ألمانيا: إجراءات العودة الطوعية والإعانة المالية المقدمة
٣٠ أبريل ٢٠١٨
بعد تقديم طلب لجوئهم يقوم بعض اللاجئين بسحب طلبهم والعودة طوعا إلى وطنهم، ولمساعدة هؤلاء، أقرت الحكومة الألمانية برامج خاصة بذلك. فما هي المساعدات التي يمكن الحصول عليها؟ وما هي الإجراءات والوثائق المطلوبة للعودة طوعا؟
إعلان
مهاجر نيوز: ما هي خطوات العودة من بلد اللجوء إلى الوطن وكم تستغرق العملية؟
شتيفاني كيسلر: من يرغب في العودة طوعا إلى وطنه، يجب أن يستشير أولا مركز الإرشاد الخاص بالعودة. حيث يتسنى له الاطلاع على شروط برنامج دعم المنظمة الدولية للهجرة، التي تقدم النصيحة بشكل محايد وللجميع دون إستثناء. والاستشارة المبكرة تساعد على الإلمام بجميع جوانب العودة: قانون الإقامة، وإمكانيات إعادة الدمج في البلد الأصلي وتمويل العملية بالإضافة إلى والوثائق المطلوبة. وتستغرق العملية منذ تقديم الطلب وحتى المغادرة أسبوعين.
ماهي أهم الوثائق المطلوبة من أجل العودة؟
أهم وثيقة هي جواز سفر ساري المفعول أو بديل جواز السفر الذي يعد بمثابة تصريح بالسفر (Laissez Passer). ويمكن لمنظمة الصليب الأحمر المساعدة في الحصول على جواز سفر للشخص الراغب في العودة من خلال التواصل مع سفارة بلده، لكنه يتحمل بنفسه التكاليف المادية بخصوص التوجه إلى القنصلية أو السفارة ورسوم الحصول على الجواز.
وبمجرد توفر مستند سفر صالح، يمكننا تقديم طلب للعودة الطوعية عبر المنظمة الدولية للهجرة (IOM)) ويمكن للعائدين عادة اختيار المطار الذين يريد المغادرة عبره.
ما هي جنسية اللاجئين الأكثر إقبالا على العودة الطوعية؟
وفقاً لإحصائيات السنوات الثلاث الأخيرة، سجل القادمون من دول البلقان (ألبانيا وصربيا ومقدونيا) أكبر نسبة من العائدين إلى وطنهم، يليهم العراقيون ثم الأفغان فالإيرانيون.
هل ينبغي على من يرغب في العودة أن يحدد أسباب عودته؟
نعم، وهي مختلفة جدا. إذ يود كثيرون العودة طواعية من أجل تجنب الترحيل بعد رفض طلب لجوئهم. كما لا يرى البعض أي مبرر لبقائهم في ألمانيا، وهناك من لديه أقارب في بلده الأصلي يحتاجون لمساعدته.
هل يستطيع اللاجئ التراجع عن قراره وإلغاء طلب العودة؟
نعم، فالعودة ليست إلزامية وهي طوعية حتى آخر لحظة، وبالتالي يمكن سحب الطلب في أي لحظة. ولا يُجبر أي شخص قام بتقديم الطلب على الرحيل. لكن إذا تم فعلا الحجز وشراء تذكرة السفر، فقد تترتب رسوم إلغاء الحجز على صاجب القرار.
كما أن هناك مشكلة ستعترض اللاجئ في هذه الحالة، وهي مسألة العواقب القانونية المترتبة على سحب طلب اللجوء، إذ ليس من السهل الاستمرار في إجراءات اللجوء بشكل سلس، كما تقل فرص اللاجئ كثيرا في الحصول على حق اللجوء والبقاء في ألمانيا. لذلك، ننصح اللاجئين بالتريث في تقديم الطلب إلى حين التأكد فعلا من رغبتهم في المغادرة .
ماهي العروض والمساعدات التى يتلقاها اللاجئون من أجل العودة إلى وطنهم؟
من جهتنا نقوم بتقديم المشورة مجانا، ونفحص كل حالة على حدة من منظور قانون الإقامة في ألمانيا. كما نساعد اللاجئ في التخطيط للمغادرة وطلب الحصول على جواز سفر أو وثيقة بديلة. بالإضافة إلى ذلك نجرى الاتصالات اللازمة مع السلطات والدوائر الرسمية ومكاتب الهجرة. ونتقدم بطلب للحصول على الإعانات التي يوفرها برنامج إعادة الإدماج والهجرة لطالبي اللجوء في ألمانيا REAG وبرنامج الدعم الحكومي لإعادة التوطين GRAP.
وحيث أن الإعانات تعتمد على إجراءات اللجوء، لا يمكنني تقديم معلومات دقيقة عن التمويل. لكن على الأقل، يتم دفع تكاليف الرحلة أي ثمن تذكرة السفر بالقطار أو الحافلة أو الطائرة أو ثمن الوقود لدى السفر بسيارة خاصة. وعلاوة على ذلك يتم تقديم المشورة بشأن عروض إعادة التأهيل في البلد الأصلي وإجراء الاتصالات اللازمة من أجل ذلك.
ملاحظة: يمكنكم الحصول على المزيد من المعلومات والتفاصيل المتعلقة بالمساعدات التي توفرها برامجدعم طالبي اللجوء الراغبين في العودة الطوعية إلى بلدهم، على الرابط التالي:
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
في خريف عام 2015، فتحت ألمانيا أبوابها للآلاف من اللاجئين. وكان تفهم الألمان لمآسي هؤلاء ملفتا جداً. إلا أن أحداثاً عديدة قلبت ثقافة الترحيب إلى مطالب بالترحيل. بالصور: محطات من السياسة الألمانية تجاه اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
بداية الموجة
في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
استقبال وترحيب
مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
أزمة السكن
عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
بداية أحداث قلبت الموازين
كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Böhm
مطالب بالترحيل
أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
تحديد سقف لعدد اللاجئين
على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
هجمات متفرقة ينفذها لاجئون
وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.
صورة من: Reuters/M. Rehle
هجمات معادية للاجئين
وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
عملية دهس وراءها داعش!
في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
سياسة ميركل في مرمى الانتقادات
تصاعد الأزمات، وتفاقم المشاكل جعل شعبية المستشارة ميركل تقل، فقد اتهمها منتقدوها بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. وفي سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
هل ستستقبل ألمانيا لاجئين جدد؟
أعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين موافقة الحكومة الألمانية على استقبال 10 آلاف لاجئ ضمن برنامج "إعادة التوطين" التابع للاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يحاول وزير الداخلية الألمانية الإسراع بفتح مراكز جديدة للاجئين تتولى استقبال اللاجئ والبت في قراره ثم ترحيله في حالة رفض طلبه. بالإضافة إلى توجهه نحو التشدد حيال لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية. إعداد: مريم مرغيش