تعرض مرشح الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون لهجوم إلكتروني كبير ومنسق استهدف عرقلة الانتخابات الرئاسية، حسبما قال فريق حملته الانتخابية، في حين أعلنت وسيلتا إعلام روسيتان مؤيدتان للكرملين أنهما تريدان ملاحقة ماكرون.
إعلان
أعلنت حملة مرشح انتخابات الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون أنها وقعت ضحية عملية اختراق إلكتروني هائلة ومنسقة أدت إلى تسريب مئات الوثائق الداخلية قبل ساعات من الاختيار بين المرشح الوسطي ومنافسته اليمنية المتطرفة مارين لوبان.
وعزز ماكرون، الذي ينظر إليه على أنه المرشح الأوفر حظا في الانتخابات التي توصف بأنها الأهم في فرنسا منذ عقود، من تقدمه على لوبان في استطلاعات الرأي يوم أمس الجمعة (05 مايو/ ايار).
ونشرت بيانات حجمها تسعة غيغا بايت على ملف يسمى إمليكس على موقع باستيبين الذي يتيح نشر المستندات المجهولة. ولم يتضح على الفور من المسؤول عن نشر البيانات وما إذا كانت حقيقة. وأكدت حملة ماكرون في بيان أنها تعرضت لاختراق إلكتروني. وقال البيان "كانت حركة إلى الأمام ضحية لعملية تسلل إلكتروني هائلة ومنسقة أدت إلى نشر معلومات داخلية مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي".
وامتنع مسؤول من وزارة الداخلية عن التعليق مشيرا إلى أن القواعد الفرنسية تحظر أي تعليق قد يؤثر على الانتخابات بعد انتهاء الحملة الانتخابية رسميا. وقال المتحدث باسم الداخلية "لا الوزارة (الداخلية) ولا أي وزارة ستعلق على الأمر لأن الحملة انتهت في منتصف الليل وفقا للقانون".
وقالت لجنة الانتخابات في بيان إنها ستعقد اجتماعا اليوم السبت بعد أن أبلغتها حملة ماكرون بشأن التسلل الإلكتروني ونشر البيانات. ودعت اللجنة وسائل الإعلام إلى توخي الحذر بشأن نشر تفاصيل رسائل البريد الإلكتروني نظرا لانتهاء الحملة الانتخابية مشيرة إلى أن نشر البيانات قد يؤدي إلى توجيه تهم جنائية.
من ناحية أخرى أعلنت شبكة "روسيا اليوم" ووكالة "سبوتنيك" الروسيتان القريبتان من الكرملين أمس الجمعة أنهما تنويان ملاحقة المرشح للرئاسة الفرنسية ايمانويل ماكرون لاتهامات بنشر أنباء كاذبة. وقالت مرغريتا سيمونيان رئيسة تحرير الوسيلتين الاعلاميتين في تغريدة على تويتر "لم نعد نحتمل مثل هذه الاكاذيب، سنتقدم بشكوى أمام القضاء"، بدون أن توضح الاجراءات التي ستقومان بها.
وكان ماكرون تحدث في شباط/فبراير الماضي عن "هجمات متكررة" على الموقع الالكتروني لحملته الانتخابية مصدرها أوكرانيا خصوصا، وكذلك نشر شائعات أو "تصريحات مهينة" له من قبل المواقع الالكترونية الروسية العامة "سبوتنيك" و"روسيا اليوم" باللغة الفرنسية.
ع.ج/ ح.ع.ح (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
من هم المرشحون الأحد عشر في الدور الأول من انتخابات الرئاسة الفرنسية؟
يساريون، أصحاب رؤى، ليبراليون، قوميون رجعيون وغيرهم من جميع ألوان الطيف السياسي. كلهم يريدون دخول قصر الإليزية. DW تعرض في هذه الجولة المصورة مرشحي الرئاسة الفرنسية بخلفياتهم وإيدلوجياتهم وتطلعاتهم ووعودهم للناخبين.
صورة من: picture alliance/abaca/J. Domine
الشاب.. الأوفر حظا!
حسب التقديرات، يتمتع إيمانويل ماكرون (39 عاماً) بأوفر الحظوظ للوصول إلى قصر الإليزيه. وكمرشح لحركة "إلى الأمام!" وعد الفرنسيين بإصلاح سوق العمل وضمان البطالة والنظام التقاعدي. ويقدم الموظف البنكي في مجال الاستثمار نفسه على أنه ليبرالي ومؤيد للاتحاد الأوروبي. ويحمل شعار "أوروبا في القلب" ويؤكد عليه مراراً وتكراراً. فهل يفلح في الفوز بقلوب الناخبين؟
صورة من: Getty Images/AFP/E. Feferberg
اليمينية الشعبوية
"فرنسا أولاً" هو الشعار غير الرسمي لمارين لوبان (48 عاماً). خلال ندواتها الجماهيرية لا تترد في رسم الخطوط العريضة لسياستها: إغلاق الحدود والخروج من الاتحاد الأوروبي وإيقاف العمل بالتجارة الحرة. وبذلك نجحت في انتشال حزب "الجبهة الوطنية" من وصمة اليمين الفرنسي وجعل الناخبين يفكرون فيه كخيار انتخابي. ويستحوذ اليمين الفرنسي الآن على حوالي عشرين بالمئة من الأصوات.
صورة من: Reuters/P. Rossignol
مرشح تلاحقه فضيحة
خلال أشهر معدودة تحول اليميني المحافظ، فرانسوا فيون (63 عاماً)، من "رجل نظيف" إلى شخص تطاله الفضائح. ووجهت إلى فيون تهم بتشغيل زوجته بموجب عقد عمل وهمي تلقت بموجبه آلاف اليورهات. وبالرغم من كل ذلك تمسك فيون بترشحه. وحسب الاستطلاعات يأتي في المرتبة الثالثة بعد ماكرون ولوبان.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Mori
الثوري صاحب الكاريزما
فاز الخطيب المفوه، جان لوك ميلونشون (65 عاماً)، بقلوب الفرنسيين خلال السباق الانتخابي. وقد قدم في إطلالته الجماهيرية، وببلاغة منقطعة النظير، تصوره عن مجتمع بلا حروب وبلا استغلال أوإتجار بالأسلحة. وعوضاً عن ذلك يريد ضخ 100 مليار يور في اقتصاد بلده المتعثر وتخفيض ساعات العمل إلى 35 أسبوعياً. وإذا لم يحلو للاتحاد الأوروبي هذا الحلم الجميل، فعلى فرنسا أن تخرج من الاتحاد أو ما يسمى (فريكست).
صورة من: Reuters/R. Duvignau
عديم الفرصة
في الواقع كان المرشح الاشتراكي، بونو آمون (49 عاماً) يرغب في الابتعاد عن الرئيس الفرنسي الحالي ورفيقه في الحزب فرانسوا أولاند. لكنه من خلال تركيزه على أطروحات يسارية مثل دخل أساسي غير مشروط وحد أدنى للأجور وفرض ضرائب جديدة على الشركات، شق صفوف الحزب الاشتراكي؛ فحصد اليوم ما زرع، فقد تراجعت حظوظه إلى مستوى متدنٍ.
صورة من: picture alliance/dpa/K. Zihnioglu
الديغولي...السيادي
هاجم نيكولا دوبان-أبنيان ( 56 عاماً) مرشحي اليمين الأربعة. وعلى خطى الرئيس الأسبق، شارل ديغول، يركز على موضوع السيادة الفرنسية. وفي لغة القرن الحادي والعشرين يعني ذلك تقليل حجم الاندماج بالاتحاد الأوروبي وانتهاج سياسة خارجية مستقلة وتدخل الدولة في الاقتصاد. وقد خاطب الفرنسيين في حملته قائلا: "أيها الفرنسيون، انهضوا!".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Samson
المرشح الدائم
للمرة الثالثة يترشح جاك شوميناد (75 عاماً) للانتخابات الرئاسية. ويقوم خطابه هو وحزبه، "حزب التضامن والاقتصاد"، على أنه يتوجب على فرنسا التركيز أكثر على نفسها: فك ارتباط فرنسا بالنظام المالي الدولي والخروج من الاتحاد الأوروبي وإنهاء العمل باليورو.
صورة من: Reuters/L. Bonaventure
نصير الفلاحين
في المناظرات التلفزيونية لا يدع جان لاسال (61 عاماً) أي شكوك تحوم حول أصوله. وبلهجة قوية لأهل جنوب غرب فرنسا يمثل لاسال دائما مصالح سكان المناطق الريفية. أما مطالبه فهي المزيد من الأموال لصالح قطاع الزراعة الفرنسي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن جان لاسال مرشح مستقل يسعى إلى سياسة معتدلة، قليلة الأيديولوجية.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Horvat
القومي حتى العظم
بحزبه "الاتحاد الشعبي الجمهوري" لا يمكن تصنيف فرانسوا أسيلينو (59 عاماً) في اليمين أو اليسار. إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالقومية الفرنسية يصبح أكثر جنوناً من مارين لوبان. فهو يطالب وبوضوح: الخروج من الاتحاد الأووربي والخروج من منطقة اليور والخروج من الناتو.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Huguen
المناضلة من أجل العمال
ناتالي أرتو (47 عاما) أعلنت أنها ترشحت لتوصل صوت عمال فرنسا. برنامج حزبها اليساري يتضمن وضع حد أدنى للأجور وجعل سن التقاعد 60 عاما واسترداد أموال من شركات وبنوك. اسم حزبها "حزب نضال العمال" يذكر بالشيوعية، ولذلك ففرص نجاحها ضئيلة جدا. وعندما ترشحت للرئاسة في عام 2012 حصلت ناتالي أرتو على 0.5 في المائة من الأصوات.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Huguen
مناهض الرأسمالية
فيليب بوتو (50 عاما) يدعي هو أيضا لنفسه أنه لسان حال الطبقة العاملة الفرنسية. برنامج حزبه "الحزب الجديد المعادي للرأسمالية“ يختلف بشكل هامشي فقط عن برنامج ناتالي أرتو. فبوتو يريد هو أيضا أن يجعل سن التقاعد 60 عاما وتخفيض ساعات العمل في الأسبوع، ووضع حد أقصى للرواتب العالية. (الكاتب: نينا نيبرغل/ خالد سلامة)