تصريحات الرئيس الإيراني حول الهولوكست تثير انتقادات شديدة
١٩ سبتمبر ٢٠٢٢
قوبلت تصريحات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حول الهولوكست بانتقادات شديدة خصوصا في إسرائيل والولايات المتحدة. وفيما وصف مستشار الرئيس بايدن التصريحات بـ"الشائنة" دعت إسرائيل إلى منع رئيسي من الكلام أمام الأمم المتحدة.
وخلال مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" بقناة "سي بي إس (CBS)" الأمريكية، سُئل رئيسي عما إذا كان يعتقد أن المحرقة (الهولوكوست) قد حدثت بالفعل. وردّ رئيسي بحسب نص نشره المكتب الرئاسي الإيراني: "انظر... يجب التحقيق في الأحداث التاريخية من قبل الباحثين والمؤرخين. هناك بعض العلامات على حدوث ذلك. إذا كان الأمر كذلك، فعليهم السماح بالتحقيق والبحث".
وأضاف رئيسي: "بغض النظر عما يقوله المؤرخون حول هذه القضية، لا يمكن إنكار التاريخ في هذا الشأن".
وأثارت تصريحاته موجة من الانتقادات في إسرائيل. وقال رئيس الوزراء يائير لابيد في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مع صور لضحايا الهولوكوست، "بعض العلامات!!".
بدوره قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، الذي زار معسكر الإبادة في "أوشفيتز" اليوم الاثنين، وفقا لمصادر في الجيش: "ليس عليك أن تكون مؤرخا أو عالما لفهم أهوال المحرقة. عليك أن تكون إنسانا".
كما انتقدت الولايات المتحدة تصريحات الرئيس الإيراني، حيث قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن، في تغريدة له على موقع تويتر "هذا التصريح من الرئيس الإيراني شائن ويجب إدانته عالميا".
ووصفت مفوضة معاداة السامية الأمريكية والباحثة في الهولوكوست ديبورا ليبستادت بيان رئيسي بأنه "شكل من أشكال إنكار الهولوكوست وشكل من أشكال معاداة السامية".
مندوب إسرائيل يطالب بمنعه من الحديث
ومن جانبه، دعا السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إلغاء حق رئيسي في التحدث في الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة "حتى لا يتمكن من نشر الكراهية ومعاداة السامية على المسرح العالمي"، بحسب ما نقل موقع "دي تسايت" الألماني.
وغادر رئيسي متوجها إلى نيويورك صباح اليوم الاثنين (19 سبتمبر/ أيلول 2022) للمرة الأولى في فترة ولايته لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ولإلقاء كلمة بلاده هناك.
ونفى رئيسي وجود أي خطط للاجتماع بالأمريكيين، مؤكدا: "لا توجد خطط للتفاوض أو الاجتماع مع الأمريكيين خلال هذه الرحلة، وليس لدينا أي نية للالتقاء بهم".
ص.ش/أ.ح (د ب أ)
إحياء ذكرى الهولوكست.. كي لا تتكرر أسوأ جريمة في تاريخ البشرية
بحلول الذكرى السنوية ألـ 75 لتحرير معسكر الإبادة النازية "أوشفيتز"، تشارك أكثر من 50 دولة في فعالية ينظمها مركز ياد فاشيم في القدس. الخارجية الإسرائيلية وصفت الفعالية بأنها "أكبر حدث سياسي" منذ تأسيس دولة إسرائيل.
صورة من: Holokauszt Emlékközpont, Budapest
يشارك في الفعاليات التي تقام في أورشليم/ القدس اليوم الخميس 23 كانون الثاني/ يناير وفود من نحو 50 دولة لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لتحرير معسكر الموت في أوشفيتز. وذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن التجمع في مركز ياد فاشيم لضحايا الهولوكست، يعد "أكبر حدث سياسي" منذ تأسيس دولة إسرائيل عام 1948.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Zvulun
يشارك في الفعالية رؤساء كل من فرنسا وألمانيا وروسيا، وكذلك ملوك إسبانيا وهولندا وبلجيكا إضافة إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والأمير البريطاني تشارلز. وتعتبر إسرائيل الحضور الكبير علامة على التضامن في وقت تتصاعد فيه معاداة السامية في جميع أنحاء العالم.
صورة من: picture-alliance/abaca/E. Blondet
وتأتي هذه الفعاليات بمناسبة مرور 75 عاما على تحرير معسكر الاعتقالات والإبادة النازي "أوشفيتز" في 27 كانون ثاني/ يناير عام 1945 على يد القوات السوفيتية. وتقام الفاعلية تحت شعار "تذَكُر الهولوكست، مكافحة معاداة السامية"، وذلك في ظل تصاعد المشاعر المعادية للسامية.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير جدد التأكيد خلال مشاركته في الفعالية على مسؤولية بلاده في المحرقة وقال "إننا نكافح معاداة السامية، إننا نتحدى سم القومية، إننا نحمي الحياة اليهودية، إننا نقف إلى جانب إسرائيل. هذا التعهد أجدده هنا في ياد فاشيم أمام أعين العالم". وأضاف "أنحني بشدة" لذكرى "القتل الجماعي لستة ملايين يهودي، ارتكب أبناء بلدي أسوأ جريمة في تاريخ البشرية".
صورة من: Reuters/A. Safadi
ويعتبر معسكر الاعتقال والإبادة النازي "أوشفيتز- بيركناو"، الذي أقامه النازيون في بولندا التي كانت في ذلك الوقت قد وقعت تحت الاحتلال النازي، رمزا للمحرقة النازية (الهولوكست). مليون إنسان قضوا نحبهم في هذا المعسكر سيء الذكر.
صورة من: Holokauszt Emlékközpont, Budapest
زار أكثر من 25 مليون شخص معسكر اعتقال أوشفيتز السابق النصب التذكاري لضحايا المحرق، منذ افتتاحه للزوار في عام 1947. وحاليا يستقبل المعسكر مليوني زائر من جميع أنحاء العالم يأتون إلى هناك كل عام.
صورة من: AP
واليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة ( 27 يناير/كانون الثاني) تم اعتماده من قبل الأمم المتحدة في 1 نوفمبر 2005 لتخليد ذكرى المحرقة النازية والإبادة الجماعية التي أسفرت عن مقتل 6 ملايين يهودي. وبقرارها هذا تحث الجمعية العامة للامم المتحدة دول العالم على إحياء هذه الذكرى وذلك لتجنيب الأجيال القادمة من القيام بعمال الإبادة الجماعية.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com
يرفض القرار الأممي (60/7) أي إنكار للمحرقة ويدين جميع مظاهر التعصب الديني أو التحريض أو المضايقة أو العنف ضد الأشخاص أو المجتمعات على أساس الأصل العرقي أو المعتقد الديني. كما يدعو إلى الحفاظ على مواقع حدوث الهولوكست والتي كانت بمثابة معسكرات الموت النازية ومعسكرات الاعتقال ومعسكرات العمل القسري والسجون، وكذلك إنشاء برنامج دولي للتوعية وتعبئة المجتمع من أجل ذكرى المحرقة النازية. اعداد: علاء جمعة