تعثر بوروسيا مونشنغلادباخ ـ أزمة عميقة أم كبوة عابرة؟
عادل الشروعات٣١ أغسطس ٢٠١٥
بعد نجاحه الموسم الماضي في التأهل لمسابقة دوري أبطال أوروبا، حصد مونشنغلادباخ ثلاث هزائم متتالية في المباريات الثلاث الأولى في الدوري الألماني لكرة القدم هذا الموسم. فما هي أسباب هذه البداية المتعثرة؟
إعلان
خلال الموسم الماضي، لم ينجح فريق بوروسيا مونشغلادباخ في الحصول على مزيد من الود لدى عشاقه فقط، بل نجح أيضاً في كسب احترام وتعاطف جماهير باقي أندية الدوري الألماني (بوندسليغا). ويعود ذلك إلى المستوى الرائع الذي قدمه فريق لوسيان فافر خلال مجمل منافسات مباريات الدوري الموسم الفائت، مما مكنهم من احتلال المركز الثالث الذي أهّلهم لخوض غمار مباريات دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
وفيما كانت جماهير فريق مونشنغلادباخ تمني النفس بأن يبدأ فريقها حيث انتهى الموسم الماضي، جاءت البداية مخيبة للآمال بعدما انهزم زملاء غرانيت تشاكا في ثلاث مباريات متتالية، كانت آخرها أمس الأحد (30 أغسطس/ آب) أمام فيردر بريمن (2/1). وهذه هي المرة الأولى التي يبدأ فيها مونشنغلادباخ الموسم الكروي بثلاث هزائم متتالية في تاريخ النادي.
انتقادات جارفة
هذه الانطلاقة المتعثرة جعلت اللاعبين والجهاز الفني للفريق أمام فوهة مدافع الانتقادات. فقد تحدثت بعض الصحف المحلية عن "أزمة" مونشغلادباخ ووصفت قلق جماهيره بـ "صفارة الإنذار"، فيما رأت أخرى أن الفريق "على حافة الهاوية". وهو ما يبدو تضخيماً غير مبرر باعتبار أن الموسم الكروي لم يجُد حتى الآن سوى بثلاث مباريات فقط، مع العلم أن هناك أسباباً موضوعية ساهمت في عجز فريق مونشنغلادباخ في حصد ولو نقطة واحدة حتى في المباراة التي جرت على أرضه وأمام جمهوره عندما استقبل فريق ماينز ضمن مباريات المرحلة الثانية.
وتعود البداية غير الموفقة لكتيبة لوسيان فافر إلى عدة أسباب، أولها غياب لاعبين وازنين في خط الدفاع هما مارتين شترانسل وألفارو دومينغيز بسبب الإصابة. وهو الأمر الذي خلف فراغاً واضحاً في خط الدفاع لم يستطع المدافعان الواعدان مارفين شولتس وأوسكار فيندت من التغلب عليه بسبب قلة خبرتهما.
مكامن الخلل
أما فيما يخص خط الهجوم، فلازال الفريق لم يتأقلم بعد مع وجود مهاجم صريح هو يوزيب دريميش المنتقل حديثاً إلى مونشغلادباخ قادماً من باير ليفركوزن، خاصة وأن المدير الفني لوسيان فافر كان يلعب الموسم الماضي دون رأس حربة صريح بالاعتماد على ماكس كروزه المنتقل إلى فولفسبورغ والبرازيلي رافييل الذي لم يظهر إلى حد الآن بمستواه المعهود. وفي غياب أندري هان، الذي لم يسترجع لياقته كاملة بعد الإصابة التي منعته من المشاركة في تحضيرات ما قبل الموسم، تبدو خيارات الجهاز الفني محدودة في هذه الفترة.
ولا تقتصر مشاكل مونشنغلادباخ على الدفاع والهجوم فقط، بل تشمل أيضاً خط الوسط الذي كان الموسم الماضي أحد نقاط قوة الفريق. فبعودة كريستوف كرامر إلى فريقه ليفركوزن، فقد مونشنغلادباخ صمام الأمان الذي كان يمنح للمجموعة، إلى جانب السويسري غرانيت تشاكا، الاستقرار اللازم في خط الوسط الدفاعي من جهة، بالإضافة إلى تشكيله محطة لانطلاق العمليات الهجومية من جهة أخرى.
أهم صفقات انتقال اللاعبين للأندية الألمانية في الصيف
تشهد العطلة الصيفية صفقات انتقال اللاعبين إلى الأندية الألمانية الكبرى، المشاركة في الدوري الألماني لكرة القدم. جولة مصورة للتعرف على أهم هذه الصفقات.
صورة من: Getty Images/AFP/Yamanaka
تعد صفقة انتقال النجم التشيلي أرتورو فيدال إلى بايرن ميونيخ أهم صفقة في الانتقالات الصيفية لأندية البوندسليغا. دفع بايرن ميونيخ 37 مليون يورو إلى يوفنتوس الإيطالي للحصول على اللاعب الفائز بكأس أمم أميركا الجنوبية هذا العام. وينتظر أن يسبب فيدال هيبة أكبر في قلوب منافسي بايرن ميونيخ، من خلال أدائه القوي في وسط الملعب وليس من خلال الوشم الذي يغطي جسمه.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
كما قام بايرن بشراء دوغلاس كوستا من شاختيور دونيتسك الأوكراني مقابل 30 مليون يورو. يتميز كوستا بالسرعة واللعب بالقدمين الاثنين والخبرة الدولية مع منتخب البرازيل. وسيحل كوستا محل الجناح الفرنسي فرانك ريبيري أو زميله الهولندي آريين روبن، عندما يصاب أحدهما. كوستا عمره 24 عاما وهو أصغر بكثير من الاثنين، وبالتالي فهو رجل للمستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Imaginechina
كيفين كوراني المهاجم السابق لمنتخب ألمانيا، وصاحب الخبرة الكبيرة، عاد في الصيف إلى بلده لينضم إلى فريق هوفنهايم بعد خمس سنوات قضاها في دينامو موسكو. وقال كوراني:"هنا أستطيع من خلال خبرتي مساعدة العديد من اللاعبين الشباب." وربما يكون أهم درس هو الانضباط، حتى لو جلس اللاعب على دكة البدلاء. فعدم الانضباط كان سببا في استبعاد كوراني من المانشافت.
صورة من: Getty Images/Epsilon
يعتبر الدولي ولاعب هامبورغ السابق بيوتر تروخوفسكي (31 عاما) هو الأسوأ حظا بين اللاعبين في صفقات الانتقال هذا الصيف. فبعد نزاع قانوني استمر عاما مع اشبيلية الاسباني، عاد تروخوفسكي إلى ألمانيا من خلال بوابة أوغسبورغ. لكن لا يعلم أحد متى سيكون قادرا على اللعب بعد تعرضه للإصابة مع فريقه الجديد في مباراة ودية، علما بأن عقده مع أوغسبورغ لمدة عام واحد فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Naupold
قبل عامين قام نادي بايرليفركوزن بإعارة كريستوف كرامر إلى بروسيا مونشينغلادباخ. حينها كان كرامر صغيرا وغير معروف. والآن عاد اللاعب صاحب الأربعة والعشرين عاما إلى ليفركوزن بعد أن أصبح مشهورا؛ إذ إنه فاز مع منتخب بلاده بكأس العالم بالبرازيل عام 2014.
صورة من: picture-alliance/Schwörer Pressefoto
وانتقل المهاجم الخطير ماكس كروزه إلى فولفسبورغ، قادما من مونشنغلادباخ، الذي سجل له الموسم الماضي 11 هدفا. كروزه لاعب المنتخب الألماني، البالغ 27 عاما يقوم حاليا بحملة إعلانات لكنه ربما لا يحتاج لذلك في المستقبل ففريقه الجديد تابع لشركة فولكسفاغن كبرى شركات صناعة السيارات في أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Simka
النجم الأرجنتيني فرانكو دي سانتو، صاحب البسمة الدائمة أبكى جمهور فيردربريمن، عندما أعلن فجأة في "يوم الجمهور" انتقاله إلى فريق شالكه. وسيسعى طبعا دي سانتو (26 عاما) إلى جلب البهجة أخيرا إلى شالكه، لكن الأهم من ذلك هو أن يسجل الأهداف لفريقه الجديد وإلا فقد لا يشارك في المباريات.
صورة من: Joern Pollex/Bongarts/Getty Images
غونزالو كاسترو لاعب ألماني من أصول إسبانية. قضاء غونزالو 16 عاما في صفوف بايرليفركوزن، هو وفاء نادر. لكن بعد كل هذه المدة ترك كاسترو، الذي يلعب في خطي الدفاع والوسط، فريقه إلى وجهة أخرى لكنها ليست بعيدة. فقد انتقل إلى بوروسيا دورتموند، الذي يبعد ملعبه حوالي 75 كيلومتر فقط عن ملعب ليفركوزن.
صورة من: imago/Chai v.d. Laage
يتميز يوهانيس غايس نجم منتخب ألمانيا للناشئين تحت 21 عاما بدقة التمريرات وتوزيعها، وسد الثغرات في صفوف فريقه بطريقة جيدة، حيث أنه لاعب خط وسط مدافع. تلك الصفات رغم صغر سنه دفعت شالكه إلى شرائه من فريق ماينز الذي كان يلعب في صفوفه منذ 2013.
صورة من: picture-alliance/dpa/Revierfoto
يحمل اللاعب آرون يوهانسون جنسية أيسلندا، لكنه قرر اللعب لمنتخب الولايات المتحدة، التي ولد على أراضيها. وبسبب التشابه بينه وبين نجم هوليوود "كيفين بيكون" يطلق عليه زملاؤه في المنتخب "بيكون". يوهانسون عمره 24 عاما وانتقل إلى فيردر بريمن قادما من الكمار الهولندي، ليحل محل فرانكو دي سانتو، المنتقل إلى شالكه.
صورة من: picture-alliance/dpa/Carmen Jaspersen
رغم أن عمره بالكاد 24 عاما إلا أن بوروسيا دورتموند هو النادي السادس في مسيرة حارس المرمى السويسري رومان بوركي. جاء العام الماضي إلى ألمانيا لكنه لم يستطع منع هبوط فرايبورغ من البوندسليغا. ويبحث رومان بوركي الآن عن تحد جديد ومن الطرائف أنه سيتنافس في دورتموند مع حارس يحمل نفس اسمه الأول، هو المخضرم رومان فايدنفيلر.
صورة من: Getty Images/AFP/Yamanaka
11 صورة1 | 11
ورغم المشاكل التي يعاني منها حالياً مونشنغلادباخ في جميع الخطوط، إلا أن المدير الرياضي للنادي ماكس إيبرل متفائل بتصحيح الأخطاء التي ميزت أداء الفريق خلال المباريات الثلاث الماضية. وذكر إيبرل أن الموسم الماضي "مر الفريق أيضاً بمراحل فراغ وخرج منها بسلام". لكنه عاد واعترف أن "الأخطاء تستغل دون رحمة من قبل الخصوم". وهذا ما يريد المدرب لوسيان فافر تفاديه مع الإقرار بوجود عمل شاق لازال في انتظاره.