أصدر العاهل السعودي أوامر ملكية بتعديلات وزارية واسعة، بعد أيام على إعلان خطة اقتصادية تحمل اسم "رؤية السعودية 2030" وتهدف إلى التقليل من اعتماد الاقتصاد السعودي على الموارد النفطية وتجهيز السعودية لمرحلة ما بعد النفط.
إعلان
أجرى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز السبت (السابع من أيار/ مايو 2016) تعديلا وزاريا واسعا جرى من خلاله استبعاد وزراء فيما تسلم آخرون وزارات مختلفة، وإنشاء هيئة عامة للثقافة وهيئة عامة للترفيه. واشتمل التعديل خصوصا تعيين خالد الفالح رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو العملاقة للنفط وزيرا للطاقة خلفا لعلي النعيمي الذي كان يتولى منصب وزير النفط منذ عام 1995، وكانت له اليد الطولى في التأثير على سياسة منظمة أوبك.
وأصدر الملك سلمان اليوم السبت أوامر ملكية تتضمن إعادة هيكلة عدد من الوزارات والأجهزة والمؤسسات والمجالس، وإعادة تشكيل مجلس الوزراء، وتعيين بعض المسؤولين انسجاماً مع "رؤية السعودية 2030"، التي أعدها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة محمد بن سلمان وأقرها مجلس الوزراء وتشمل مجالات اقتصادية واجتماعية وعسكرية، وهي بمثابة خريطة طريق للسنوات الـ15 المقبلة، الهدف منها تنويع الموارد كون النفط لا يزال يشكل أكثر من 70 بالمئة من موارد البلاد.
وتتوقع المملكة عجزا في موازنتها للعام الحالي بقيمة 87 مليار دولار، في حين كان هذا العجز 98 مليارا عام 2015، ما أجبر السعودية على تجميد العمل بعدد من البرامج الاقتصادية.
ص.ش/ح.ع.ح (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
السعودية - عجز مالي قياسي وتحديات متزايدة
أعلنت وزارة المال السعودية عن عجز قياسي في ميزانية 2015 وموازنة العام المقبل، مما دفع بالحكومة السعودية إلى الإسراع بتطبيق سياسة تقشفية قاسية والدعوة لإجراء إصلاحات اقتصادية عاجلة. تعرف بالصور على تداعيات هذا العجز!
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
وقع عجز مالي قياسي بلغ 98 مليار دولار في ميزانية 2015 وهو الأكبر في تاريخ المملكة العربية السعودية. كما توقعت الحكومة السعودية حدوث عجز بقيمة 87 مليار دولار في موازنة عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Brakemeier
أحد أسباب هذا العجز هو انخفاض سعر برميل النفط في الأسواق العالمية إلى 36 دولار وهو أدنى سعر له منذ 11 سنة. يمثل تصدير النفط 80 بالمائة من إيرادات المملكة، بعد أن زادت من إنتاجها من الخام في هذا العام بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا.
صورة من: picture alliance/empics/N. Ansell
لمواجهة هذا العجز القياسي، أعلنت الحكومة السعودية عن إجراءات تقشفية تشمل زيادة أسعار المحروقات بنسبة خمسين بالمائة وأسعار المياه والكهرباء بنسبة الثلثين. بالإضافة إلى زيادة في رسوم بعض السلع مع اعتماد ضرائب جديدة. دعم أسعار الطاقة كلف الخزينة حسب مصادر حكومية نحو 61 مليار دولار في 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Saudi Press Agency
من المتوقع أن تتضرر الطبقة المتوسطة من إجراءات التقشف الجديدة وأيضا الطبقة الفقيرة. إذ تشير آخر الإحصاءات (2012) إلى أن نسبة الفقر بلغت في المملكة حوالي 12 بالمائة، وهي الأدنى في العالم العربي. إجراءات التقشف الجديدة أثارت أيضا جدلا واسعا في الشبكات الاجتماعية.
صورة من: picture-alliance/dpa
كما قررت الحكومة تطبيق إصلاحات هيكلية واسعة على الاقتصاد خلال السنوات الخمس المقبلة لتشجيع النمو الإقتصادي بهدف تقليل الاعتماد على النفط. كما أعلن مجلس الوزراء إنشاء وحدة للمالية العامة لتحديد سقف الميزانية العام والعمل على الالتزام به لتفادي ارتفاع العجز المالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Grimm
قيادة السعودية للتحالف العربي "عاصفة الحزم" في حرب اليمن كلفتها حوالي 20 إلى 50 مليار دولار حسب التقديرات. لكن رغم ذلك خصصت الحكومة حوالي 25 بالمائة من موازنة 2016 لللإنفاق العسكري والأمني. وهي تستحوذ بذلك على حصة الأسد في الموازنة العامة.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
الإنفاق العسكري للمملكة سيتزايد بسبب الدور العسكري السعودي المتنامي في المنطقة، إذ أعلن وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان هذا الشهر تشكيل تحالف عسكري اسلامي يضم 34 دولة بهدف محاربة الإرهاب.
صورة من: Reuters/Saudi Press Agency
أعلن العاهل السعودي في بداية شهر كانون الأول/ديسمبر زيادة الاستثمارات السعودية في مصر لتصل إلى اكثر من 30 مليار ريال سعودي (8 مليار دولار) والمساهمة بتوفير حاجتها من النفط لخمس سنوات. كما وعد بدعم الاقتصاد المصري من خلال هبات مالية. بيد أن العجز القياسي في موازنة المملكة قد يجعلها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها تجاه مصر وباقي الدول العربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Egyptian Presidency/Handout
سباق التسلح كلف المملكة السعودية حوالي 80 مليار دولار عام 2014 حسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. هذا العام أيضا، يتوقع أن تبلغ فاتورة صفقات الأسلحة السعودية رقما قياسيا. أبرز هذه الصفقات كانت مع فرنسا في يونيو الماضي وبلغت قيمتها 12 مليار دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa/K.-M. Wegmann
تراجعت سوق الاسهم السعودية أكثر من ثلاثة بالمئة في التداولات الصباحية غداة اعلان وزارة المال عن العجز في الميزانية. تقلب السوق السعودية زاد من قلق رؤوس الأموال الأجنبية. استثمارات الشركات الألمانية (700 شركة) في المملكة بلغت مجتمعة أكثر من 8 مليارات دولار هذا العام. صحف ألمانية رأت أن السعودية على مشارف "الإفلاس" بسبب عجزها المالي. إعداد: سميح عامري