص على الأقل حتفهم في هذا النزاع، وأُجبر أكثر من 2.4 مليون شخص على ترك منازلهم، وفشلت جميع محاولات إنهائه. وفي أيار/ مايو 2014 أُعيد تشكيل بعثة تابعة للأمم المتحدة مكونة من 14000 عنصر للانتشار في مواقع محددة لحماية المدنيين.
صورة من: Reuters
تمخض لقاء بين كير (يسار الصورة) ومشار (يمين الصورة) في أيار/مايو 2015 بأديس أبابا عن اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما بعث الآمال مجدداً بتحقيق السلام، لكن تلك الآمال سرعان ما تبخرت، إذ اندلع القتال بين أنصارهما بعد ساعات من التوقيع. وأخفق القائدان في الالتزام بالاتفاق والأسوأ من ذلك أنهما فقدا السيطرة على المقاتلين التابعين لهما بحسب ما قال مراقبون.
صورة من: Reuters
بصعوبة ولد اتفاق السلام الأخير الموقع في آب/ أغسطس 2015، إذ رفض الرئيس سيلفا كير في البدء التوقيع لكنه رضخ أخيراً للضغوط الدولية. كان جزء من الصفقة هو ضمان حماية عودة مشار من منفاه في أثيوبيا. وتمثل الخلاف الرئيسي بعدد الجنود ونوعية الأسلحة التي ستكون تحت سيطرته في جوبا.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
بينما حول النزاع البلاد إلى ركام من الدمار قال مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سعيد رعد الحسين إن كلاً من القوات الحكومية والمتمردين يلجؤون إلى الاغتصاب كوسيلة للإرهاب والحرب. وهو ما دفع مجلس الأمن لإرسال لجنة للتحقيق في هذا الشأن.