1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةجنوب أفريقيا

تطلعات جنوب أفريقيا لتصبح لاعبا مهما على الساحة العالمية

٢٩ مايو ٢٠٢٤

لا تعد جنوب أفريقيا قوة اقتصادية كبيرة في القارة السمراء فحسب، بل تتطلع إلى أن تصبح لاعبا جديدا على الساحة العالمية وقوة دبلوماسية ذات تأثير كبير كصوت للجنوب العالمي.

رئيس جنوب أفريقيا وهو يمسك بأيدي زعماء ومسؤولين من قادة مجموعة البريكس
رئيس جنوب أفريقيا وهو يمسك بأيدي زعماء ومسؤولين من قادة مجموعة البريكسصورة من: Prime Ministers Office/Zuma Press/picture alliance

لم يتردد الخبير المخضرم في الشأن الأفريقي ستيفن غروزد في التأكيد على أهمية الآراء التي تصدر عن جنوب أفريقيا.

وفي مقابلة مع DW، أضاف غروزد، الذي يرأس برنامج الحوكمة والدبلوماسية الأفريقية التابع لمعهد جنوب أفريقيا للشؤون الدولية، أن جنوب أفريقيا "تعد لاعبا هاما على الساحة الدولية خاصة في أفريقيا حيث باتت مقصدا للدول الأخرى. ومن المؤكد أن جنوب أفريقيا مدافع قوي عن القضايا الأفريقية سواء المتعلقة بالتجارة أو الصراعات أو القضايا الإنسانية."

ومنذ سنوات، تبذل جنوب أفريقيا جهودا حثيثة في حل الصراعات التي تعصف بالكثير من بلدان القارة السمراء مثل دور الوساطة الذي لعبته لإنهاء الصراع في إقليم تيغراي في إثيوبيا قبل عامين.

ولم يتوقف الأمر عند حدود أفريقيا، بل سعت  جنوب أفريقيا  إلى إنهاء نزعات في مناطق أخرى مثل وساطتها لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا حيث ترأس رئيسها سيريل رامافوسا وفدا أفريقيا قام بزيارة كلاً من كييف وموسكو في منتصف العام الماضي.

يُضاف إلى ذلك مساعي جنوب أفريقيا للحفاظ على موقف محايد. فمنذ الحرب البادرة حافظت على علاقات قوية مع روسيا، ما دفعها بشكل مستمر إلى الامتناع عن التصويت داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مسار يثير الكثير من التساؤلات في الدول الغربية.

قمة "بريكس" بجنوب أفريقيا.. فقاعة أم بداية تشكل قطب جديد؟

39:04

This browser does not support the video element.

رفع دعوى ضد إسرائيل

ومؤخرا، أثارت جنوب أفريقيا ضجة مع رفعها دعوى ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية على وقع اتهامها بارتكاب "أعمال إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة مع استمرار الحرب بين حماس وإسرائيل.

وفي الرابع والعشرين من مايو/أيار الجاري، أصدرت المحكمة التي تعد أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، أمرا تطالب بموجبه إسرائيل بـ "الوقف الفوري" لعملياتها العسكرية في رفح. وصدر القرار في جلسة للنظر في طلب جنوب أفريقيا فرض إجراءات طارئة تشمل الوقف الفوري للعمليات العسكرية في قطاع غزة.

وعن ذلك، قال غروزد إن جنوب أفريقيا  تعرضت "لانتقادات بسبب ما اُعتبر تناقضا. إذ في الوقت الذي تدعم فيه الفلسطينيين بكل إخلاص، رفضت جنوب أفريقيا انتقاد روسيا لانتهاكها ميثاق الأمم المتحدة"، مضيفا "لا يوجد حكر على النفاق أو ازدواجية المعايير".

وشدد على أن جنوب أفريقيا تتبنى سياسية مؤيدة للفلسطينيين، لكن مع إبقاء كافة قنوات الاتصال مفتوحة رغم  الانتقادات الغربية  خاصة من الولايات المتحدة.

دروس الماضي المضطرب

 من جانبها، قالت لوازي سوميا، الباحثة البارزة في "مكتب الاتصال للجنوب الإفريقي" وهو مركز أبحاث: إنه بسبب ماضيها، فإن جنوب إفريقيا ترى أنها تتحمل التزامات أخلاقية فريدة من نوعها تجاه الامتثال للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

وانتقدت الباحثة عدم اعتراف الكثير من دول العالم بأهمية "المواقف القائمة على المبادئ"، مضيفة أن رامافوزا قرر العودة إلى العلاقات الدولية القائمة على المبادئ على النقيض من سياسة سلفه جاكوب زوما.

وشددت على أن الأمر ليس وليد اللحظة إذ منذ انتهاء نظام الفصل العنصري، تبنت جنوب أفريقيا بقيادة نيلسون مانديلا سياسة خارجية ترمي إلى عودة البلاد إلى "الأسرة الدولية" بعد سنوات من العزلة إبان حقبة الفصل العنصري.

وأضافت لوازي سوميا أن جنوب أفريقيا تسعى الآن إلى لعب دور عالمي بسبب دور مؤسساتها الديمقراطية في تعزيز قوة دبلوماسية جنوب أفريقيا.

قوة عالمية

يُشار إلى أن جنوب أفريقيا تلعب دورا نشطا داخل الاتحاد الأفريقي فضلا عن كونها الدولة الأفريقية الوحيدة في مجموعة العشرين ومجموعة البريكس  التي تضم تسع دول ذات اقتصادات ناشئة تطالب بدور أكبر داخل المؤسسات الدولية لا سيما الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية.

وبهدف تعزيز التكامل بين الدول الاعضاء، أسست دول البريكس  عام 2014 بنكا للتنمية، فيما باتت جنوب أفريقيا ملتزمة بشكل خاص بالشروع بعمليات إصلاح تستهدف مؤسساتها المالية لزيادة قدرتها على التعامل مع التحديات التي تواجهها البلدان النامية.

سعت جنوب أفريقيا إلى لعب دور الوساطة لحل الصراع في أوكرانياصورة من: Mikhail Metzel/TASS/AP/dpa/picture alliance

وتسعى جنوب أفريقيا إلى تمثيل مصالح القارة السمراء وبلدان الجنوب العالمي من خلال دورها الرائد في منظمات دولية مثل "حركة عدم الانحياز" و منظمة التجارة العالمية وما يُعرف بـ "تحالف تغير المناخ" الذي يضم أيضا البرازيل والهند  والصين.

وفي هذا الصدد، شدد الخبير في الشؤون الافريقي ستيفن غروزد على أن المسار الدولي الذي تسلكه  جنوب أفريقيا  يُظهر رغبتها في إصلاح مؤسسات النظام الدولي الحالي.

ملء الفراغ الحالي

وفي ذلك، ترى سانوشا نايدو، الباحثة في معهد الحوار العالمي البحثي ومقره بريتوريا، أن جنوب أفريقيا لا تهتم فقط بالعلاقات الاقتصادية وتعزيز نفوذها السياسي داخل البريكس وإنما تولي أهمية إلى قضية "تقليل بعض تكاليف المعاملات بما يدعم الاقتصاد"، وهذا يعني في نهاية المطاف تحسين الوصول إلى السلع والخدمات التي تُباع بعملات الدول الأعضاء.

وأوضحت أن بنك التنمية التابع لمجموعة البريكس يهدف إلى جمع القروض لتمهيد الطريق أمام خفض التكاليف وتقليل مخاطر الاعتماد الكبير على الدولار.

ورغم اعترافها بأن دول البريكس لا تتقاسم قيم ديمقراطية مشتركة، إلا أن نايدو أشارت إلى أن الدول الغربية الصناعية تشهد في الوقت نفسه اتجاهات سلبية ألقت بظلالها على قوتها. وقالت إن جنوب أفريقيا والدول الشريكة تبحث عن ملء "الفراغ الراهن" في النظام العالمي، وذلك من خلال الاستفادة من سبل تعزيز التعاون المشترك.

أعده للعربية: محمد فرحان

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW