تطبيق جديد لتعريف الأطفال اللاجئين بالثقافة الألمانية
٢ نوفمبر ٢٠١٦
ليس بالأمر الهين أن تكون طفلا في بلد غريب تجهل لغته وثقافته. لذلك أطلقت مؤسسة كونراد آدناور مشروع "آيكون فور كيدز"(أيقونات للأطفال) لتحفيز الأطفال اللاجئين على تعلم الثقافة الألمانية بشكل مرح.
إعلان
حسب مصادر المكتب الاتحادي للهجرة وشؤون اللاجئين هناك حوالي 500 ألف طفل، تتراوح أعمارهم بين أربع سنوات وإحدى عشر عاما، قدًموا في العام الماضي طلب اللجوء في ألمانيا. وقد قامت مؤسسة كونراد أديناور، القريبة من الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم، بتطوير مشروع لفائدة هؤلاء الأطفال، يتجلى في العمل على تقوية علاقتهم مع ألمانيا من خلال مبادرة "ملصق بناء الجسور"، حيث يعكس هذا الأخير مشاهد مهمة ومختلفة من الحياة اليومية للأطفال، مثل الأكل واللعب والألوان والسكن والمدرسة.
"المشروع يهدف إلى مد يد العون لأطفال اللاجئين"، هكذا تصف إليزابيث هوفمان، المسؤولة عن سياسة الشباب والتعليم والعائلة لدى مؤسسة كونراد أديناور، مبادرة الملصقات، مشيرة إلى أن "قدوم طفل إلى بلد يجهل لغته وحروفه أمر في غاية الصعوبة".
عبر ملصقات "آيكون فور كيدز"(أيقونات للأطفال) تود المؤسسة التأكيد على أن كل الأطفال تجمعهم نقاط مشتركة. وقد كُتبت الرموز باللغة الألمانية، حيث تشكل الملصقات فرصة للتشجيع على تعلم اللغة الألمانية.
تبلورت فكرة "ملصق بناء الجسور" في مؤسسة كونراد أديناور بعد نشر منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" تقريرا عن وضع الأطفال اللاجئين إلى ألمانيا. وطرحت المنظمة في تقريرها أفكارا عديدة، يمكن عبرها تحسين طرق تعليم الأطفال اللاجئين.
آفاق الأطفال المنحدرين من أصول ثقافية عربية
وقد قررت المؤسسة الألمانية إدماج الصحفي السوري رامي العاشق في المشروع للمساعدة في عملية التفاعل الثقافي وإعداد الملصقات. الصحفي رامي العاشق نفسه نزح من سوريا قبل أربع سنوات، وهويعمل اليوم كناشر للصحيفة العربية "أبواب"، ووالتي يعدها لاجئون، كما إن قرائها من اللاجئين أيضا.
تتمثل إحدى مهمات الصحيفة في شرح الحياة اليومية في ألمانيا للقادمين الجدد. "لولا نصائح رامي العاشق، لما استطعت رسم الرموز وصور الملصقات"، تقول إليزابيث هوفمان، وتواصل: "عندما قدمنا له رؤيتنا عن المشروع، وافق العاشق على الفورعلى العمل معنا، لحسن الحظ!".
بعدها قامت مؤسسة كونراد أديناور بتكليف فريق من المصممين الشاب من شركة "امبير براس" في برلين لعملية إنتاج الملصقات. ويملك هذا الفريق تجربة ثرية في هذا المجال، إذ قام في العام الماضي بتصميم حوالي 30 ألفا نسخة "آيكوون فور روفيجي" (أيقونات للاجئين) وهي عبارة عن قاموس لغوي مصور للاجئين ومساعديهم.
ولدت جوسيا فارينك، مديرة "امبير براس"، في بولندا. وقد ساهم هذا العامل لمساعدتها على فهم مشاعر الأطفال الذين يكونون مضطرين للترعرع في بلد آخر غير وطنهم، كما تقول إليزابيث هوفمان: "لقد أعددنا مواضيعنا من خلال عيون أطفال ينحدرون من أوساط ثقافية عربية. الفكرة الأساسية التي يشترك فيها كل أطفال العالم هوالتعلق بالأشياء الجميلة".
لكن هذه الملصقات تم تصميمها أيضا حتى تكون أيضا في متناول أطفال ولدوا وترعرعوا في ألمانيا. إذ أن الهدف من ذلك هو إظهار النقاط المشتركة بين الأطفال الألمان والأطفال اللاجئين. كما إن الحملة تشكل فرصة لإبراز العناية التي توليها ألمانيا للأطفال وللحس الجمالي.
"يمكن طبعا استعمال الملصق كوسيلة لتعلم اللغة الألمانية، وهنا يستطيع الخبراء في المجال التربوي والتعليمي تقديم الكثير من الإمكانات. لكن الغاية الرئيسية هي العمل على التشجيع المعنوي ودعم الصداقة مع ألمانيا" تختم إليزابيث هوفمان حديثها.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة كونراد أديناور قامت بطبع 5000 نسخة من تلك الملصقات يمكن الحصول عليها مجانا عبر بعث رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي: Kerstin.haacks@kas.de
شابنام فون هاين/ س.ع
طفلة سورية تجسد برسوماتها معاناة وآلام اللاجئين
رحلات اللاجئين قصص عذاب وألم لا نهاية لها. البالغون يكبتون مشاعرهم بالتكيف مع الحياة في أماكن اللجوء، أما الأطفال فتمسي أحلامهم كوابيس عن الحرب والأحبة الغائبين ومن ابتلعهم البحر. طفلة سورية وثّقت كل ذلك في رسومها.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
عبرت طفلة سورية عمرها نحو 10 سنوات، خلال تواجدها في مخيم للاجئين في اليونان، عن قصص الخوف والحزن التي عاشتها. بالرسم وبكلمات بسيطة عكست الأوضاع المأساوية للسوريين. رسمت قبرا لوالديها ولسوريين آخرين، ودبابات وطائرات تدك منازل سطعت فوقها "شمس الموت" حسب تعبيرها.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
قبور على شكل جبال تعلوها شواهد على شكل صلبان، يرقد فيها سوريون. ورغم أن والدي الطفلة يعيشان معها في المخيم اليوناني إلا أنها كثيرا ما عاشت لحظات بكى فيها أطفال وهم يودعون أهلهم في قبور منفردة حفرت على عجل أثناء رحلة الهروب بحثا عن الحياة والأمن.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
رسمت صورة لجسد الطفل السوري أيلان كردي، الذي جرفته الأمواج إلى سواحل تركيا على بحر إيجة، فهو باق في كوابيس الطفلة الصغيرة. لقد انتشرت صورة أيلان منبهة إلى مأساة اللاجئين، وأصبح رمزا لمعاناة الأطفال الذين يعبرون البحر أملا في حياة جديدة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
الأزرق هو مياه البحر. ومن معاني البحر في لغة الرموز: رحلة إلى مستقبل أفضل، وإلى عالم مجهول. لكنه عند الطفلة الصغيرة مقبرة للسورين الهاربين من جحيم الحرب والحرمان. الصورة تروي قصة أسرة لم يبق منها سوى طفل صغير يمسك بذراع أمه الغريقة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
داخل خيام اللاجئين توقفت أحلام الأطفال. كثيرون منهم كانوا يحلمون بلقاء أبائهم، الذين عبروا البحر قبلهم، أملا في الوصول إلى أوروبا ثم استقدام عائلاتهم. الطفلة الصغيرة لم يبق في ذاكرتها سوى الخيام وبوابة المخيم التي يحرسها عسكري لا يتحدث لغتها غالبا، أما الأحلام فكان مصيرها سلة المهملات.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
في هذه الصورة تتحدث الطفلة عن ضياع الحلم. الأطفال في المخيم اليوناني يحلمون في العيش بسلام في أوروبا. بعضهم قال لـ DW إنهم يريدون أن يصبحوا أطباء أو مهندسين. لكن اللاجئين يقضون أحيانا سنوات في المخيمات ولا يصلون إلى أوروبا، وكل ما على الأطفال الآن هو الانتظار.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
هنا مجتمع المخيمات، الذي يكبر الأطفال فيه وتتشكل شخصياتهم وسط "ظروف صعبه" كما كتبت الطفلة السورية في هذه الصورة، التي رسمتها تسجل فيها اجتماعا لبعض اللاجئين داخل المخيم، وهم يلتقون بين الخيام ويشكون لبعضهم هموما متشابهة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
كومة عالية من أجساد بشرية، تتربع فوقها علامة الموت، ومعسكرات إيواء وأسلاك شائكة. هذه المشاهد رسمتها الطفلة الصغيرة هنا لتقول لنا إنها شاهدة على ذلك كله. وكتبت في أعلى الصورة إنها "حقيقة في تاريخ أوربا".
صورة من: DW/M.Karakoulaki
كثير من اللاجئين باعوا متعلقاتهم الشخصية من أجل عبور الحدود إلى أوروبا. امرأة تبكي وسط أطفالها، ورجل يخرج جيوب سرواله الفارغة، وعلى الأرض تزحف أفعى ويسير فأر، للدلالة على غياب النظافة عن مخيمات اللاجئين. صورة الحارس خلف القضبان حاضرة دائما في رسومات الطفلة الصغيرة.
صورة من: DW/M.Karakoulaki
الطفلة السورية، هي واحدة من أطفال كثيرين يعيشون في مخيمات اللاجئين. ينظرون للمستقبل بحيرة وبلا يقين ولا ضمانات. لا أحد يعرف ما يمكن أن يحدث بعد ساعة. وأسرة الطفلة لم تعد تملك فلسا واحدا، وما زالت تنتظر نتيجة طلب اللجوء. فأي مستقبل ينتظر هذه الطفولة؟