"تعديل كريسبر" يفتح الآفاق أمام علاج الأمراض الوراثية
٢٤ أكتوبر ٢٠١٩
توصل باحثون أمريكيون إلى طريقة جديدة لجعل المقص الجيني أكثر أماناً. طريقتهم المسماة بـ "التحرير الجيني" تجنب قطع سلسلتي التركيب اللولبي المزدوج للمادة الوراثية، ما يتيح معالجة الكثير من الأخطاء والأمراض الوراثية.
إعلان
أطفال وفق الطلب
01:00
تقوم ما تُسمى بطريقة "التحرير الجيني" التي طورها الباحثون في معهد برود بجامعة كامبريدج، على مقص الجينات المعروف باسم "تعديل كريسبر". وهذه الطريقة قادرة على استبعاد مكونات فردية أساسية من المادة الوراثية DNA واستبدالها أو إجراء تغييرات مستندة إلى مختلف التركيبات الأخرى.
لكن على العكس من الطريقة المعروفة في الوقت الراهن فإن المقص الجيني لا يعمل فصل سلسلتي التركيب اللولبي المزدوج للمادة الوراثية، وإنما واحدة فقط، لمنع حدوث تغييرات في المادة الوراثية التي يمكن أن تحدث في المكان الخاطئ، كما كتب العلماء في مجلة "نيتشر" العلمية الصادرة في 21 من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
علاج الأمراض الوراثية
ويؤكد الباحثون أن هذه الطريقة قادرة على تصحيح ما يصل إلى 89 في المئة من جميع الأمراض الوراثية البشرية المعروفة كفقر الدم المنجلي. كما يمكن البدء باستخدام هذه الطريقة في العلاج الجيني على سبيل المثال. ويشيرون هنا إلى التدخل بغية إدخال معلومات وراثية في الخلايا المريضة للإنسان.
في هذا السياق يقول الدكتور ديرك هيكل إن "المقص الجيني يشكّل طريقة واعدة جداً لفتح المزيد من الآفاق في مجال العلاج الجيني". ويضيف استاذ طب الأطفال التجريبي في جامعة مارتن لوتر الألمانية بأن "الآثار الإيجابية لهذه الطريقة تبعث على الدهشة حقاً، ويمكن - بعد التحقق منها من مصادر مستقلة – أن تكون علامة فارقة في طريق العلاج باستخدام تقنية كريسبر في منهاج العلاج الجيني".
من الناحية النظرية سيسمح ذلك أيضاً بإصلاح الأخطاء المادة الوراثية قبل عملية التلقيح الصناعي. بيد أن هذا الأمر ما يزال محظوراً في بعض الدول لأنه يتداخل مع الخط الإنتاشي البشري، وهو في علم الأحياء وعلم الوراثة خط الخلايا المنتشة التي تحمل المواد الوراثية الممكن توريثها للنسل.
استخدام محتمل في الزراعة
ومن الممكن أن تجد طريقة "تعديل كريسبر" طريقها للتطبيق بشكل أساسي في تربية النباتات وربما في تربية الحيوانات أيضاً، حيث يمكنها إبراز الخصائص المطلوبة في النباتات والحيوانات.
وفي هذا السياق يضيف الدكتور هولغر بوتشا بالقول: "في الزراعة بالتحديد يمكن أن تكون هذه الطريقة مهمة بشكل غير مسبوق". ويعمل استاذ البيولوجيا الجزيئية والكيمياء الحيوية للنباتات في معهد كارلسروه للتكنولوجيا منذ أمد طويل على إدخال تغييرات محددة بدقة على الجينوم.
لذلك يمكن لـطريقة "تعديل كريسبر" أن "تساعد في تسهيل الحصول على نباتات مقاومة للأمراض أو منتجات نباتية خالية من الغلوتين"، كما يقول الدكتور بوتشا. لكنه يضيف أن الأمر يبقى في البدء رهن الكثير من الاختبارات.
فابيان شميت/ ع.غ
التدخين يضع بصمته في الجينوم الوراثي
اكتشف باحثون أن تدخين علبة سجائر في المتوسط كل يوم يؤدي إلى 150 تحورا في كل خلية سنوياً. وكل تحور مصدر محتمل لـ "أضرار جينية" قد تؤدي للإصابة بالسرطان. يشار إلى أن السرطان يحدث نتيجة تحور في الحمض النووي للخلية.
صورة من: Getty Images
أظهرت دراسة نشرت في دورية ساينس (العلوم) الخميس 2016.11.03 علاقة مباشرة بين عدد السجائر التي يدخنها المدخن على مدار حياته وعدد التحورات في الحمض النووي للأورام السرطانية. يشار إلى أن التشخيص المبكر يقي من السرطان بنسبة 50%. والتدخين سبب خُمْس حالات السرطان. وهذا لا يقتصر على سرطان الرئة بل يتعداه إلى أنواع أخرى من الأورام الخبيثة. التدخين هو السبب الأكثر شيوعا للتسبب بالسرطان لكنه ليس الوحيد.
صورة من: picture-alliance/dpa
السمنة تأتي في المرتبة الثانية في التسبب بالسرطان، بسبب ارتفاع مستوى هرمون الإنسولين في الجسم والذي يزيد من خطر جميع أنواع السرطان تقريبا، وخاصة سرطان الكلى والمرارة والمريء. وتتراكم الهرمونات الجنسية بشكل متزايد في الأنسجة الدهنية للنساء البدينات مما يسهل الإصابة بسرطان الرحم وسرطان الثدي.
صورة من: picture-alliance/dpa
الناس قليلو الحركة يزداد لديهم احتمال الإصابة بالسرطان. وتشير الدراسات إلى أن الحركة والرياضة تمنعان نشوء الأورام الخبيثة، وذلك لأن النشاط البدني يقلل مستوى هرمون الأنسولين ويمنع السمنة. وليس من الضروري أن تكون الحركة الرياضة عالية الأداء: فالمشي الاعتيادي -أو ركوب الدراجات- يُحدِث فرقاً كبيراً!
صورة من: Fotolia/runzelkorn
الكحول مادة مسرطِنة. وهو يشجع نشوء أورام خبيثة في تجويف الفم ومنطقة البلعوم والمريء. الجمع بين التدخين والكحول خطير للغاية: فهذا يزيد خطر الإصابة بسرطان بمائة مرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
اللحوم الحمراء قد تسبب سرطان الأمعاء، وخصوصاً لحم البقر ولحم الخنزير بدرجة أقل، حيث يزداد احتمال الإصابة بالسرطان إلى مرة ونصف المرة. وعلى العكس من ذلك، السمك يقي من السرطان.
صورة من: Fotolia
عند شواء اللحوم تنشأ مواد مسببة للسرطان، مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات التي أدت إلى أورام في دراسات على الحيوانات. لكن ذلك لم يتم إثباته بعد على البشر. وربما يكون استهلاك اللحوم هو السبب، وليس طريقة إعداد اللحم.
صورة من: picture alliance/ZB
تجنُّب الوجبات السريعة، واتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضار والألياف يساعد على منع السرطان. النظام الغذائي الصحي يقلل من خطر السرطان بأكثر من 10 في المائة.
صورة من: picture-alliance/dpa
التعرض لكثير من الشمس يضر بصحة الإنسان. فالأشعة فوق البنفسجية في أشعة الشمس تخترق الحمض النووي وتغيره. والنتيجة قد تكون سرطان الجلد. توجد دهانات واقية من أشعة الشمس. ولكن تغير لون الجلد يعني أنه قد تلقى الكثير من الإشعاع الشمسي.
صورة من: dapd
الطب الحديث قد يتسبب بالسرطان إذا زاد الإشعاع عن حده. فالأشعة السينية تسبب تغيرات وطفرات في الجينات الوراثية. التصوير الاعتيادي بالأشعة السينية أقل ضرراً من التصوير الطبقي المحوري. لذلك ينبغي الذهاب إلى التصوير الطبقي المحوري إذا وُجِدَت أسباب وجيهة لذلك فقط. أما التصوير بالرنين المغناطيسي فهو لا يؤذي.
صورة من: picture alliance/Klaus Rose
الالتهابات قد تسبب السرطان، مثلاً فيروس الورم الحليمي البشري قد يسبب سرطان عنق الرحم. كما أن فيروسات التهاب الكبد من النوع B و C يمكن أن تسبب تغيّر خلايا الكبد. بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري (في الصورة) قد تستقر في المعدة وقد تكون سببا في الإصابة بسرطان المعدة. بإمكان الإنسان تطعيم نفسه ضد العديد من مسببات الأمراض. المضادات الحيوية تساعد في القضاء على بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
صحيح أن حبوب منع الحمل تزيد نوعاً ما من خطر سرطان الثدي. ولكنها في الوقت نفسه تقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض إلى حد كبير. وعموما، حبوب منع الحمل تحمي بالتالي أكثر مما تضر، على الأقل فيما يتعلق بالسرطان.
صورة من: Fotolia/Kristina Rütten
ولكن حتى لو فعل الإنسان كل شيء بالشكل الصحيح فإنه لا يمكن أن يكتسب مناعة ضد السرطان. في نصف جميع حالات السرطان يكون تغير الجينات أو كبر السن هو السبب. أورام الدماغ بشكل خاص تنشأ من دون تدخل خارجي. ع.م