تضامن أوروبي مع إيطاليا بعد وصول أعداد قياسية من المهاجرين
١٦ سبتمبر ٢٠٢٣
طلبت رئيسة وزراء إيطاليا دعم دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة أعداد كبيرة من المهاجرين وصلوا إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية. وأكدت ميلوني أنه "يجب عدم السماح لمن يطمحون في الهجرة الشروع في الرحلة من شمال إفريقيا من الأساس".
إعلان
دعت جورجيا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية اليوم السبت (16 سبتمبر/أيلول 2023) الاتحاد الأوروبي إلى المساعدة في تخفيف الضغط عن بلادها بعدما وصل إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية نحو 8500 شخص بين الاثنين والأربعاء على متن 199 مركبًا، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتقع جزيرة لامبيدوسا على بعد أقل من 150 كيلومتراً من الساحل التونسي، وهي إحدى المحطات الأولى للمهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط أملًا في الوصول إلى أوروبا.
وعقد اليوم مؤتمر عبر الهاتف جمع وزراء داخلية فرنسا وإيطاليا وألمانيا وممثلاً عن الرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي ومفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية يلفا يوهانسون.
وعقد المؤتمر بناء على اقتراح وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الذي كان قد أجرى صباح الجمعة محادثات مع نظيريه الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي والألمانية نانسي فيزر.
واعتبرت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن أن المرحلة الحالية تقتضي "في المقام الأول التضامن مع إيطاليا" و "التعبئة" في الاتحاد الأوروبي، في ظل تزايد أعداد المهاجرين الوافدين إلى جزيرة لامبيدوسا.
وأشارت في تصريح إلى قناة "بي اف ام تي في" إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيجري محادثات مع رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني حول المسألة، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وقالت بورن "عندما يكون هناك مناضلون للحرية، أشخاص مهددة حياتهم في بلادهم، بالطبع يجب أن نواصل استقبالهم". وتابعت "ثم، يجب أيضاً الالتفات إلى القلق الذي يمكن أن يسود (...) لدى مشاهدة وصول هذه الموجات من المهاجرين. لا بد من الاستجابة إلى كل هذه الوضعيات".
من جانبه، أشار متحدّث باسم وزارة الداخلية الألمانية إلى أن الوزيرة فيزر شدّدت على أن بلادها "لطالما أبدت تضامنها وستستمر بذلك".
فون دير لايين تزور لامبيدوسا الأحد
وتزور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الأحد الجزيرة رفقة رئيسة الوزراء الإيطالية، بعدما تجاوزت أعداد المهاجرين الوافدين إليها القدرات الاستيعابية، على ما أعلن الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن تلتقي فون دير لاين رئيسة الوزراء جورجا ميلوني في روما، بحسب ما قاله متحدث باسم رئيسة المفوضية لوكالة الأنباء الألمانية (د ب ا) على هامش فعالية في هاناو بألمانيا. وقال المتحدث إن ميلوني وفون دير لاين تعتزمان زيارة لامبيدوسا معاً في وقت لاحق.
وناشدت ميلوني فون دير لاين أمس الجمعة، زيارة لامبيدوسا "لتدرك "خطورة الوضع" الذي تواجهه إيطاليا. ودعت السياسية الإيطالية اليمينية إلى إطلاق عملية أوروبية لوقف قوارب المهاجرين، "على الفور". وقالت في مقطع فيديو أمس الجمعة، إنه يجب إرسال البحرية إذا تطلب الأمر.
وأضافت ميلوني أنه "يجب عدم السماح لمن يطمحون في الهجرة الشروع في الرحلة من شمال إفريقيا من الأساس".
ووزير الداخلية الفرنسي أيضاً
والسبت اتّفق ماكرون وميلوني على إجراء دارمانان زيارة إلى لامبيدوسا "في الأيام المقبلة"، وذلك في إطار "تعزيز التعاون على المستوى الأوروبي (...) لإيجاد حلول فاعلة وفورية وأطول أمدا لهذه الأزمة"، وفق باريس
وكان الرئيس الفرنسي قد شدّد الجمعة على "واجب التضامن الأوروبي" مع إيطاليا، بعد أيام من تعليق ألمانيا استقبالها الطوعي لطالبي اللجوء المنقولين من إيطاليا إليها، مبررة قرارها بـ"ضغط الهجرة الكبير الحالي إلى ألمانيا" ورفض روما الالتزام بالاتفاقيات الأوروبية في هذا الصدد.
وصول آلاف المهاجرين إلى لامبيدوسا
ومنذ بداية الأسبوع، وصل آلاف المهاجرين بالقوارب إلى الجزيرة الصغيرة التي تقع بين صقلية الإيطالية وشمال أفريقيا.
وشهد يوم الثلاثاء وحده وصول أكثر من 5 آلاف مهاجر إلى لامبيدوسا- وهو رقم قياسي بالنسبة ليوم واحد. وأصبح مركز الاستقبال مكتظا للغاية. وظل الوضع يتفاقم اليوم، حيث وصل أكثر من 800 شخص على متن أكثر من 10 قوارب بحلول فترة مابعد الظهر، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا".
وتوفي طفل حديث الولادة على متن أحد القوارب اليوم، بحسب تقارير إعلامية إيطالية. وكانت المرأة قد ظهرت عليها علامات المخاض على متن القارب وولدت بمساعدة ركاب آخرين. وبحسب تقارير، توفي الطفل بعد الولادة بوقت قصير.
وبسبب قربها من مدينة صفاقس الساحلية التونسية، أصبحت لامبيدوسا منذ فترة طويلة قبلة للمهاجرين إلى أوروبا. وأعلنت سلطات الجزيرة حالة الطوارئ مساء الأربعاء الماضي بسبب هذا الوضع.
ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب، د ب أ)
2023 الأكثر خطورة للاجئين.. معاناة مستمرة ومأساة تتفاقم!
يوما بعد يوم تتفاقم مأساة اللاجئين، ويعتبر 2023 الأكثر مأساوية إذ شهد النصف الأول منه غرق المئات من المهاجرين. في هذه الصور نسلط الضوء على محنة ومعاناة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم بمناسبة يوم اللاجئ العالمي.
صورة من: Fabrizio Villa/Getty Images
الأمل بعيدا عن الديار
اختارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الشعار: الأمل بعيدا عن الديار، للاحتفال بيوم اللاجئ العالمي لهذا العام. وهي تريد أن تركز فيه على "إﻳﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﻋﻠﻰ ﻗﻮة اندماجهم". وترى المفوضية أن ذلك يعد اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷﻛﺜﺮ "ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ" لتمكينهم من بدء حياة جديدة في اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻟﻬﻢ.
صورة من: Tessa Walther/DW
أسباب عديدة..
أسباب عديدة تجبر الناس على ترك أوطانهم واللجوء إلى دول أخرى طلبا للأمن. ولعل الحروب والنزاعات المسلحة هي السبب الأبرز، إلى جانب الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والاضطهاد لأسباب سياسية أو دينية أو ثقافية أو غيرها من الأسباب الشخصية.
صورة من: Nicoletti/dpa/picture alliance
تغير المناخ والكوارث الطبيعية
المناخ أيضا بات سببا للهجرة والنزوح حول العالم. فالظواهر المناخية المتطرفة والكوارث البيئية مثل الجفاف والعواصف المدمرة والفيضانات حول العالم ولاسيما في النصف الجنوبي للكرة الأرضية الذي يعاني من الفقر والصراعات، تدفع ملايين الناس للهجرة والنزوح ولاسيما للدول المجاورة.
صورة من: Orlando Sierra/AFP/dpa/picture-alliance
110 ملايين نازح ولاجئ حول العالم
ارتفع عدد النازحين حول العالم في عام 2022، جراء الصراعات والمجاعات وتغير المناخ، ليصل إلى مستوى قياسي تجاوز المائة مليون نازح، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وتقول المفوضية إن الاتجاه التصاعدي لم يظهر أي علامة على التباطؤ في عام 2023 حيث دفع الصراع في السودان إجمالي عدد النازحين في العالم إلى ما يقدر بنحو 110 ملايين نازح بحلول أيار/ مايو الماضي.
صورة من: Blaise Dariustone/DW
السودان..هروب جماعي من ويلات الحرب
شرّدت الحرب المستعرة منذ شهرين في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 2,5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في دارفور. ويعاني السودان أصلا من الصراعات والنزوح منذ اندلاع أزمة دارفور في عام 2003. وبحلول نهاية عام 2022، كان هناك أكثر من 3.7 مليون شخص من النازحين داخلياً، يعيش معظمهم بمخيمات في دارفور. ويعيش 800 ألف سوداني آخر كلاجئين في دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا.
صورة من: Gueipeur Denis Sassou/AFP
حرب أوكرانيا
الحرب في أوكرانيا كانت السبب الرئيسي للنزوح في عام 2022. وقد ارتفع عدد اللاجئين الأوكرانيين من 27 ألف لاجئ في نهاية عام 2021 إلى 5,7 مليون في نهاية عام 2022، وهو ما يمثل أسرع تدفق للاجئين في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
صورة من: Jens Schicke/IMAGO
حلم الفردوس الأوروبي
تعتبر أوروبا الوجهة الأولى للنازحين والمهاجرين من نصف الكرة الجنوبي ويحلم الملايين بالفردوس الأوروبي ويغامرون بحياتهم من أجل ذلك، من خلال محاولة عبور الصحراء الكبرى والبحر المتوسط أو عبر طريق البلقان أو حتى الغابات الشاسعة بين بيلاروسيا وبولندا ودول البلطيق.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/dpa/picture alliance
المتوسط مقبرة المهاجرين
يعتبر عبور البحر الأبيض المتوسط من أخطر الطرق التي يسلكها المهاجرون حول العالم، حيث غرق أو فقد أكثر من 26 ألف مهاجر في البحر المتوسط منذ عام 2014. ولعل عام 2023 كان الأكثر مأساوية حيث شهد النصف الأول من هذا العام غرق مئات المهاجرين، وآخر حادثة مأساة السفينة التي غرقت قبالة السواحل اليونانية وكان على متنها نحو 750 مهاجرا لم يتم إنقاذ سوى 104 منهم.
صورة من: Gianluca Chininea/AFP
عبء كبير على أوروبا
يشكل اللاجئون عبئا كبير على الدول الأوروبية، وهو ما يدفعها للتشدد في هذا الملف والبحث عن حلول وسياسة لجوء مشتركة. وبعد مفاوضات طويلة واجتماعات ماراثونية توصل وزراء داخلية الدول الأعضاء إلى صيغة للإصلاح الشامل لإجراءات اللجوء وملف الهجرة المطروحة منذ سنوات.
صورة من: Darko Vojinovic/dpa/AP/picture alliance
البحث عن شراكات في شمال أفريقيا
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق والتوصل إلى شراكات مع دول شمال أفريقيا ويخوض مفاوضات صعبة مع تلك الدول، ويحاول تقديم مساعدات وإغراءات مالية لتلك الدول بغية إقناعها بالتعاون مع أوروبا في التصدي للهجرة غير الشرعية وتدفق المهاجرين. وفي هذا السياق عرض الاتحاد الأوروبي مساعدات بأكثر من مليار يورو على تونس.
صورة من: Italian Premier Office/AP/picture alliance
عبور السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا
السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا يشهد دائما محاولات عبور مستمرة، بعضها جماعية مثلما حدث الصيف الماضي حين حاول مئات المهاجرين عبور السياج الحدودي من المغرب إلى جيب مليلة الإسباني في 24 حزيران/ يونيو 2022، وتصدت لهم قوات الأمن وقتل ما لا يقل عن 37 مهاجرا.
صورة من: Javier Bernardo/AP/dpa/picture alliance
استمرار مأساة اللاجئين السوريين
ورغم مرور 12 عاما على الأزمة السورية ونزوح وملايين السوريين من ديارهم، لا يزال الملايين ينتظرون العودة من مخيمات اللجوء ولاسيما في لبنان والأردن وتركيا إلى ديارهم. فيما يحاول كثيرون منهم عبور الحدود اليونانية التركية للوصول إلى أوروبا.
إعداد: عارف جابو