افتتحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الاثنين (2 مارس/آذار) معرض سيبت لتكنولوجيا المعلومات، والذي يعتبر المعرض الأكبر من نوعه في هذا المجال بحضور عدد من رجال الاقتصاد والسياسة، بالإضافة إلى أرنولد شوراتسنجر، حاكم ولاية كاليفورنيا التي وقع عليها الاختيار كشريك لهذا العام.

وأعرب شوارتسنجر عن سعادته لاختيار ولايته كشريك، مشيرا إلى أهمية معرض سيبيت الذي يعد ملتقىً لأفضل العقول في مجال التقنية وأكد في هذا الإطار على أن الأزمة الاقتصادية تعد فرصة للخروج بأفكار جديدة مشيراً إلى أن مجال تكنولوجيا المعلومات يعد الأكثر قدرة على القيام بهذا الدور. وقال المسؤول الأمريكي: "لقد اجتمعنا معاً في وقت مليء بالتحديات، ولذلك فهذا الوقت يعد الأفضل لابتكار أفكار جديدة.. فالخاسرون يبكون بينما الناجحون يتقدمون إلى الأمام".

ومن ناحيتها أكدت ميركل أن حكومة بلادها ستستمر في دعم تقنية المعلومات وتشجيع البحث العلمي، وقالت في هذا السياق: "لا نريد أن نستثمر فقط في الخرسانة والزجاج والحجر لكننا نريد أن نستثمر في بناء العقول". ورحبت المستشارة الألمانية بحاكم كاليفورنيا الذي جلب معه "الروح الأمريكية" على حد قولها. وكانت مفاجأة حفل الافتتاح الروبوت "مارفن"، الذراع الآلية التي ساعدت ضيوف الشرف في قص شريط الافتتاح، كما تجاذبت أطراف الحديث مع حاكم ولاية كاليفورنيا.

المعرض سيعطي دفعة اقتصادية هامة

وقد ألقت الأزمة الاقتصادية العالمية بظلالها على المعرض، حيث تراجع عدد الشركات المشاركة في المعرض بنحو الربع، وتقلصت مساحة العرض إلى حد كبير. فلم تشارك هذا العام سوى 4300 شركة، معظمها من الصين وتايوان والولايات المتحدة الأمريكية.

إلا أن إرنست راوه، رئيس معرض سيبت وعضو مجلس الإدارة في شركة المعارض الألمانية دويتشه ميسه، لا ينظر للأمر بتشاؤم، ويؤكد أن "معرض سيبت ناجح، وبإمكانه أن يعطي دفعة اقتصادية هامة خاصة في ظل الأجواء التي تؤثر على الاقتصاد في العالم كله حالياً". فراوه يرى أن ما سيعرض في هانوفر من منتجات وحلول سيساعد الشركات على تحسين أداء العمل فيها، مما سيجعلها أكثر كفاءة على حد قوله. ويضيف في هذا الإطار: "عبر الابتكارات والحلول الجديدة التي يقدمها مجال تكنولوجيا المعلومات، يمكن أن يكون هناك فرص جديدة أمام الشركات للخروج من الأوضاع الحالية دون خسائر. فقطاع تكنولوجيا المعلومات يمكنه أن يصبح العربة التي تحرك الشركات في ظل التحديات الحالية، ولذا فأنا أجد معرض سيبت 2009 أهم من أي وقت سبق" .

التكنولوجيا الخضراء على رأس اهتمامات سيبت

يعطي راوه مثالاً لما يقصده قائلاً إن أحد المجالات الهامة التي يضعها المعرض في اعتباره منذ بضعة سنوات هو التكنولوجيا الخضراء والتقليل من استهلاك الأجهزة للطاقة، وهو ما يراه رئيس معرض سيبت مفيداً للاقتصاد تماماً كفائدته للبيئة، حيث يساهم التقليل من استهلاك الأجهزة للطاقة في التقليل من نفقات الشركات. ويشاركه الرأي د. ماريو توبياس من شركة بيتكوم، والذي يؤكد أن التكنولوجيا الخضراء تعد عاملاً اقتصادياً هاماً، وأنها ستساعد خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي يمر بها العالم. وستقدم شركة سيمنس في إطار المعرض منتجاتها التي تسمح بتخفيض استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 70 بالمائة، مما يعني أيضاً إمكانية تخفيض نفقات شبكات الهواتف النقالة.

الانترنت و"الويبسايتي" محور اهتمام المعرض

من ناحية أخرى، يهتم معرض سيبت هذا العام بشكل خاص بتطبيقات الانترنت، لأن الانترنت يعتبر حالياً العجلة المحركة للمجتمع حسب قول راوه. ويشير راوه إلى ما أدت إليه شبكة الانترنت من ظهور نماذج جديدة للعمل وحلول جديدة لم تكن موجودة من قبل. كما أصبحت التقنية متوفرة ليحمل الشخص جهازاً صغيراً يمكنه من الاتصال بشبكة الانترنت في كل وقت وفي كل مكان.

وفي هذا الإطار، أشار د. سفين بروزر، المسئول عن سيبت في شركة المعارض الألمانية دويتشه ميسه، إلى أن شبكة الانترنت قد تغيرت في السنوات الماضية بشكل كبير وقد دخلت تطبيقاتها إلى كل مجالات الحياة وغيرت أسلوب حياتنا بشكل واضح. وفي هذا الإطار، يقدم المعرض تحت شعار "ويبسايتي" كل تطبيقات الانترنت الحديثة التي أصبحت تعتمد بشكل أساسي على مشاركة المستخدم، والتي أصبحت تسمح له بوضوح أن يتحكم في محتوى صفحاته. ويقول بروزر في هذا الإطار: "لقد تغيرت أشكال التواصل والترفيه وطريقة أداء العمل والبحث والتطوير.. وقد أردنا جمع كل هذه المجالات تحت اسم واحد ونعرضها في معرض سيبت، الذي يعد محفزا لصناعة تكنولوجيا المعلومات".