تعثر مفاوضات تحالف ميركل والاشتراكيين بشأن قضية الهجرة
٢٩ يناير ٢٠١٨
فشلت قيادات التحالف المسيحي بقيادة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي حتى الآن في إحراز تقدم في المفاوضات بشأن قضية الهجرة، أحد أهم القضايا الخلافية بين الطرفين في مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي.
إعلان
ذكرت مصادر حزبية في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الاثنين 29 يناير/ كانون الثاني 2018) أن مفاوضات قيادات التحالف المسيحي بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي لم تحرز تقدما على وجه الخصوص في قضية استقدام عائلات اللاجئين الحاصلين على وضع حماية مؤقت في ألمانيا.
وأضافت المصادر أن مجموعة العمل المختصة بقضية الهجرة تم تكليفها بإعداد نماذج لحل القضية الخلافية على مدار اليوم. وذكرت المصادر أن جلسة المفاوضات الخامسة عشر للقيادات في الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري والحزب الاشتراكي الديمقراطي انتهت في حوالي الساعة الثانية من صباح اليوم.
ويسعى الحزب الاشتراكي الديمقراطي خلال المفاوضات إلى وضع قواعد موسعة للحالات الخاصة التي تستوجب استقدام أسر اللاجئين الحاصلين على وضع حماية مؤقت. كما يسعى الحزب عقب مؤتمره العام الذي انعقد في بون قبل حوالي أسبوع إلى تعديل بعض النتائج التي تم التوصل إليها في المباحثات الاستطلاعية مع التحالف المسيحي بشأن قضايا أخرى، مثل التأمين الصحي والوظائف المؤقتة. ويواصل التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي اليوم مفاوضاتهم لتشكيل الائتلاف الحاكم، حيث تعقد مجموعات العمل المختصة بقضايا الصحة اجتماعها لأول مرة اليوم، كما تواصل مجموعات العمل المختصة بقضايا الضرائب والميزانية والمالية والعمل والشؤون الاجتماعية اجتماعاتها.
ومن المقرر أن تختتم مجموعات العمل مفاوضاتها يوم الجمعة المقبل وأن تصادق مجالس قيادات الأحزاب على النتائج التي توصلت إليها مجموعات العمل خلال اليومين اللاحقين (3 و4 شباط / فبراير المقبل). وإذا لم تكف هذه الفترة الزمنية القصيرة لاتخاذ القرار فإنه من المخطط مدها ليومين آخرين.
ح.ز/ ه.د (د.ب.أ)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)