تبادلت كل من إيران والولايات المتحدة سجينين من خلال وساطة سويسرية. ترامب وجه الشكر لإيران على "مفاوضات منصفة جداً"، فيما قال مسؤول أمريكي إن ترامب مستعد للقاء مسؤولين إيرانيين دون شروط مسبقة.
إعلان
تبادلت الولايات المتحدة وإيران سجينين السبت (السابع من ديسمبر/كانون الأول 2019) وذلك في تعاون نادر بين البلدين الخصمين، اللذين ساءت العلاقات بينهما منذ انتخاب الرئيس دونالد ترامب.
وقال ترامب إن الأمريكي من أصل صيني شي يو وانغ المحتجز في إيران منذ ثلاثة أعوام بتهم تجسس عائد إلى الولايات المتحدة. كما قال مسؤول إيراني إن الإيراني مسعود سليماني تم الإفراج عنه في وقت سابق في الولايات المتحدة.
وساطة سويسرية وترامب يشكر إيران
وقدمت سويسرا التسهيلات الخاصة بتبادل السجينين وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استقبل سليماني في زيورخ، التي قالت الوكالة إنها شهدت عملية التبادل، مضيفة أن سليماني سيعود إلى إيران في الساعات المقبلة.
وفي بيان أصدره البيت الأبيض لم يذكر ترامب الإفراج عن سليماني لكنه شكر الحكومة السويسرية على مساعدتها في التفاوض للإفراج عن وانغ.
وتقوم سويسرا على رعاية المصالح الأمريكية في طهران منذ قطع العلاقات بين البلدين بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران في عام 1979. وتدهورت العلاقات بين واشنطن وطهران في أيار/ مايو 2018 حين أعلن ترامب انسحاباً أحادياً من الاتفاق النووي المبرم في العام 2015 والذي تم بموجبه تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل وضع قيود على برنامجها النووي.
وقال ترامب: "تولي إدارتي أهمية كبرى لإطلاق سراح الأمريكيين الأسرى وسنواصل العمل الدؤوب لإعادة كل مواطنينا المحتجزين ظلماً خارج الولايات المتحدة"، موجهاً الشكر لإيران لقيامها بـ"مفاوضات منصفة جداً" بعد تبادل للسجناء بين البلدين العدوين. وكتب ترامب أيضا على تويتر "هل رأيتم، نستطيع إنجاز اتفاق معاً":
وقال مسؤول رفيع بالإدارة الأمريكية إن واشنطن تأمل أن يؤدي الإفراج عن وانغ إلى إطلاق سراح أمريكيين آخرين محتجزين في إيران مشيراً إلى أن هذه الخطوة مؤشر إلى أن طهران ترغب في التفاوض بشأن قضايا أخرى.
إيران: أفرجنا عن وانغ وفق قواعد الرأفة في الإسلام
بدوره، كتب محمد جواد ظريف وزير الخاريجة الإيراني على تويتر: "سعيد لأن البروفيسور مسعود سليماني والسيد شي يو وانغ سيعودان لعائلتيهما قريبا. نشكر جميع من شارك في الأمر خاصة السفارة السويسرية"، وفي وقت لاحق نشر على تويتر صوراً له ومعه سليماني يستقلان طائرة إيرانية:
وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن إطلاق سراح وانغ استند إلى "ما يمليه الإسلام من قواعد الرأفة"، فيما قال المسؤول الأمريكي الرفيع إن الإفراج عن وانغ كان ثمرة ثلاثة أو أربعة أسابيع من المفاوضات المكثفة. وأبلغ المسؤول الصحفيين في مؤتمر صحفي: "نأمل أن يؤدي ذلك إلى مزيد من النجاح مع إيران".
ومضى يقول "يحدوني أمل أن يكون الإفراج عن السيد وانغ مؤشراً إلى أن الإيرانيين يدركون أن أسلوب دبلوماسية احتجاز الرهائن يجب أن يتوقف إذا أرادت إيران العودة إلى المجتمع الدولي"، وتابع قائلاً إن الرئيس ترامب ما زال ملتزماً بإجراء محادثات مع إيران دون شروط، مشيراً إلى أن حملة الضغوط القصوى التي تنفذها أمريكا على إيران ناجحة وفعالة للغاية.
وأدين وانغ خريج جامعة برينستون بتهم تجسس وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات في 2017. ودأبت عائلته وجامعته على قول إنه كان في إيران لعمل بحثي متعلق بدراسته التاريخ ونفى الجانبان عنه تهم التجسس.
"لن يهدأ لنا بال حتى نعيد كل أمريكي"
وقال مسؤول أمريكي كبير إن برايان هوك المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران اصطحب سليماني إلى سويسرا لإتمام عملية التبادل وإن هوك ووانغ حاليا "في طريقهما إلى لاندشتول في ألمانيا حيث سيخضع وانغ لفحص طبي". وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على تويتر إنه "سعيد بأن الحكومة الإيرانية كانت بناءة في هذا الأمر... لن يهدأ لنا بال حتى نعيد إلى الوطن كل أمريكي تحتجزه إيران أو أي بلد آخر حول العالم":
وقال نزار زكا رجل الأعمال اللبناني المقيم في الولايات المتحدة، والذي أطلقت إيران سراحه في يونيو/ حزيران بعد احتجاز دام أربعة أعوام، إنه كان أول من علم بإطلاق سراح وانغ وإنه أبلغ والدة وانغ وزوجته بهذا النبأ.
وألقت الولايات المتحدة القبض على سليماني خبير الخلايا الجذعية في مطار شيكاغو في أكتوبر/ تشرين الأول 2018 لمزاعم محاولته تصدير مواد بيولوجية إلى إيران في انتهاك للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران بسبب برنامجها النووي.
على جانب آخر، ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء اليوم، نقلاً عن مسؤول بالإدارة الأمريكية، لم تكشف النقاب عن هويته، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستعد للقاء مسؤولين إيرانيين دون شروط مسبقة.
ع.ح./ص.ش. (رويترز، د ب ا، ا ف ب)
الاقتصاد الإيراني.. انتكاسة واضحة ومستقبل مهدد
يشهد الوضع الاقتصادي بإيران تراجعا. فبعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وفرضها عقوبات اقتصادية وضغوط على إيران، فضلا عن خروج متظاهرين إلى الشارع احتجاجا على الوضعية الإقتصادية، صارت إيران تعيش على وقع أزمة مرجح تفاقمها.
صورة من: IRNA
أكبر احتجاجات منذ سنوات
شهدت إيران مع نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2017 وانطلاق العام الجديد 2018 موجة مظاهرات بمناطق عدة نتيجة ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة والأزمة المالية الخانقة بالبلد، وقتل فيها العشرات واعتقلت السلطات الآلاف. وهذه هي الحركة الاحتجاجية الأكبر في إيران منذ المظاهرات المعترضة على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في العام 2009.
صورة من: Irna
العملة الإيرانية تفقد قيمتها
فقدت العملة الوطنية الإيرانية نصف قيمتها. وقد أشارت أرقام صادرة عن البنك الدولي، أن الاقتصاد الإيراني انخفض من المركز 17 إلى 27 على مستوى العالم خلال العقود الأربعة الماضية. لكن طلب الولايات المتحدة من الشركات العالمية وقف استيراد النفط الإيراني يهدد الاقتصاد بأزمة أكبر، إذ يمثل بيع النفط نسبة 64 بالمائة من إجمالي صادرات إيران، كما يشكل مصدرا أولا للعملة الصعبة التي تدخل البلد (الدولار واليورو).
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
الريالات الإيرانية في تدهور
أشارت بعض المصادر الإعلامية إلى أن ورقة الـ10 آلاف ريال إيراني كانت تساوي قبل عام 1979 حوالي 150 دولارا أمريكيا، أما الآن فهي أكثر بقليل من 10 سنتات في سوق الصرف المتقلبة في طهران. وبالرغم من استعادة الاقتصاد الإيراني لعافيته بعد 2015، إلا أنه بقي هشا. ويُنتظر أن يزيد تدهورا بعد فرض العقوبات التي ستؤثر على الريال الإيراني.
صورة من: AP
ارتفاع أسعار الذهب
أكد رئيس اتحاد تجار الذهب في طهران، أن الصراع بين إيران وأمريكا، أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب في البلاد، حسب ما تناقلته مواقع إخبارية. وسجلت المسكوكة الذهبية في السوق الإيرانية رقما قياسيا جديدا ببلوغها الـ 3 ملايين و400 ألف تومان، حيث زاد سعرها نحو 600 ألف تومان خلال شهر واحد.
صورة من: Isna/Rohollah Vahdati
البنوك في أزمة!
يواجه البنك المركزي الإيراني صعوبات كبيرة في تنفيذ المعاملات المالية داخل البلد وخارجه. ويعزي البعض ذلك إلى أخذ البنك لودائع تقدر نسبة فائدتها السنوية بـ20 إلى 23 بالمائة. وبسبب العقوبات الأمريكية، خفضت البنوك معدلات الفائدة ما بين 10 إلى 15 بالمائة، مما دفع الكثير من المودعين إلى سحب أموالهم لشراء الدولار واليورو. وهو ما أدى إلى تفاقم نقص العملات الأجنبية، وإغلاق مكاتب صرافة، لكن دون جدوى.
صورة من: Isna
أسعار خيالية!
من بين المؤشرات على تأزم الوضع الاقتصادي في إيران، انخفاض قيمة الريال الإيراني الذي أدى إلى ارتفاع أسعار بعض السلع المستوردة بنسبة 100 بالمائة، علاوة على ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني. هذا بالإضافة إلى انخفاض نشاط بورصة السلع الإيرانية إلى حد أدنى. وتشير توقعات خبراء في شركة "بي أم آي" للأبحاث الاقتصادية العالمية، أن يشهد الاقتصاد الإيراني انكماشاً بنحو 4 في المئة العام المقبل.
صورة من: AP
التضخم يرفع الأسعار
شكل التضخم خلال السنوات الماضية عاملا أساسيا في تدهور الاقتصاد الإيراني حيث يبلغ متوسط معدل التضخم ما بين 19 و20 بالمائة سنويا. وحسب مركز الإحصاء الإيراني الحكومي في طهران فإن معدل التضخم وصل في يونيو/ حزيران الماضي إلى نحو 8.7 %، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، الأمر الذي يكشف عن ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية، وانخفاض قيمة العملة المحلية مؤخرا.
صورة من: ILNA
فقر وبطالة وهجرة
ساهمت مشكلة التضخم في ظهور الطبقات المجتمعية بإيران وانتشار الفقر والبطالة. وحسب تقديرات البنك الدولي فإن متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إيران استنادا إلى القدرة الشرائية الحقيقية للعملة الإيرانية بين عامي 1976 و2017، يكشف أنه خلال هذه الفترة أصبح الإيراني أكثر فقرا بنسبة 32 بالمئة. كما تشير الاحصائيات إلى أن عددا كبيرا من الشباب الإيراني يحاول الفرار من الأوضاع المتأزمة.
صورة من: shahrvanddaily.ir
صفقات في مهب الريح!
من بين الجوانب المرجح تأثرها السلبي بالعقوبات الأمريكية، الصفقات المعقودة مع كبرى الشركات الدولية على الصعيد العالمي وعلى صعيد النفط وأيضا والأجهزة الإلكترونية، مثل الصفقات التي عقدتها طهران مع شركة توتال النفطية وشركة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات وجنرال إلكتريك للأجهزة والمعدات الإلكترونية.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتكاسة السياحة
توتر العلاقات مع الاقتصاديات الكبرى وبعد العقوبات المفروضة جعل الحالة الإقتصادية لإيران مُقبلة على عزلة تشمل عدة قطاعات مثل السياحة. فبعد أن دشنت شركات طيران كبرى، مثل الخطوط الجوية البريطانية، رحلات إلى البلد بهدف الترويج له كوجهة سياحية، وفتح سلسلة فنادق عالمية مثل Accor عام 2015، يرى مراقبون أن هذه الصفقات قد يتم التراجع عنها بسب قلة السياح ومحدودية رحلات الطيران القادمة من أوروبا. مريم مرغيش