تضرر ناقلة نفط إثر هجوم شنّه الحوثيون عليها في البحر الأحمر
٢٧ أبريل ٢٠٢٤
أكد الجيش الأمريكي أن الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن أطلقوا ثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن باتجاه البحر الأحمر الأمر الذي ألحق أضرارا طفيفة بواحدة من سفينتين. وتبنى الحوثيون الهجوم.
إعلان
تبنّى المتمرّدون الحوثيّون ليل الجمعة/السبت هجومًا صاروخيًا على ناقلة نفط قالوا إنها بريطانيّة كانت تُبحر قبالة السواحل الغربيّة لليمن، ما أدّى إلى تضرّرها. وذكرت القيادة المركزيّة الأمريكيّة "سنتكوم" في بيان أنّ الحوثيّين أطلقوا ثلاثة صواريخ بالستية مضادّة للسفن، بعد ظهر يوم الجمعة (26 أبريل/نيسان 2024)، من المناطق التي يُسيطرون عليها في اليمن باتّجاه البحر الأحمر حيث كانت توجد سفينتان تجاريّتان.
وأضافت سنتكوم عبر منصّة إكس أنّ السفينة "أندروميدا ستار" قد أبلغت عن أضرار طفيفة لكنّها تُواصل رحلتها. وهذه السفينة مملوكة للمملكة المتحدة وترفع علم بنما وتُشغّلها سيشيل، وفق بيان سنتكوم.
من جهته، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيّين، العميد يحيى سريع، في بيان: "استهدفت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية... سفينة نفطية بريطانية ANDROMEDA STAR في البحر الأحمر وذلك بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة أدت إلى إصابة السفينة بشكل مباشر".
وفي وقت سابق أفادت الوكالة البريطانية للأمن البحري بأن سفينة أُصيبت بأضرار إثر تعرّضها لهجومين متتاليين على بُعد 14 ميلًا بحريًا نحو جنوب غرب المخا في اليمن. وقالت الوكالة التي تديرها القوات الملكية البريطانية، إنه "خلال الهجوم الأول، شهدت السفينة انفجارًا على مسافة قريبة منها وقد شعر به الطاقم. وبعد ذلك، حصل الهجوم الثاني على السفينة بما يُعتقد أنهما صاروخان، ما تسبب بأضرار في السفينة". ولم تعطِ الوكالة أي معلومات بشأن سلامة الطاقم.
المهمة الأوروبية في البحر الأحمر.. كيف تراها دول الخليج؟
11:05
وكانت وكالة "أمبري" البريطانية للأمن البحري أفادت بأن السفينة الأقرب إلى موقع حادثةٍ "شوهدت خلالها ثلاثة صواريخ"، هي ناقلة ترفع علم بنما "كانت مملوكة سابقًا من جهة بريطانية"، لكن "تغيرت الملكية في تشرين الثاني/نوفمبر 2023". ولفتت إلى أنه "في وقت كتابة هذا التقرير، كان صاحب السفينة مسجلًا في سيشيل وهو يعمل في تجارة مرتبطة بروسيا". وبحسب أمبري، فإن السفينة كانت متّجهة من بريمورسك في روسيا إلى فادينار في الهند.
واستهدف الحوثيون الخميس سفينة "أم اس سي داروين 6" في خليج عدن معتبرين أنها إسرائيلية. وتأتي موجة الهجمات في الأيام الأخيرة بعد تسجيل تراجع في عمليات الحوثيين مؤخرا. وتقود واشنطن تحالفًا بحريًا دوليًا بهدف "حماية" الملاحة البحرية في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية.
ولمحاولة ردعهم، تشنّ القوّات الأمريكيّة والبريطانيّة ضربات على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 كانون الثاني/يناير. وينفّذ الجيش الأمريكي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ ومسيّرات يقول إنها معدّة للإطلاق، كان آخرها صباح الخميس عندما دمّر سفينة وطائرة مسيّرتين.
وردًا على الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف سفن أمريكية وبريطانية، معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافا مشروعة". وأكد الحوثيون في بيانهم ليل الجمعة/السبت أنهم أسقطوا الخميس طائرة مسيّرة أمريكية. وقال المتحدث باسمهم: "نجحتْ قواتُ الدفاعِ الجويِّ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ يومَ أمسِ (الخميس) في إسقاطِ طائرة أمريكية نوع MQ9 في أجواء محافظة صعدةَ، وذلكَ أثناءَ قيامِها بتنفيذِ مهامَ عدائية وقدْ تمَّ استهدافُها بصاروخ مناسب".
ف.ي/ع.ج.م (د ب ا، رويترز، ا ف ب)
باب المندب - مضيق لا تتراجع أهميته الاستراتيجية عبر التاريخ
أعلنت السعودية، أكبر مصدر للبترول في العالم "وقفا مؤقتا" لعبور صادراتها البترولية من مضيق باب المندب بعدما هاجم الحوثيون في اليمن ناقلتي بترول. وتظهر من جديد أهمية أمن باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
أهمية منذ فجر التاريخ
لأن مضيق باب المندب يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، أحد أهم البحار من الناحية التجارية والاستراتيجية منذ قدم التاريخ، بدأ الصراع للسيطرة عليه وتأمين عبور السفن فيه منذ أقدم العهود، بداية من مصر القديمة (الفرعونية) ومرورا بالإمبراطوريات المتعاقبة، وحتى القوى العظمى والإقليمية في عصرنا الحاضر.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive
باب الدموع
كلمة المندب في اللغة العربية تعني البكاء والنواح على الميت، ولذلك تُحكى حول سبب تسميته بباب المندب حكايات كثيرة، منها ما يُقال أن أمهات الأفارقة على الجانب الغربي، كن يقفن ينحن على أولادهن، الذين أخذهم العرب عبيدا، إلى الشاطئ الآخر من المضيق.
داخل المياه الإقليمية لثلاث دول
وفقا للقانون الدولي فإن المياه الإقليمية لأي دولة عادة تمتد من ساحلها 12 ميلا بحريا (حوالي 22 كيلومتر) إلى داخل المياه. وبهذا يكون مضيق باب المندب واقعا ضمن المياه الإقليمية لثلاث دول، هي اليمن وجيبوتي وإريتريا، حيث يبلغ عرضه حوالي 30 كيلومتر بين رأس باب المندب شرقا ورأس سيان غربا.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
اليمن والسيطرة على باب المندب
في قلب مضيق باب المندب تقع جزيرة بريم اليمينة، التي تقسمه إلى ممرين بحريين أحدها شرقي ضيق، عرضه أقل من 4 كيلومتر وآخر غربي واسع (حوالي 21 كيلومتر) لكن توجد به أيضا جزر أخرى صغيرة تجعل اتساعه أقل من 18 كيلومتر. ويقول العالم العراقي عبدالزهرة شلش العتابي إن من يسيطر على عدن بالدرجة الأولى وجيبوتي بالدرجة الثانية يسيطر على مضيق باب المندب.
صورة من: Imago/photothek
أهمية استراتيجية
رغم أهميته الاستراتيجية منذ القدم، ازداد مضيق باب المندب أهمية بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، حيث أصبح الطريق الرئيسي للتجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا بديلا عن طريق رأس الرجاء الصالح. وتعبر المضيق حاليا من الجنوب للشمال والشمال للجنوب نحو 21 ألف قطعة بحرية سنويا.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الطريق الرئيسي لناقلات البترول
مع اكتشاف البترول في الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي ازدادت أهمية باب المندب مرة أخرى حيث إنه يربط منطقة الانتاج (الجزيرة العربية) بمناطق الاستهلاك في أوروبا والولايات المتحدة. ويمر منه يوميا ما لا يقل عن 4 ملايين برميل نفط ، حسب الباحث المصري أحمد التلاوي.
صورة من: picture-alliance/dpa
ثغرة أمن قومي لدول عديدة
يشكل أمن مضيق باب المندب مسألة أمن قومي بالنسبة لدول إقليمية مثل مصر وإسرائيل ودول الخليج العربية، خصوصا السعودية. وهناك مخاوف من سيطرة الحوثيين، المدعومين من إيران على المضيق. واعترفت مصر في عام 2016 بوجود قوات بحرية لها في باب المندب "لوقف إمدادات الحوثيين بالسلاح والمواد اللوجستية".ا
صورة من: picture-alliance/dpa
القراصنة الصوماليون
قبل تهديد الحوثيين لأمن باب المندب كان هناك القراصنة الصوماليون، الذين ظهروا بقوة عام 2008، حيث بدأوا في مهاجمة السفن العملاقة في منطقة القرن الإفريقي مهددين الملاحة في باب المندب. غير أن التدخل الدولي جعل القرصنة تتراجع تماما منذ عام 2012.
صورة من: picture alliance/AP Photo/F.Abdi Warsameh
أهمية مزدوجة لدول الخليج
لا شك أن الاقتصاد العالمي يتأثر بأمن المضيق لكن بالنسبة لدول الخليج العربية فإن أمن باب المندب أهميته مزدوجة، فهو منفذ الخليج على أسواق النفط الأوروبية والأميركية، ومن ناحية أخرى فإن تهديد أمنه الآن يأتي من الحوثيين المدعومين إيرانيا. وعندما هاجم الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين أعلنت السعودية (الأربعاء 25/7/2018) وقفا مؤقتا لمرور نفطها في باب المندب. وارتفعت أسعار النفط عالميا.