أعلنت الحكومة التونسية عزمها تعديل قانون مثير للجدل يتيح إفلات مغتصب لقاصر من الملاحقة القضائية في حال زواجه من الضحية، وذلك إثر احتجاجات ضد هذا القانون.
إعلان
أثار ترخيص قاض تونسي زواج شاب (20 عاما) من مراهقة (13 عاما) حملت منه في منطقة الكاف (شمال غرب تونس)، سخط منظمات حقوقية ووسائل اعلام وأحزاب سياسية. وتجمع الأربعاء عشرات أمام البرلمان مطالبين بمراجعة الفصل 227 مكرر من القانون الجنائي الذي أتاح هذه الزيجة.
وأعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد اليوم الجمعة (16 كانون الأول/ ديسمبر) "أن حماية الطفل تمر أيضا عبر مراجعة مجموعة من التشريعات المتعلقة بالاعتداءات على الأطفال (..) نؤكد عزمنا على مراجعة المنظومة التشريعية في هذا الأساس"، وأضاف "في هذا الإطار وبعد التشاور، قررنا تقديم مشروع قانون بفصل وحيد يتعلق بتنقيح الفصل 227 مكرر من المجلة (القانون) الجزائية، وتقديم استعجال نظر فيه في انتظار أن ينظر مجلس نواب الشعب (البرلمان) في وقت لاحق في كامل النص المتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة".
ولفت إلى أنه "لا يمكن أن تواصل بلادنا الاعتماد على قوانين تجاوزها الزمن وأصبحت لا تعكس روح الحقوق والحريات التي تتضمن القوانين الخاصة بالطفل والتي جاء بها دستور الجمهورية الثانية، ودور الدولة اليوم هو توفير هذه الحماية حسب المعايير الدولية".
وينص الفصل 227 مكرر من القانون الجزائي التونسي والذي يعود إلى عام 1958 على أن "يعاقب بالسجن مدة ستة أعوام كل من واقع، بدون عنف، أنثى دون خمسة عشر عاماً كاملة".
ويضيف الفصل "وإذا كان سن المجني عليها فوق الـ15 عاماً ودون الـ20 سنة كاملة، فالعقاب يكون بالسجن مدة خمسة أعوام. والمحاولة موجبة للعقاب. وزواج الفاعل بالمجني عليها في الصورتين المذكورتين يوقف التتبعات أو آثار المحاكمة (...)".
كما أوضح متحدث باسم النيابة العامة في ولاية الكاف الأربعاء، أن النيابة تولت دور الطرف المدني وطلبت إلغاء القرار القضائي بالسماح بزواج الطفلة.
بالرغم من أن تونس تعتبر رائدة في مجال حقوق المراة، حيث يمنع القانون فيها منذ 1956 تعدد الزوجات ويمنح المراة حق تطليق زوجها ومساواة في العمل والمجال السياسي، إلا أنها لا تخلو من وجود بعض الثغرات التمييزية.
وما يزال قانون لمكافحة العنف ضد المرأة، أُعد في 2014 ، ينتظر البرلمان الذي يهيمن عليه حزبا النهضة الاسلامي ونداء تونس العلماني للنظر فيه.
ر.ض/ ع.ج (أ ف ب)
الأزمة السياسية تخيم على الحياة اليومية في تونس
لن يتحدد مصير "الربيع العربي" في مصر بل في تونس حيث كانت بدايته قبل أكثر من عامين. ويخشى التونسيون أن تشهد بلادهم أعمال عنف كالتي تحدث في مصر ويتمنون ألا تتسع الفجوة بين الحكومة والمعارضة.
صورة من: DW/A. Allmeling
عمل بسيط ودخل يكفي لسد الرمق
صارت مهنة بيع التين الشوكي هي العمل الوحيد للكثيرين من الناس في تونس. وبالكاد يكفي عائد هذه المهنة لتوفير أساسيات العيش. ويشعر الباعة في شوارع تونس بالأزمة الاقتصادية والسياسية التي تجتاح بلادهم في الوقت الحالي.
صورة من: DW/A. Allmeling
مقاهي مكتظة بالشباب
يقضي الكثير من الشباب التونسي يومهم على المقاهي بسبب ارتفاع معدلات البطالة في البلاد وهو أمر لم يتغير منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي. ولم يتحقق بعد أمل الكثير من التونسيين بتحسن الوضع الاقتصادي لبلادهم بعد "ثورة الياسمين". ويحمل الكثيرون حزب النهضة الحاكم مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.
صورة من: DW/A. Allmeling
نقطة تجمع المعارضة
كل الطرق تؤدي إلى ميدان باردو أو على الأقل بالنسبة لمعارضي الحكومة التونسية. يتجمع هنا معارضو الحكومة كل ليلة للمطالبة باستقالتها وحل المجلس التأسيسي. اتسعت الفجوة بين أنصار ومعارضي الحكومة منذ مقتل السياسي المعارض محمد البراهمي نهاية تموز/ يوليو الماضي.
صورة من: DW/A. Allmeling
تحميل حزب النهضة مسؤولية ما يجري في البلاد
يطالب المتظاهرون باستقالة الحكومة ويتهمونها بعدم اتخاذ إجراءات حاسمة للتصدي للعناصر المتطرفة التي يعتقد أنها متورطة في اغتيال البراهمي. ويحمل الكثيرون، حزب النهضة أيضا مسؤولية اغتيال السياسي البارز.
صورة من: DW/A. Allmeling
تعليق أعمال المجلس التأسيسي
شهدت العملية السياسية في تونس حالة من الجمود الملحوظ بعد أن أعلن رئيس المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان المؤقت) مصطفى بن جعفر، تعليق أعمال المجلس بعد مقاطعة نحو ثلث الأعضاء لاجتماعاته.
صورة من: DW/A. Allmeling
أزمة سياسية
على عكس مصر، لم تشهد تونس موجة عنف قوية لكن الجمود السياسي يسيطر على الوضع هناك بشكل كبير إذ تقف الحكومة والمعارضة على طرفي نقيض دون فرصة للحوار في وقت حرج تقف فيه البلاد أمام مجموعة هائلة من المشكلات من بينها انتشار الفقر.
صورة من: DW/A. Allmeling
تراجع ملحوظ في القطاع السياحي
يعاني قطاع السياحة في تونس بشدة من الاضطرابات السياسية في البلاد. وبالرغم من أن العاملين في قطاع السياحة يقولون إن الوضع تحسن قليلا خلال الشهور الأخيرة إلا أن الوضع السياحي لم ينتعش بعد في تونس.
صورة من: DW/A. Allmeling
ابتعاد عن العاصمة
اشتهرت العاصمة التونسية بجذبها للسائحين كما أسست لنفسها اسما قويا كمقر يستضيف العديد من المؤتمرات الدولية، لكن عمليات الاغتيال الأخيرة كاغتيال محمد البراهمي أو المعارض شكري بلعيد في شباط/ فبراير الماضي، تسببت في تراجع إقبال السياح.
صورة من: DW/A. Allmeling
هدوء حذر
تسود حالة من الهدوء شوارع تونس بالرغم من استمرار الاحتجاجات ضد الحكومة. ويتابع الكثيرون من التونسيين تدهور الأوضاع في مصر ويأملون أن يتم حل الأزمة في بلادهم بطريقة سلمية حتى بالرغم من عدم وجود طريق واضح حتى الآن لتحقيق هذا الهدف.
صورة من: DW/A. Allmeling
خطر على الأقليات الدينية
اشتهرت تونس لفترة طويلة بكونها من أكثر الدول العربية التي تتمتع بدرجة كبيرة من التسامح الديني لكن هذا الأمر تغير مع تزايد الهجمات على الأقليات وتهديدهم كما هو الحال مع الجالية اليهودية. نتيجة لهذه التهديدات زادت نسبة اليهود الذين يهاجرون البلاد.
صورة من: DW/A. Allmeling
أمل بالخروج من الفوضى السياسية
مازالت تونس التي انطلق منها "الربيع العربي" بعيدة عن الديمقراطية. ويأمل الكثيرون في أن تخرج بلادهم من الفوضى السياسية وتبدأ أولى خطوات التطور الحقيقي لاسيما وأن تونس كانت تعتبر من البلاد المتقدمة نسبيا في مجالات عديدة حتى قبل الثورة.