تعددت الأسباب والموت واحد ـ أرقام توثق قتلى العراق في 2016
١٤ يناير ٢٠١٧
كانت سنة 2016 عاما دمويا مليئا بالعنف وآلاف القتلى المدنيين في العراق. كثيرون منهم لقوا حتفهم إعداماً. كما أن كثيرين منهم سقطوا في محافظة نينوى حيث مدينة الموصل، بحسب تقرير نشرته إحدى المنظمات غير الحكومية المتخصصة.
إعلان
كان ختام عام 2016 دامياً، حيث سقط 27 شخصاً قتلى و 50 شخصاً جرحى جراء تفجير انتحاري استهدف حي السنك وسط بغداد في آخر أيام السنة، وتبنى تنظيم "داعش" الهجوم الإرهابي.
ومنذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، لم تستقر الأوضاع في العراق، وكذلك كان حال أعمال العنف اليومية عام 2016، التي قُتل فيها خلال هذا العام وحده 16.361 مدنياً، بحسب إحصائيات وردت في تقرير أعده مشروع IBC "عدّاد ضحايا العراق" .
صحيح أن عدد قتلى المدنيين العراقيين عام 2016 شهد تراجعاً طفيفاً مقارنةً بـ 17.578 شخصاً عام 2015 وَ 20.218 شخصاً عام 2014، غير أن عدد القتلى المدنيين يعتبر عالياً بالنسبة للفترة الزمنية السابقة لعام 2013، حيث كان عدد الضحايا يتراوح بين 4000 وَ 5000 سنوياً. وبحسب التقرير فإن ثلاثة أرباع القتلى المدنيين من الرجال، وأكثر من عُشر الضحايا من النساء والأطفال، في عام 2016.
الموصل.. معقل العنف
وتتوزع أعمال العنف بشكل غير متساوٍ جغرافياً، فقد قُتل في محافظة نينوى وحدها 7431 مدنياً، وهي المحافظة التي تقع فيها مدينة الموصل المليونية التي يكافح الجيش العراقي منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2016 من أجل استعادتها من تنظيم "داعش"، الذي سيطر عليها عام 2014، وشهدت هي وضواحيها أعلى مستويات العنف عام 2016، بحسب ما ورد في التقرير.
أما في العاصمة بغداد فقد قُتل 3714 مدنياً، وتأتي بعدها مناطق كل من الأنبار بعدد 1742 قتيلاً، وتميم بعدد 1085 قتيلاً. وبالمقارنة يتضح أن محافظات العراق الجنوبية ومناطق الأكراد شمالاً أكثر أماناً من غيرها في العراق.
وقال التقرير إن "داعش" مسؤول عن نحو ثلثي عدد قتلى المدنيين في عام 2016. وذكر أن 2000 مدني لقوا مصرعهم عبر الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم "داعش" -والمسانِدة للجيش العراقي والمسلحين الشيعة في حربهم في مناطق سيطرة التنظيم- أي بزيادة 500 قتيل عن العام السابق. لكن التقرير تحدث أيضاً عن 4400 قتيل مدني لم يُعرَف من قتلهم.
الإعدام.. سبب رئيسي لمقتل المدنيين
يشار إلى أن تفجير حي الكرادة كان الأسوأ من نوعه في تاريخ العاصمة العراقية، حيث أودى بحياة 324 إنساناً في بداية شهر يوليو/ تموز 2016 في بغداد. ويذكر التقرير أن غالبية من القتلى عام 2016 لم يسقطوا بسبب الهجمات والتفجيرات بل بسبب الإعدامات، إذ بلغ عدد قتلى الإعدامات 7170 شخصاً، معظمهم (نحو 6363) على يد تنظيم "داعش". يشار إلى أن غالبية من القتلى في العامين السابقين لعام 2016 سقطوا أيضاً بسبب الإعدامات.
وأبشع ما في الأمر هو مقتل 200 طفل إعداماً، في حين قُتِل نحو 5200 عراقي عبر هجمات وتفجيرات، وارتفع عدد التفجيرات الانتحارية إلى الضعف عن العام السابق ليصبح حوالي 1664 تفجيراً في عام 2016، فيما قُتل 2900 مدني جراء الغارات الجوية وإطلاق النيران.
ويعتبر مشروع "عدّاد ضحايا العراق" مشروعاً تطوعيا يديره متطوعون في بريطانيا والولايات المتحدة. ويعتمد في إحصاءاته على ما يُجمَع من حالات موثقة بناءً على الأخبار الإعلامية ومعلومات المنظمات غير الحكومية والأرقام الرسمية.
يُذكر أن الأمم المتحدة أعلنت عن وقوع 6878 قتيلاً مدنياً عراقياً في عام 2016، لكنها أشارت إلى أن هذا العدد منقوص، لأنه لا يتضمن الضحايا المدنيين الذي لقوا حتفهم في محافظة الأنبار في كل من مايو/ أيار ويوليو/ تموز وأغسطس/ آب وديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه.
كريستوف ريكينغ/ع. أ.م
بدء عملية طرد "داعش" من الموصل وقلق دولي بشأن حدوث كارثة إنسانية
مع إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن بدء عملية تحرير الموصل، انطلقت القوات العراقية بالتحرك صوب ثاني أكبر مدينة عراقية احتلها تنظيم "داعش" قبل عامين. لكن المخاوف تحوم حول مصير المدنيين فيها.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
حيدر العبادي يعلن انطلاق عملية تحرير الموصل
أعلن القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي ليلة الأحد/الاثنين انطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل من تنظيم "داعش" الإرهابي. وفي كلمة ألقاها عبر التلفزيون الرسمي في الساعات الأولى من صباح الاثنين، برفقة عدد من القادة العسكريين، دعا العبادي "أهالي مدينة الموصل إلى التعاون مع القوات الأمنية كما تعاون أهالي الشرقاط والقيارة".
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen
مرحلة اولى لعملية تحرير الموصل
يتقدم آلاف المقاتلين الأكراد الاثنين باتجاه قرى يسيطر عليها عناصر تنظيم "داعش" في شرق الموصل في إطار عملية واسعة لاستعادة هذه المدينة من "داعش". وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها على امن 1.5 مليون شخص هم سكان آخر معقل التنظيم الإرهابي في العراق. وأعلنت القيادة العامة للقوات الكردية في بيان بدء "عملية واسعة النطاق لقوات البيشمركة في منطقة الخازر شرق الموصل بالتنسيق مع قوات الجيش العراقي.
صورة من: Reuters/A. Lashkari
أكبر عملية عسكرية منذ انسحاب الجيش الأمريكي
يُتوقع مشاركة نحو 30 ألف جندي من الجيش العراقي والبشمركة الكردية ومقاتلين من عشائر سنية لطرد ما يقدر بنحو أربعة آلاف إلى ثمانية آلاف من مقاتلي "داعش" من الموصل. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة متلفزة اليوم الاثنين "أعلن اليوم ابتداء هذه العمليات البطلة لتحريركم من بطش وإرهاب داعش.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
تنظيم "داعش" نشرت الرعب والدمار
تنظيم "داعش" الإرهابي الذي استولى على الموصل قبل عامين بث الرعب والدمار في كل مكان. ويمكن أن تتسبب معركة استعادة السيطرة على الموصل من قبضة الجهاديين في كارثة إنسانية غير مسبوقة كما تخشى الأمم المتحدة. وقال ستيفن اوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ "العائلات معرضة لخطر شديد" إذ أنها قد تجد نفسها ضحية "لتبادل إطلاق النار، أو مستهدفة من جانب قناصة".
صورة من: picture-alliance/AP Photo
سكان الموصل في خطر
لاجئ عراقي من الموصل إلى مخيم غزالية. وقد أعلن ستيفن اوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ في بيان "في أسوأ الأحوال، ونظرا لشدة الأعمال القتالية ونطاقها، قد يجبر أكثر من مليون شخص على الفرار من منازلهم". وشدد على أن الأطفال وكبار السن هم من بين الأكثر تعرضا للخطر.
صورة من: Birgit Svensson
قوات البيشمركة على مشارف الموصل
قالت الولايات المتحدة إنها فخورة بالوقوف مع حلفائها بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدء هجوم لاستعادة الموصل من تنظيم "داعش". وقال بريت ماكجورك ممثل الرئيس الأمريكي في التحالف الدولي ضد "داعش" الإرهابي على تويتر إن واشنطن فخورة ببدء العملية مع حلفائها، وبينهم البيشمركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Rassloff
بغداد ترفض الوجود العسكري التركي
تنطلق من حين لآخر مظاهرات في العراق مناهضة للوجود العسكري التركي في البلاد. وسبق لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن أشار إلى أن القوات التركية انتشرت في العراق دون تفويض من الحكومة. وقال إنه لن يسمح للقوات التركية بالمشاركة في عمليات تحرير الموصل بأي صورة من
الصور.
صورة من: Reuters/A. Saad
مقاتلة تركية في أجواء العراق
أوضح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن حكومته لن تترك الموصل في "أيدي داعش أو أي منظمة
إرهابية أخرى. يقولون إنه لا بد من موافقة الحكومة المركزية العراقية على هذا لكن الحكومة المركزية العراقية يجب أن تعالج مشاكلها الخاصة أولا." وتخشى تركيا من الاستعانة بميليشيات شيعية -اعتمد عليها الجيش العراقي من قبل- مما قد يؤجج الاضطرابات العرقية ويؤدي لموجة نزوح جماعية من الموصل.