ألقى الرئيس التنفيذي لشركة غوغل إريك شميدت كلمة تحدث فيها عن خطط غوغل المستقبلية في اطار معرض ايفا في برلين (3 - 8 سبتمبر/ أيلول)، وحاول تبديد مخاوف الألمان من انتهاك غوغل للخصوصية بسبب تصويرها لشوارع المدن الألمانية، حيث يخشى المناوئون أن يساعد ذلك اللصوص.

ويقول شميدت أنه مسرور بزيارة برلين، ليس فقط لأنه يحب المدينة، ولكن أيضا لاستعراض ما يمكن أن تقدمه شركته لشخص يزور مدينة لا يعرفها "قمت بزيارة كاتدرائية برلين، وجهت الهاتف المحمول عليها، وسألته عن معلوماته عن الكاتدرائية. جهاز الهاتف أخبرني، كسائح، كيف أصل إليها وأهم المعلومات عنها، فكان الهاتف الذكي خير َ دليل سياحي"

وقد دافع إريك شميدت عن قيام غوغل بجمع البيانات الشخصية والمعلومات وربطها عبر شبكة واحدة بحيث يتحول الانترنت في المستقبل إلى مصدر هام لخدمة تقديم المعلومات وبالشكل المناسب لكل شخص على حدة: "حين أسير في شوارع برلين، ويكون هاتفي المحمول على علم باهتماماتي الشخصية، فإنني أرغب أن يقوم بإرشادي وأن يقول لي على سبيل المثال: هل تعرف أنه في هذه المنطقة حيث تقف الآن حدث كذا وكذا؟ لأن هاتفي الذكي يعرف الأمور التي تثير اهتمامي".

غوغل تعرف أكثر مما يحلو للبعض

لكن كيف يعرف الهاتف الذكي اهتمامات صاحبه؟ السبب ببساطة هو أن غوغل تعرف هذه الاهتمامات. فحين يستخدم شخص ما محرك البحث الخاص بغوغل أثناء بحثه في الانترنت عن معلومة معينة، تقوم غوغل بتخزين ذلك. ومع الزمن تعرف غوغل إذا ما كان هذا الشخص يهتم بالتاريخ أو العلوم أو السياحة أو السياسة أو أي شيء قد يخطر على بالنا. لذا فليس عجبا أن تطرح غوغل في الأسواق هاتفا ذكيا خاصا بها يعمل بنظام التشغيل أندرويد لمنافسة شركة آبل صاحبة هاتف آي فون. وقد يأتي يوم تسبق فيه غوغل منافستها آبل، وعن ذلك يقول إريك شميدت إن غوغل تريد مساعدة زبائنها عبر لفت انتباههم إلى القضايا التي تهمهم وتعنيهم ويضيف: "نريد توفير الوقت عليكم وجعل حياتكم مريحة، وأن تحصلوا على المعلومة التي تريدون بسرعة لزيادة فعاليتكم، لأن هذا يوفر الوقت لكي يقوم كل شخص بالأعمال التي يرغب حقا بالقيام بها".

غوغل تحقق ثروة من المعلومات التي تجمعها

وطبعا يمكن في المستقبل سؤال غوغل عن تلك الأشياء التي نحبها، فكلما قام محرك البحث بجمع معلومات أكثر عن اهتماماتنا، كلما زادت معلوماته عن هذه الاهتمامات وعن سلوكنا الاستهلاكي، لذلك يطالب مدير غوغل بأن لا نبخل بالكشف عن معلومات شخصية تتعلق بهواياتنا، لأن غوغل تحقق أرباحا من وراء ذلك عبر إعلانات الدعاية التي تظهر أثناء تصفحنا للانترنت، والتي تكون موجهة لكل شخص حسب اهتماماته وحسب مكان إقامته.وشدد شميدت على فوائد إتاحة مزيد من المعلومات في عالم سيتمكن فيه ثلاثة إلى أربعة مليارات شخص من التعامل مع الإنترنت قريبا عبر الهواتف الخلوية والحاسبات، من الناحية الديمقراطية.

كما كشفت جوجل النقاب في برلين عن تقنية جديدة تترجم المحادثات ببطء بين شخصين لا يتحدثان نفس اللغة. وبواسطة البرنامج الجديد الذي يمكن تثبيته على أي هاتف خلوي يعمل بنظام التشغيل "أندرويد" ويكون متصلا بالإنترنت ، يستطيع أي شخصين نطق جمل بسيطة أمام نفس الهاتف ثم يسمعان الترجمة بعد فترة وجيزة، لكن لا يمكن استخدامه في ترجمة المحادثات المباشرة بين مكانين مختلفين. والجهاز يعتمد في الترجمة على خادم لغوي قوي يحتوي على مجموعة متنوعة من القواميس.

سابينة كينكارتس/ عبد الرحمن عثمان

مراجعة: حسن زنيند