"تعبنا ونستحق الحياة": ترحيب برد حماس على خطة ترامب للسلام
٤ أكتوبر ٢٠٢٥
توالت ردود الفعل المرحبة بطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إسرائيل التوقف عن قصف غزة "فورا"، بعيد إعلان حماس موافقتها على خطته الهادفة لإنهاء الحرب في القطاع.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإعلان حماس، داعيا الجميع إلى "اغتنام الفرصة لإنهاء الحرب المأسوية في غزة".
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الإفراج عن جميع الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة "في متناول اليد". وفي تغريدة باللغة العربية، قال ماكرون "لدينا الآن إمكانية التقدّم بشكل حاسم نحو السلام. وستضطلع فرنسا بدورها الكامل، استمرارًا بجهودها داخل الأمم المتحدة، مع الولايات المتحدة، والإسرائيليين، والفلسطينيين، وجميع شركائها الدوليين".
ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين استعداد حماس للإفراج عن الرهائن بالمشجع. وكتبت رئيسة المفوضية على منصة إكس تقول: "سوف ندعم كل الجهود الرامية لدفع حل الدولتين قدما إلى الأمام". وأضافت "استعداد حماس لإطلاق سراح الرهائن أمر مشجع". وتابعت: "علينا أن نغتنم الفرصة - فالوقف الفوري لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن أصبح في متناول اليد. وستدعم أوروبا جميع الجهود الرامية إلى إنهاء معاناة المدنيين وتعزيز حل الدولتين".
أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فقد رأى في موافقة حماس على خطة مدعومة أمريكيا لتحقيق السلام في غزة، "خطوة هامة إلى الأمام".
ما موقف الأطراف الفلسطينية؟
وكانت حماس قد أكدت موافقتها على الإفراج عن كل الرهائن وتسليم إدارة غزة لهيئة من "المستقلين" (التكنوقراط)، بناء على إجماع وطني وبمساندة عربية وإسلامية. وهما من البنود في خطة ترامب التي تحظى بدعم إسرائيل. لكنها شددت على وجوب التفاوض بشأن نقاط أخرى مرتبطة بـ"مستقبل القطاع" وردت في المقترح.
أيدت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، التي تحتجز رهائن إسرائيليين أيضا، اليوم السبت رد حركة حماس على الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة. وذكرت حركة الجهاد الإسلامي في بيان "الرد الذي قدمته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على خطة ترامب هو تعبير عن موقف قوى المقاومة الفلسطينية، ولقد شاركت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بمسؤولية في المشاورات التي أدت لاتخاذ هذا القرار".
ومن شأن موافقة الجهاد الإسلامي على الخطة أن تُسهّل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى الحركتين في غزة. ويشار إلى أنّ حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية تصنف على أنها منظمة إرهابية، وهناك دلالات على تبعيتها لإيران.
ومن جانبه، رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم السبت ، بإعلان الرئيس ترامب بوقف الحرب، والذهاب لاستكمال التفاصيل، ردا على تصريحات حركة "حماس" الايجابية وقال "نرحب بها لإطلاق سراح جميع الرهائن والتعامل بإيجابية في هذه المرحلة التي تتطلب من الجميع التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية".
وفي هذا السياق، قال عباس "إن السيادة على قطاع غزة هي لدولة فلسطين، وإن الربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة لا بد أن يتم من خلال القوانين والمؤسسات الحكومية الفلسطينية، وبواسطة لجنة إدارية فلسطينية وقوى أمنية فلسطينية موحدة، في إطار نظام وقانون واحد، وبدعم عربي ودولي". وأضاف "سنواصل العمل مع الوسطاء والشركاء المعنيين من أجل إنجاح هذه الجهود، وصولا إلى تحقيق السلام الدائم الذي ينهي الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية".
وذكر "المجتمع الدولي بمسؤوليته في إلزام إسرائيل بوقف جميع إجراءاتها الأحادية التي تنتهك القانون الدولي، وفي مقدمتها وقف الاستيطان وإرهاب المستوطنين، والاعتداء على المقدسات، وحجز أموال الضرائب الفلسطينية". وأكد أن الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة هي الشريك الطبيعي للاستقرار في المنطقة إلى جانب دولة إسرائيل، وحان الوقت لسلام دائم يضمن الأمن والعدالة لجميع شعوب المنطقة.
"أفضل فرصة للسلام"
وقال ترامب عبر منصة تروث سوشل "بناء على البيان الصادر عن حماس، المصنفة في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم. على إسرائيل أن تتوقف عن قصف غزة فورا حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وبسرعة!".
وفي إطار ردود الفعل، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن "السلام في غزة وإطلاق سراح الرهائن باتا في متناول اليد"، بعد موافقة حماس "المبدئية" على خطة ترامب.
وأضاف ميرتس في منشور على منصة اكس أن الخطة تمثل "أفضل فرصة لتحقيق السلام.. يجب إطلاق سراح الرهائن. يجب على حماس أن تتخلى عن السلاح. يجب أن يتوقف القتال فورا . كل هذا يجب أن يحدث بسرعة".
"تعبنا ونستحق الحياة"
وفي مدينة غزة، أعرب سكان عن أملهم في أن تؤدي الخطوة الأخيرة ذلك إلى وقف الحرب.
وقال مؤمن جاسر في منطقة الميناء لفرانس برس "عندما تلقيت الخبر برد حماس خرجت مع الناس بفرحة وتهليل وتكبير. نتمنى أن تنتهي الحرب والقصف والدمار ويقف شلال الدماء، نحن تعبنا ونستحق الفرحة والحياة".
وفي مواصي خان يونس (جنوب) إلى حيث نزح كثيرون، قالت سماح الحو "أول ما قرأت الخبر... جاءني شعور أنه يا الله أخيرا فرجت علينا، أخيرا سوف تقف الحرب وتقف الإبادة ونستطيع النوم بأمان وبدون خوف!".
ورغم ذلك، افاد بعض سكان القطاع إن الدبابات الإسرائيلية قصفت شارع الثلاثيني وهو شريان رئيسي في قلب مدينة غزة بعد رسالة ترامب إلى إسرائيل بالتوقف.
وذكر شهود أن طائرات عسكرية إسرائيلية كثفت قصفها على المدينة في الساعة التي تلت بيان حماس حيث أصابت عدة منازل في حي الرمال.
كيف ردت إسرائيل ودول عربية؟
وفي ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تستعد "للتنفيذ الفوري للمرحلة الأولى" من خطة دونالد ترامب. وقال بيان "سنواصل العمل بالتعاون الكامل مع الرئيس وفريقه لإنهاء الحرب وفقا للمبادئ التي وضعتها إسرائيل، والتي تتوافق مع رؤية ترامب لإنهاء الحرب". ولم يشر بيان نتنياهو إلى دعوة ترامب لإسرائيل لوقف هجماتها على قطاع غزة.
من جهته قال المتحدث باسم خارجية قطر على منصة إكس إن الدوحة بدأت التنسيق مع الوسيط المصري والولايات المتحدة لمواصلة المحادثات حول خطة ترامب بشأن غزة.
من جانبها ، رحبت القاهرة برد حركة حماس على خطة رامب بشأن غزة ووصفته بأنه "تطور إيجابي" ودعت الجانبين إلى اغتنام الفرصة. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان على فيسبوك "تعرب مصر عن الأمل في أن يؤدي هذا التطور الإيجابي إلى أن ترتقي كافة الأطراف إلى مستوى المسؤولية بالالتزام بتنفيذ خطة الرئيس ترامب على الأرض وإنهاء الحرب".
ومن طرفه، رحّب الأردن السبت بموافقة حركة حماس على الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة بموجب مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في القطاع، معتبرا أنها "خطوة هامة نحو إنهاء الحرب".
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية فؤاد المجالي في بيان إن موقف حماس "خطوة هامة نحو إنهاء الحرب وما تسببه من تبعات كارثية". وشدّد المجالي على "ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل فوري، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية الكافية والفورية والمستدامة إلى مختلف أنحاء القطاع، وإطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".