تعرف على شروط عمل طالبي اللجوء والمهاجرين في ألمانيا
٩ سبتمبر ٢٠١٨
يعتبر الحصول على فرصة عمل من أهم التحديات التي تواجه اللاجئين في ألمانيا، لكن هل يمكن لطالبي اللجوء والمهاجرين العمل بمجرّد وصولهم؟ وما هي الشروط الواجب توفرها لكي يسمح لطالب اللجوء بالعمل؟
إعلان
تعتمد إمكانية عمل أيّ لاجئ في ألمانيا على وضعه القانوني ونوع تصريح الإقامة الذي يحمله، ويمكن أن نقسّم اللاجئين بحسب وضعهم القانوني إلى خمس فئات رئيسية:
1- اللاجئون الحاصلون على حق "اللجوء التام":
يمكن للأشخاص الذين تم الاعتراف بطلبات لجوئهم العمل دون أيّ قيود، حيث أن دائرة الأجانب ملزمة بإصدار ترخيص عمل لكلّ شخص يحصل على حق اللجوء.
2- الحاصلون على الحماية الثانوية:
للحاصلين على الحماية الثانوية أيضاً حق العمل في ألمانيا دون عوائق، مثلهم مثل اللاجئين الحاصلين على "اللجوء التام".
3- "لاجئو الحصص":
وهم اللاجئون الذين وصلوا إلى ألمانيا ضمن برامج إنسانية خاصة. وهؤلاء الأشخاص لا يخضعون لإجراءات اللجوء في ألمانيا، وعند وصولهم يحصلون على الفور على إذن بالعمل من دائرة الأجانب في المنطقة التي يقيمون فيها.
4- طالبو اللجوء:
كل شخص يأتي طالباً للجوء إلى ألمانيا، يمنع من العمل خلال الأشهر الثلاثة الأولى. وبعد مرور هذه الفترة يمكن أن يحصل على إذن بالعمل من دائرة الأجانب، بشرط موافقة وكالة العمل الاتحادية.
لكن يمكن لطالبي اللجوء بعد مرور الأشهر الثلاثة الأولى من وصولهم إلى ألمانيا القيام بالتدريب المهني دون الحاجة للحصول على الموافقة من وكالة العمل. لكن لا يُسمح لطالبي اللجوء الملزمين بموجب القانون بالإقامة في مركز استقبال أوّليّ بالعمل. ويتعلق هذا بشكل خاص بالأشخاص الذين أتوا من بلدان تصنفها الحكومة الألمانية على أنها "آمنة"، حيث لا يمكنهم العمل طوال فترة دراسة بطلبات لجوئهم وعدم البت فيها.
وبالنسبة للأشخاص القادمين من "بلدان آمنة"، والذين قدموا طلبات لجوئهم بعد 31 آب/أغسطس عام 2015، يسري عليهم "منع العامل عن العمل" أي عدم السماح له بالعمل.
و في حال تجاوزت فترة إقامة طالب اللجوء في ألمانيا أربع سنوات دون انقطاع، فإن دائرة الاجانب تمنحه الحق بالعمل، دون أن تشترط موافقة وكالة العمل الاتحادية.
وبشكل عام فإن وكالة العمل الاتحادية لا تسمح لطالبي اللجوء بالحصول على وظيفة، إذا وُجد شخص ألمانيّ أو من الاتحاد الأوروبي مستعد للقيام بتلك الوظيفة، وهذا ما يسمى بقاعدة "فحص الأولوية". إلا أن هذه القاعدة تخضع لاستثناءات منها:
- عندما تكون البلدية أو المنطقة التي يريد طالب اللجوء ممارسة العمل فيها قد قامت بتعليق هذه القاعدة أي أوقفت العمل بها.
- عندما يكون طالب اللجوء مقيماً بشكل غير منقطع في ألمانيا لمدة سنة ونصف.
- عندما يكون طالب اللجوء قد أنهى تدريباً مهنياً ويريد القيام بعمل يناسب نوع التدريب الذي تلقاه.
- عندما يريد طالب اللجوء القيام بإجراءات تعديل شهاداته المهنية التي حصل عليها قبل قدومه إلى ألمانيا.
- عندما يكون العمل الذي يريد طالب اللجوء القيام به من الأعمال التي تحتاج فيها ألمانيا إلى المزيد من الأيدي العاملة الخبيرة والتي تخوله للحصول على البطاقة الزرقاء (يجب أن يصل الراتب السنوي لحوالي 40 ألف يورو).
5- الحاصلون على تصريح إقامة مؤقت لتعليق الترحيل (Duldung)
تنطبق عليهم نفس الشروط السارية على طالبي اللجوء
وتجدر الإشارة إلى أن عدد اللاجئين الذين يدخلون سوق العمل في ألمانيا في ازدياد مستمر، حيث بلغ عددهم 300 ألف لاجئ، بحسب آخر إحصائية لوكالة العمل الاتحادية. لكن لا يزال 482 ألف لاجئ يبحثون عن العمل.
وبحسب موقع "شبيغل أونلاين" فإنه يوجد في ألمانيا حوالي 1,5 مليون لاجئ من الدول التي يأتي منها أكبر عدد من اللاجئين إلى ألمانيا، وهي سوريا والعراق وأفغانستان وإيران وباكستان والصومال وارتيريا ونيجيريا.
مبادرات إنسانية مبتكرة لمساعدة اللاجئين في ألمانيا
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
أسس سفين بورخيرت وبعض أصدقائه في دورتموند مبادرة "فرييفونك"، وفيها يزودون اللاجئين في مراكز اللجوء بانترنيت مجاني. ويعمل القائمون على المبادرة على وضع جهاز "روتر" في مراكز اللجوء وجمع التبرعات لتمويل المشروع الخيري. أكثر من 400 لاجئ في دورتموند يستعمل الانترنت المجاني بفضل هذه المبادرة.
صورة من: picture alliance/dpa/B. Thissen
المعماري غونتر رايشيرت يقوم بتعليم الأطفال اللاجئين في ألمانيا القراءة والكتابة وتعلم الألمانية. وأسس في مدينة نورنبيرغ أول مكتبة لطالبي اللجوء اسماها "أزولوتيك"، التي يمكنهم فيها تعلم الألمانية واستعارة الكتب مجانا. ويقول غونتر : "هدفي أن تكون هناك 50 "أزولوتيك" في ألمانيا في نهاية هذا العام".
صورة من: picture alliance/dpa/T. Schamberger
طالبة قسم الفنون ناتاليا تعمل في وقت فراغها مترجمة متطوعة دون مقابل مالي في أحد مراكز تقديم اللجوء في برلين، الذي يعمل فيه 100 مترجم. وعملت ناتاليا سابقا كمترجمة للغة للعربية والروسية في الكثير من مراكز الاستشارة في ألمانيا. كما ترافق ناتاليا اللاجئين عند ذهابهم إلى مواعيد رسمية أو زيارة الطبيب.
صورة من: picture alliance/dpa/G. Fischer
هليدهغارد نيس ناختسهايم تسكن مقابل إحدى دور اللاجئين في ولاية براندنبورغ. وعندما قدم أول 180 لاجئ إلى مدينتها سنة 2013 أسست هليدهغارد مع زوجها فريقا لاستقبال اللاجئين الجدد. وتحاول هليدهغارد مساعدة اللاجئين بطرق شتى لتسهيل حصولهم على الخدمات الضرورية. وتدعوهم باستمرار لشرب القهوة وللحديث معهم.
صورة من: picture alliance/dpa/B. Settnik
أما السيدة كارولا لانغة فهي رئيسة تجمعات مساعدة اللاجئين في إحدى مدن ساكسن. وتحاول هي و40 شخصا آخرين مساعدة اللاجئين وتعليمهم اللغة الألمانية، وخاصة في تمضية أوقات فراغ اللاجئين وعن ذلك تقول : "هؤلاء الناس لا يعملون شيئا، إذ يترتب عليهم الانتظار. إنها مشكلة كبيرة تواجههم".
صورة من: picture alliance/dpa/J. Schurig
تعمل مؤسسة "غوته تات دي إي" الخيرية في برلين على تقديم المساعدات والاستشارات للاجئين في المدينة. وبسبب الإقبال الكبير من الألمان على العمل التطوعي المجاني أصبحت المؤسسة مركزا لتقديم الطلبات وتوزيع الراغبين في العمل على الأماكن في المدينة. وقدمت المؤسسة رقما مجانيا للاتصال بها وللتسجيل للعمل التطوعي.
صورة من: picture alliance/dpa/G. Fischer
بعض الطلبة في فرانكفورت قرروا إنشاء شبكة موقع إليكتروني للاجئين أصحاب الشهادات لتقديم المعلومات الأكاديمية لهم وللتعرف على كيفية معادلة شهاداتهم، بالإضافة إلى البحث عن فرص عمل مناسبة. وتقدم شبكة "أي إي في" أيضا برامج لتعلم الألمانية عن طريق التحاور الثنائي "تانديم".
صورة من: picture alliance/dpa/C. Schmidt
راينهارد ييليس يدير إحدى الشركات في مدينة مولهايم أن دير رور. وطلب قبل عام على صفحته في فيسبوك جمع تبرعات لعائلة عراقية لاجئة تضم عددا كبيرا من الأطفال. لقي نداء راينهارد تجاوبا وأسس بعدها مبادرة " أهلا بكم في مولهايم". المتطوعة نبيلة تعمل في مخزن التبرعات على توزيع المساعدات للاجئين.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Hitij
نيكول تساناكيس وكورنيليوس كاوب بدؤوا في الشهر الحالي مبادرتهم في جمع تبرعات للاجئين. وسيقومان بالتجول عبر لوحات التزلج بدءا بمدينة دوسلدورف وإنتهاء بمدينة هامبورغ في الشمال. الشابان جمعوا لغاية الآن 7000 يورو وسيقومون بالتبرع بالمبلغ الإجمالي لمنظمة "ستاي" الخاصة بالعناية باللاجئين.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Hitij
حتى المشاهير في ألمانيا يحاولون وبصورة علنية مساعدة اللاجئين. الممثل الألماني الشهير تيل شفايغر يحاول بناء مركز للاجئين في ألمانيا. ومن جهتها الممثلة سارة تكوتش ذهبت بنفسها إلى مراكز اللجوء لتعمل كمتطوعة لمساعدة اللاجئين.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
عضو البرلمان الألماني مارتن باتسيلت عن حزب الديمقراطي المسيحي استضاف في بيته لاجئان من إريتريا ليعيشا معه ومع أبنه في نفس الغرفة. بالإضافة إلى ذلك يعتني السيد باتسيلت باللاجئين ويذهب معهم للتنزه، فيما تعلم زوجته اللاجئين اللغة الألمانية في المنزل.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Pleul
في منطقة سييت في شمال ألمانيا تم تحويل معسكر سابق للجيش إلى مركز لإيواء اللاجئين. وسيأتي نحو 600 لاجئ للمركز الجديد، الذي انضم عدد من المتطوعين للعمل فيه، وضمنهم السيدة بريغيته فوتكا التي تنظم التبرعات في المركز.