رفعت الحكومة الألمانية الأرقام بخصوص عدد ضحايا عمليات القتل أو محاولة القتل التي قام بها نازيون جدد في حق أجانب أو مواطنين من أصول أجنبية، وسط تخوفات من أن يكون العدد أكبر بكثير مما هو معلن عنه إلى غاية اللحظة.
إعلان
عدلت الحكومة الألمانية اليوم الثلاثاء (28 يوليو/تموز 2015) من الأرقام المسجلة بخصوص عمليات القتل التي طالت أجانب بدافع الكراهية، موضحة أن 75 شخصا قتلوا منذ عام 1990 على يد نازيين جدد، في 69 عملية. ويأتي ذلك ردا على الطلب الذي تقدم به حزب الخضر (معارضة)، طالب فيه بتوضيحات بخصوص أعداد الضحايا والعمليات التي نفذت داخل ألمانيا بدافع الكراهية.
ومنذ سنوات، يدور جدل قوي في ألمانيا حول العدد الحقيقي لضحايا النازيين الجدد، إذ أن الأرقام الرسمية وإلى غاية اللحظة تشير إلى ستين عملية نفذها هؤلاء، قبل أن تعدل الحكومة لاحقا العدد إلى 69 عملية. بينما تقدر المنظمات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني، العدد الحقيقي بضعف ما هو معلن عنه إلى غاية اللحظة.
وقامت الحكومة الفيدرالية وحكومة الولايات بإعادة التحقيق في جرائم قتل أو محاولات قتل لم تكشف ملابساتها بعد، وعددها 3300 حالة ما بين عامي 1990 و2011. وعلى ضوء ذلك أعلن المكتب الفيدرالي لمكافحة الجريمة أن 15 حالة تمت بدوافع عنصرية، أضيفت إليها حالتين وقعتا في الأعوام الأخيرة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 17 عملية.
وأمرت السلطات بإعادة فتح التحقيقات بعد أن تمّ الكشف عن خلية "النازيين الجدد السرية" المعروفة باسم "إن.سي.يو" المتهمة بقتل عشرة أشخاص من أصول أجنبية وشرطية ألمانية بين عامي 2000 و2007.
وأخفقت الشرطة والمخابرات الألمانية لسنوات في الوصول إلى الخلية السرية، ولم يتسن لها ذلك إلا نهاية عام 2011 حين تمّ القبض عن المتهمة بياته تسشابه، المتهمة الرئيسية في قضية "خلية النازيين الجدد السرية"، ويعتقد أنها الوحيدة التي بقيت على قيض الحياة بين ثلاثة آخرين. وتخضع بياته تشيبه إلى المحاكمة في ميونيخ منذ السادس من أيار/مايو عام 2013 وإلى اليوم.
رفض ألماني شعبي لحركتي بيغيدا وليغيدا
بعد حركة بيغيدا خرجت حركة ليغيدا المناهضة للإسلام. كلا الحركتين انطلقتا في شرق ألمانيا، حيث لا يتجاوز عدد المسلمين واحد بالمائة من عدد السكان. وتواجه الحركتان انتقادات على المستويين الشعبي والرسمي في ألمانيا.
صورة من: REUTERS/Christian Liliendahl/Scanpix Denmark
أنصار حركة بيغيدا (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة أوروبا) يرفعون صورة دعائية ضد المستشارة أنغيلا ميركل وهي ترتدي الحجاب. الحركة انطلقت في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، وتتهم المستشارة بأنها تتخذ سياسة متواطئة مع الإسلاميين.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المستشارة ميركل كانت قد صرحت بأن "الإسلام جزء من ألمانيا"، وذلك في تظاهرة مشتركة مع الأحزاب السياسية وممثلي المسلمين في ألمانيا. هذه التصريحات لاقت ترحيبا من قبل كثيرين، لكنها لاقت أيضا اعتراضات من جهات أخرى.
صورة من: T. Schwarz/AFP/Getty Images
تطالب حركة بيغيدا بوقف أسلمة المجتمع الألماني. الغريب في الأمر أن الحركة بدأت في مدينة دريسدن، التي يصل عدد المسلمين فيها إلى أقل من 1 بالمائة من عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Caroline Seidel
أعلن رئيس حركة بيغيدا لوتس باخمان استقالته من جميع المراكز التي يشغلها في الحركة، على خلفية ظهور صورة له وهو يقلد هتلر، و بعد إعلان الادعاء العام في ألمانيا بدء التحقيقات ضده على خلفية اتهامه بالتحريض العنصري والإساءة للأجانب في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
وفي مدينة لايبتسيغ المجاورة لدريسدن والواقعة في نفس الولاية (ساكسونيا) انطلقت الأسبوع الماضي حركة ليغيدا، وتعني: "سكان لايبزيغ ضد أسلمة الغرب"، على غرار حركة بيغيدا.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Endig
واجه متظاهرو حركة ليغيدا تظاهرات حاشدة مضادة تجاوزت أعدادهم. ونجحت الشرطة في منع الصدامات بين المعسكرين في أغلب مناطق المدينة، رغم ذلك حدثت بعض المناوشات بين المتظاهرين في محطة قطارات لايبتسيغ.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
وصف مدير جهاز الاستخبارات المحلي في ساكسونيا منظمي مسيرة لايبزيغ بأنهم "أكثر تشددا" من منظمي تظاهرة دريسدن، لأن زعيم ليغيدا له ارتباطات بالنازيين الجدد، فيما أعلنت كاثرين أورتل من فريق التنظيم في بيغيدا أن حركة ليغيدا ليس لها علاقة بحركتها بيغيدا.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
كرد فعل خرج آلاف الألمان والأجانب للتظاهر ضد الحركتين؛ بيغيدا وليغيدا. المظاهرات المضادة خرجت في مدن ألمانية كبيرة، مثل كولونيا وبون ودوسلدورف وميونيخ وهامبورغ.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
في مدينة دريسدن، معقل بيغيدا، خرجت مظاهرات حاشدة ضد الحركة وتنديدا بمقتل اللاجئ الإريتري خالد إدريس بحري، الذي عثر عليه مضرجا بدمائه قرب مقر سكنه في بيت اللجوء بنفس المدينة.
صورة من: DW/K. Salameh
لاقت حركة بيغيدا تجاوبا في دول أوروبية، وأعلنت أنها فتحت فروعا لها في الدنمارك وإسبانيا والنمسا والنرويج وسويسرا. ونظمت الحركة تظاهرة لها في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن ضد "أسلمة الغرب".
صورة من: REUTERS/Christian Liliendahl/Scanpix Denmark