تعثر تنفيذ اتفاق برعاية الأمم المتحدة لخروج أربعة آلاف مسلح ومدني، بينهم عناصر من تنظيم "داعش" وجبهة النصرة، من ثلاث مناطق بجنوب دمشق، أبرزها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. في غضون ذلك تحدثت مصادر عن أسباب لوجستية.
إعلان
تعثر تنفيذ اتفاق لخروج أربعة آلاف مسلح ومدني، بينهم عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش"، من ثلاث مناطق جنوب العاصمة السورية غداة مقتل زهران علوش قائد "جيش الإسلام"، الفصيل المسلح الأقوى في ريف دمشق.
وكان يفترض أن تبدأ اليوم السبت (26 كانون الأول/ ديسمبر 2015) عملية خروج نحو أربعة آلاف شخص بينهم أكثر من ألفي مسلح غالبيتهم من تنظيم "داعش" وجبهة النصرة من مناطق القدم والحجر الأسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق إثر اتفاق بين النظام السوري ووجهاء تلك المناطق.
ويبدو أن التنفيذ تعثر لأسباب عدة أهمها عدم القدرة على ضمان أمن الطريق التي ستسلكه قافلة المغادرين، وفق ما أفادت مصادر عدة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن عملية خروج المسلحين "جمدت ولم تنته بسبب أمور لوجستية تتعلق بصعوبة تأمين الطريق المؤدية إلى نقطة الاستلام في ريف حمص الشرقي (وسط) وريف حماة الشرقي (وسط) قبل انتقال المغادرين إلى الرقة وريف حلب الشمالي".
وأشار عبد الرحمن إلى سبب ثان، يتمثل بطلب مقاتلي جبهة النصرة التوجه إلى محافظة إدلب (شمال غرب) بدلاً من ريف حلب الشمالي. وتعد محافظة ادلب معقل فصائل "جيش الفتح" الذي يضم جبهة النصرة وفصائل إسلامية معارضة تمكنت خلال الصيف من السيطرة على كامل المحافظة باستثناء بلدتين.
مخيم اليرموك - جوع وحصار وبراميل متفجرة
يشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا منذ أيام اشتباكات عنيفة بين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" وفصائل المعارضة وقوات النظام السوري. وهو ما ضاعف معاناة المدنيين المحاصرين وسط مخيم يفتقد لأبسط الحاجيات اليومية.
صورة من: picture-alliance/dpa
يشهد مخيم اليرموك منذ أول مايو/ آيار اشتباكات بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي (داعش). كما يتعرض لغارات جوية تشنها قوات النظام السوري.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
بعد دخول "داعش" مخيم اليرموك، هربت منه حوالي 500 عائلة، وفق مصادر فلسطينية، وتوزع أفرادها في أحياء مجاورة للمخيم خاضعة لسيطرة قوات النظام السوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
تراجع عدد سكان مخيم اليرموك من نحو 160 ألف شخص قبل اندلاع الثورة السورية في 2011 إلى نحو 18 ألفا يعيشون منذ عامين تقريبا في ظل حصار خانق تفرضه قوات الأسد.
قتل في هجوم "داعش" الأربعاء الماضي على المخيم 38 شخصا بينهم ثمانية مدنيين، بحسب المرصد السوري. وحتى الحيوانات لم تسلم من تداعيات القتال، الذي يزيد مأساة سكان المخيم.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
أدى هجوم تنظيم "داعش" في الأسبوع الماضي إلى نزوح نحو 2500 من السكان إلى الاحياء المجاورة فيما لا يزال الآلاف محاصرين داخله وبحاجة إلى إغاثة ومساعدات إنسانية عاجلة.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
مخيم اليرموك، الذي أضحى رمزا للمعاناة والحرمان في النزاع السوري، أغرقه هجوم "داعش" عليه في مأساة جديدة، من أبرز ما فيها سوء التغذية ونقص الأدوية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
لا يزال يعيش في مخيم اليرموك حوالي 18 ألف شخص بينهم 3500 طفل، في أوضاع إنسانية صعبة. كما أنهم بحاجة ماسة إلى الطعام والدواء والخدمات الصحية.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
"حفرة جحيم" هكذا وصف متحدث باسم وكالة "أونروا" مخيم اليرموك. وتطالب منظمات مساعدة إنسانية بوقف فوري للقتال حتى تتمكن من إيصال مساعداتها لسكان المخيم.
صورة من: Reuters
يعتمد سكان المخيم بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية، لكن منظمات المساعدة لم تعد قادرة على الدخول إلى اليرموك بسبب استمرار القتال والغارات الجوية للنظام السوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
غادر العديد من الأطباء ومنظمات الرعاية الصحية المخيم بعد احتدام المعارك. وهو ما ينذر بكارثة خطيرة وسط تردي الوضع الإنساني في المخيم، الذي يبعد عن العاصمة دمشق بثمانية كيلومترات فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
10 صورة1 | 10
وكان قد تم التوصل إلى اتفاق خروج المسلحين إثر مفاوضات مع الحكومة السورية برعاية الأمم المتحدة وبمبادرة من وجهاء تلك المناطق جنوب العاصمة بسبب الوضع الاقتصادي الخانق الناتج من حصار تفرضه قوات النظام منذ 2013، بحسب عبد الرحمن رئيس المرصد المقرب من المعارضة.
وهو أول اتفاق من نوعه يشمل تنظيم "داعش"، الذي يتواجد في منطقة الحجر الأسود منذ تموز/ يوليو 2014. أما حي القدم القريب، حيث الفصائل المقاتلة، فلا يشهد عمليات عسكرية بسبب تنفيذ مصالحة فيه مع قوات النظام. ويأتي الاتفاق بعد فشل أربع مبادرات خلال العامين الماضيين.
وربط مصدر مطلع على ملف التفاوض تعثر تنفيذ الاتفاق السبت بمقتل علوش. وقال لفرانس برس "كان يُفترض أن يؤمن جيش الإسلام خروج القافلة إلى بئر القصب" في ريف دمشق الجنوبي الشرقي ومنها إلى مناطق توجه المسلحين.