"تصعيد" و "فشل"- ردود فعل دولية على إعلان بوتين التعبئة
٢١ سبتمبر ٢٠٢٢
تتوالى ردود الأفعال الدولية على إعلان روسيا "تعبئة جزئية للاحتياط" وتأكيد الاستفتاءات في مناطق محتلة في أوكرانيا، وتهديد بوتين باستخدام "كل الوسائل الدفاعية" المتاحة. معظم ردود الفعل تتحدث عن "تصعيد" روسي يعبر عن "وفشل".
إعلان
في رد فعل على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعبئة جزئية لاحتياطي الجيش الروسي ، قال مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأربعاء إن التعبئة الجزئية لجنود احتياط روس تظهر أن بوتين ينوي مواصلة "التصعيد" في الحرب على أوكرانيا وأنها تشكل "مؤشر يأس جديدا" لديه.
وأوضح بيتر ستانو الناطق باسم بوريل "الاعلان عن تعبئة جزئية للاحتياط وتأكيد الاستفتاءات (في مناطق محتلة في أوكرانيا) يشكلان إشارة واضحة موجهة إلى الأسرة الدولية خلال أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة على عزمه مواصلة حربه المدمرة التي لها تداعيات سلبية على العالم بأسره". وقال ستانو " بوتين يقوم بمقامرة نووية . إنه يستخدم العنصر النووي في إطار إرهاب ترسانته وهذا غير مقبول".
وتابع ستانو "ستكون لهذه الخطوة تداعيات من جهتنا. الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عقدت اجتماعا تنسيقيا على هامش أعمال الجمعية العامة (للأمم المتحدة) في نيويورك". ولم يشأ ستانو إعطاء مزيد من التفاصيل، مشددا على "سرية" تفاصيل المناقشات.
وأضاف المتحدث "الأراضي المحتلة هي جزء من أوكرانيا التي لها كل الحق في إعادة فرض سلطتها فيها، والاتحاد الأوروبي مستعد لمواصلة دعمها عسكريا".
وتابع المتحدث نقلا عن المستشار أن هذا يعد "علامة واضحة على أن أوكرانيا فعالة للغاية في الدفاع عن وحدتها وسيادتها ولاسيما بسبب الدعم الهائل والكبير المقدم من العديد من دول العالم ومن ألمانيا أيضا على وجه الخصوص".
وفيما يتعلق بخطط بوتين إجراء استفتاءات في أربع مناطق محتلة في الأيام المقبلة بشأن الانضمام إلى روسيا، قال المتحدث الألماني إن "الاستفتاءات الزائفة" الروسية لن يتم الاعتراف بها أبدا.
الصين تدعو للحوار وهولندا لـ"التزام الهدوء"
وفي نفس السياق داء حديث رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، الذي قال إن لقناة (إن.أو.إس) الهولندية "التعبئة والدعوة إلى استفتاءات في دونيتسك كلها علامات على الذعر. خطابه (بوتين) بشأن الأسلحة النووية شيء سمعناه مرات عديدة من قبل". وأردف "كل هذا جزء من الخطاب الذي نعرفه. أنصح بالتزام الهدوء".
الصين من جانبها دعت، بلسان المتحدث باسم وزارة الخارجية وانع وينبين، "كل الأطراف المعنيين إلى وقف لإطلاق النار عبر الحوار والتشاور، وإيجاد حل يراعي المخاوف الأمنية المشروعة لكل الأطراف في أسرع وقت ممكن"،
بريطانيا: ضعف وفشل روسي
ولم يصدر بعد رد فعل من واشنطن، لكن سفيرة الولايات المتحدة في أوكرانيا بريدجت برينك كانت قد كتبت في تغريدة أن "الاستفتاءات الزائفة والتعبئة هي مؤشرات ضعف وفشل روسي" مؤكدة أن بلادها ستستمر في "دعم أوكرانيا طالما اقتضت الضرورة".
من جانبه رأى وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن تراجع الرئيس الروسي عن "تعهد شخصي بعدم استدعاء جزء من السكان يشكل اعترافا بالفشل" مشيرا إلى أن "أي تهديد أو دعاية لا يمكن أن يخفي حقيقة أن أوكرانيا بصدد كسب الحرب وأن روسيا بصدد أن تصبح منبوذة على الساحة الدولية".
بيد أن وزيرة الخارجية البريطانية جيليان كيجان قالت لشبكة سكاي نيوز "علينا بكل وضوح أن نأخذ الأمر على محمل الجد لأننا لا نسيطر على الوضع ولست متأكدة من أنه يسيطر على الوضع أيضا. هذا تصعيد واضح".
وفيما أعلنت ليتوانيا رفع مستوى جاهزية قوة الرد السريع في جيشها "لمنع أي استفزازات من الجانب الروسي"، قالت فنلندا إن قواتها الدفاعية "مستعدة جيدا والوضع مراقب عن كثب ".
بوتين يعلن "التعبئة" ويهدد بـ"باستخدام كل الوسائل" المتاحة
وفي وقت سابق اليوم أعلن الرئيس الروسي استدعاء مئات آلاف الروس للقتال في أوكرانيا في أول تعبئة في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، محذرا الغرب من أن موسكو "ستستخدم كل الوسائل" المتاحة لها للدفاع عن نفسها. وأكد بوتين أن "الأمر ليس خدعة" متهما الدول الغربية بمحاولة "تدمير" روسيا واللجوء إلى "الابتزاز النووي" حيالها، وقال "بلادنا تملك أيضا وسائل دمار مختلفة بينها وسائل أكثر تطورا من تلك التي تملكها دول حلف شمال الأطلسي".
وأتى خطاب بوتين بعدما تكبد الجيش الروسي خسائر في إطار الهجومات المضادة التي تشنها القوات الأوكرانية في منطقتي خيرسون في جنوب البلاد وخاركيف في شمالها الشرقي حيث اضطرت موسكو إلى تنفيذ عمليات انسحاب. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي كشف عن أن بلاده ستستدعي 300 ألف جندي احتياط "أي 1,1 % من القدرات التي يمكن استدعاؤها"، إن الجيش الروسي خسر 5937 جنديا منذ بدء الغزو، وهي حصيلة أقل بكثير من التقديرات الأوكرانية والغربية التي تشير إلى مقتل عشرات آلاف الروس.
ع.ج.م/إ.ف (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
عربيا ودوليا.. تداعيات حرب بوتين على الأسعار ومعيشة الناس
تداعيات غزو روسيا لأوكرانيا لم تقتصر على دول الجوار، وإنما امتد تأثير الحرب إلى جميع أنحاء العالم. فمع ارتفاع أسعار الطعام والوقود إلى معدلات غير مسبوقة، شهدت بعض الدول مظاهرات وأعمال شغب.
صورة من: Dong Jianghui/dpa/XinHua/picture alliance
ألمانيا.. التسوق بات مكلفا
أدت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في ألمانيا وهو ما أثر على المستهلكين. ففي مارس/ آذار، ارتفع معدل التضخم في ألمانيا إلى أعلى مستوى له منذ عام 1981. وبالنسبة للعقوبات، تبدي الحكومة الألمانية حرصا على المضي قدما في فرض حظر على الفحم الروسي، لكنها لم تتخذ قرارا بعد حيال حظر الغاز والنفط الروسي.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
كينيا.. ازدحام أمام محطات الوقود
شهدت محطات الوقود في العاصمة الكينية نيروبي ازدحاما كبيرا مع شعور الناس بارتفاع سعر الوقود بشكل كبير، مع عدم توفره جراء الحرب فضلا عن تداعياتها على أزمة الغذاء في هذا البلد الفقير. وقد أعرب سفير كينيا لدى الأمم المتحدة، مارتن كيماني، عن بالغ قلقه إزاء الأمر أمام مجلس الأمن، إذ أجرى مقارنة بين الوضع في شرق أوكرانيا والأحداث التي شهدتها أفريقيا عقب الحقبة الاستعمارية.
صورة من: SIMON MAINA/AFP via Getty Images
تركيا.. تأمين إمدادات القمح
تعد روسيا من أكبر منتجي القمح في العالم. وبسبب الحظر على الصادرات الروسية، ارتفع سعر الخبز في دول عدة ومنها تركيا. كما أدت العقوبات الدولية إلى تعطيل سلاسل التوريد. وتعد أوكرانيا واحدة من أكبر خمس دول مصدرة للقمح في العالم، لكن بسبب الغزو الروسي لا تستطيع كييف شحن الإمدادات من موانئها المطلة على البحر الأسود.
صورة من: Burak Kara/Getty Images
العراق.. ارتفاع كبير في أسعار القمح
يعمل هذا العامل في سوق جميلة، أحد أسواق الجملة في بغداد. ارتفعت أسعار القمح في العراق إلى معدلات قياسية منذ غزو روسيا لأوكرانيا. وبما أن روسيا وأوكرانيا تستحوذان على نسبة 30 بالمائة من تجارة القمح في العالم، فلم يكن العراق بمنأى عن تأثير العقوبات. ورغم أن الحكومة العراقية اتخذت موقفا محايدا من الأزمة الأوكرانية، إلا أن الملصقات المؤيدة لبوتين باتت محظورة في البلاد.
صورة من: Ameer Al Mohammedaw/dpa/picture alliance
مصر.. رفوف ممتلئة وأسواق خالية
تضررت مصر بشدة من الارتفاع الراهن في أسعار السلع الأساسية بسبب الحرب في أوكرانيا فقد أصبحت بعض الأسواق خالية رغم أن الأسواق تكون مزدحمة عادة وتشهد رواجا في شهر رمضان. وبلغ معدل التضخّم في مصر 10 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط في ارتفاع يعزوه الخبراء بشكل أساسي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 20 بالمائة.
صورة من: Mohamed Farhan/DW
تونس ..مخاوف من أزمة هجرة
ارتفعت أسعار أسطوانة الغاز والخبز في تونس إلى معدلات مذهلة بسبب الحرب في أوكرانيا ليواجه مهد "الربيع العربي" حاليا أزمة حادة في توفير الغذاء للجميع. فهل ستتسبب الأزمة في موجة جديدة من الهجرة؟
صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto/picture alliance
اليمن.. السير على الأقدام
أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع أجور النقل في اليمن، وهو ما دفع البعض إلى السير على الأقدام بدل ركوب السيارة. ففي الأسابيع الأولى للحرب، ارتفعت أسعار الوقود فتضاعف سعر التنقل من 100 ريال إلى 200 ريال يمني. وقد حذر برنامج الأغذية العالمي في مارس/ آذار الماضي من تدهور الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في اليمن في ظل حاجة قرابة 17,4 مليون شخص إلى مساعدات فورية.
صورة من: Farouk Mokbel/DW
بيرو.. موجة احتجاجات
اندلعت مظاهرات ووقعت اشتباكات بين محتجين ورجال الشرطة في العاصمة ليما التي شهدت موجة من احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية، خاصة مع تفاقم الأزمة مع اندلاع حرب أوكرانيا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات وزيادة حدتها، فرض الرئيس بيدرو كاستيلو حظر تجول وأعلن حالة الطوارئ بشكل مؤقت. لكن مع انتهاء سريان حالة الطوارئ، خرجت مظاهرات جديدة في البلاد.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP via Getty Images
سريلانكا.. حالة طوارئ
عصفت بسريلانكا أيضا موجة احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لكن تزايدت حدتها مع محاولة عدد من المتظاهرين اقتحام المقر الخاص للرئيس غوتابايا راجاباكسا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، أعلن راجاباكسا حالة الطوارئ، داعيا في الوقت نفسه الهند والصين إلى مساعدة بلاده في تأمين احتياجاتها الغذائية.
صورة من: Pradeep Dambarage/Zumapress/picture alliance
اسكتلندا.. المظاهرات تصل أوروبا
شهدت اسكتلندا احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، كما نظمت النقابات العمالية في جميع أنحاء المملكة المتحدة مظاهرات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة. وعقب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، ارتفعت الأسعار، لكن الحرب في أوكرانيا زادت الوضع سوءً.
صورة من: Jeff J Mitchell/Getty Images
بريطانيا.. ارتفاع أسعار الأسماك
يعد طبق "السمك مع البطاطا المقلية" من الأطباق المفضلة والشعبية في بريطانيا، إذ يتم تناول حوالي 380 مليون حصة من السمك ورقائق البطاطس في المملكة المتحدة كل عام. بيد أن العقوبات الصارمة على روسيا أدت إلى ارتفاع أسعار السمك الأبيض المستورد من روسيا فضلا عن زيادة أسعار زيت الطهي والطاقة. وقد وصل معدل التضخم في المملكة المتحدة 6.2 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط الماضي.
صورة من: ADRIAN DENNIS/AFP via Getty Images
نيجيريا.. اغتنام الفرصة
يقوم هذا التاجر بتعبئة الدقيق لإعادة بيعه في منطقة إيبافو بنيجيريا. وتسعى نيجيريا منذ زمن طويل لتقليل اعتمادها على استيراد المواد الغذائية. فهل يمكن أن توفر الحرب في أوكرانيا الفرصة لنيجيريا لتقليل استيرادها للمواد الغذائية؟ وفي هذا السياق، دشن أليكو دانغوت، أغنى رجل في نيجيريا وأحد أثرياء إفريقيا، مؤخرا أكبر مصنع للأسمدة في البلاد فيما يحدوه الأمل في سد حاجة نيجيريا من الأسمدة.