دخلت العلاقات التركية السعودية منعطفا جديدا، بعد زيارة الرئيس التركي للرياض، بإعلان تشكيل "مجلس تعاون إستراتيجي" بينهما. الرياض وأنقرة كررتا موقفهما حول الملف السوري، إذ جددتا المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
إعلان
أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن المباحثات التي أجراها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء (29 ديسمبر/كانون الأول 2015)، أفضت إلى اتفاق حول تشكيل "مجلس تعاون إستراتيجي" بين البلدين. وأشار الجبير إلى أن قادة البلدين بحثا ما وصفه بـ "التصدي التدخلات الإيرانية في المنطقة"، والتعاون في التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، الذي أعلنت عنه المملكة ويضم 34 دولة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في الرياض، وصف الجبير مباحثات الملك سلمان مع أردوغان بـ "البناءة والمثمرة والإيجابية". وأضاف أنها "تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وكانت وجهات النظر متطابقة، كما نتج عنها رغبة من القائدين أن يُشكّل مجلس تعاون استراتيجي رفيع المستوى بين البلدين".
وأوضح الجبير أن هذا المجلس سيكون مهتمًا بأمور عديدة بما فيها المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة والتعليم. وقال المسؤول السعودي إن المجلس يهدف إلى إيجاد نقلة نوعية في العلاقات "المتينة" بين أنقرة والسعودية، مذكرا بأن المحادثات الثنائية بين الوفدين تناولت الأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا أيضا.
وحول الملف السوري أعاد الجبير تكرار المطلب السعودي السابق بضرورة تخلي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة. وردد وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو الأصداء ذاتها. وقال إن "وجهات نظرنا حيال سوريا متطابقة لا يمكن الوصول إلى حل بوجود (الرئيس بشار) الأسد". وانتقد الجبير الغارات الروسية في سوريا، قائلا إن غالبيتها لا تستهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
التحالف الدولي ضد "داعش" يتعزَّز ...
يزداد عدد المشاركين في تحالف دولي يسعى لضرب تنظيم "داعش" على الأراضي السورية. وقد منح البوندستاغ (البرلمان) القوات الالمانية تفويضا للمشاركة في هذا التحالف الذي يأتي بتوصية من الأمم المتحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
بانضمام بريطانيا والمانيا الى التحالف الدولي في الحرب على تنظيم داعش، صارت المشاركة العسكرية في الحرب الدولية على التنظيم اقرب الى الآجماع الاوروبي. في الصورة طائرة مقاتلة من نوع يوروفايتر وهي تحمل صواريخ ميتيور، تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.
صورة من: picture-alliance/dpa
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دافع بقوة أمام مجلس النواب عن ضرورة مشاركة بلاده في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في سوريا. فيما وصف وزيردفاعه مايكل فالون الغارات الجوية الاولى التي شنتها طائرات بلاده الحربية ضد مواقع التنظيم الارهابي بالـ"ناجحة".
صورة من: Reuters
تعتبر الولايات المتحدة من الدول السباقة للدعوة لمحاربة تنظيم "داعش"، وقد دعا وزير الخارجية الأميركية جون كيري الى نشر قوات برية "عربية وسورية" لمواجهة التنظيم الارهابي في سوريا.
صورة من: U.S. Marine Corps
تعتزم المانيا ارسال ما يصل الى 1200 جندي وست طائرات استطلاع من طراز تورنادو وفرقاطة وطائرات للاستطلاع الجوي للمشاركة في الحملة الدولية ضد "داعش".
صورة من: Bundeswehr
بدأت فرنسا في ايلول/سبتمبر 2014 عمليات قصف ضد مواقع تنظيم "داعش" في العراق بعد انضمامها الى التحالف بقيادة الولايات المتحدة، وبعد سنة من مشاركتها في الغارات في سوريا، وكثفت ضرباتها بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في باريس.
صورة من: Getty Images/AFP/A. C. Poujoulat
تعتبر روسيا ان حملتها العسكرية الجوية في سوريا شرعية، في حين يعتبرها الغرب خارجة عن الشرعية الدولية، لأنها جاءت بطلب من الرئيس السوري بشار الأسد لدعم العمليات البرية لقواته.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Ernst
سمحت الحكومة التركية لفرنسا باستخدام مجال تركيا الجوي في اطار التحالف الدولي لضرب تنظيم "داعش". ودعت أنقرة منذ مدة طويلة الى ضرورة التدخل لوقف زحف "داعش" في الاراضي السورية.
صورة من: Reuters/Stringer
المملكة العربية السعودية هي الأخرى شريك في الحملة العسكرية الدولية ضد "داعش". هنا مقاتلات سعودية في الجو.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
يشارك الاردن في ضربات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، كما يشارك في عمليات تحالف عربي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن. وفقد الاردن طيارا وهو معاذ الكساسبة الذي قتله تنظيم "داعش" حرقا مطلع العام الجاري
صورة من: Getty Images/AFP/A. Berry
وتشارك الامارات العربية المتحدة هي الأخرى في التحالف الدولي ضد "داعش". طائرات الميراج 2000 والرافال الفرنسية العائدة لسلاحها الجوي والتي تتدخل في العراق وسوريا تنطلق من قواعدها بالامارات العربية المتحدة ومن قواعد في الاردن.