تعرف على منظمات الإغاثة التي تساعد على الأرض في تركيا وسوريا
١٤ فبراير ٢٠٢٣
حجم الكارثة استنفر الكثير من منظمات الإغاثة فانتقلت من بلدان مختلفة لتقديم المساعدة لضحايا الزلزال في تركيا وسوريا. DW تقدم لكم ورقة تعريفية عن أبرز منظمات الإغاثة الدولية التي تقدم المساعدة على الأرض في سوريا وتركيا.
إعلان
وسط برد الشتاء القارس، وفي ساعة مبكرة من صباح الاثنين (6 فبراير/ شباط 2023)، فاجأ زلزال مدمر الناس، أثناء نومهم، في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا. لقد بلغت قوته 7.8 درجات بمقياس ريختر، وأسفر، هو وتوابعه، عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص في تركيا وسوريا، وتشريد 1.2 مليون شخص في تركيا وحدها، وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من سبعة ملايين طفل في البلدين تأثّروا بالزلزال.
وتنخرط كثير من منظمات الإغاثة في أعمال الإنقاذ والمساعدة في تركيا وسوريا، وتتبع منظمات الإغاثة هذه مجموعة من المؤسسات مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر والهلال الأحمر ووكالة الحماية المدنية. ويتم تمويل عملها من التبرعات والمنح الحكومية.
وتصل المساعدات من جميع أنحاء العالم تقريبا: من ألمانيا ودول أوروبية أخرى وكذلك من أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية وقطر وبالطبع من المنطقة نفسها. وتبقى المساعدات الأكثر فعالية في مثل هذه الحالات هي التي تصل من المنظمات المتخصصة في الإغاثة في حالات الكوارث ولديها شبكة كبيرة من الشركاء .
ولمن يريد التبرع أو مساعدة ضحايا الكارثة، تقدم DW ورقة تعريفية عن أبرز منظمات الإغاثة الدولية التي تقدم المساعدة على الأرض في سوريا وتركيا.
برنامج الأغذية العالمي (WFP)
برنامج الأغذية العالمي (أيضا الغذاء العالمي) التابع للأمم المتحدة هو أكبر منظمة إغاثة إنسانية في العالم. تعمل المنظمة في أكثر من 120 دولة وحصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 2020.
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)
إنها منظمة تابعة للأمم المتحدة، تأسست عام 1950 ومقرها جنيف بسويسرا. تعمل المفوضية من أجل حقوق اللاجئين و"عديمي الجنسية" وتعمل أيضا في مجال تقديم المساعدات الإنسانية. وتقدم المفوضية المساعدات للعائلات التي تشردت بفعل الزلزال ولها موقع باللغة العربية أيضا هنا رابطه:
الحركة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) والهلال الأحمر (IFRC)
المنظمة هي أكبر شبكة مساعدة إنسانية في العالم. وتتكون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر و 190 جمعية وطنية فردية.
هنا الموقعان الإلكترونيان للجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وكلاهما بالعربية:
تأسست في فرنسا عام 1971 ، المنظمة هي شبكة عالمية نشطة في أكثر من 70 دولة. يقوم موظفوها بعلاج الجرحى في شمال سوريا ويدعمون المرافق الصحية في المنطقة. هنا مواقعها بالعربية والألمانية والإنجليزية:
هي منظمة غير ربحية تأسست بعد الحرب العالمية الثانية ومقرها سانتا باربارا في كاليفورنيا بالولايات المتحدة. وتنشط "الإغاثة المباشرة" في جميع أنحاء العالم. وترسل الإمدادات الطبية إلى منطقة الزلزال.
منظمة "انقذوا الأطفال" تأسست في بريطانيا العظمى عام 1919 على يد المدرسة والمصلحة الاجتماعية اغلانتين جيب، ولها فروع مترابطة في جميع أنحاء العالم. وهدف المنظمة المعلن هو تعزيز حقوق الطفل وتحسين معيشته في جميع أنحاء العالم، ولديها أيضًا شركاء متعاونون في سوريا وتركيا.
المنظمة العالمية للبحث والإنقاذ (I.S.A.R. Germany)
تأسست المنظمة في ألمانيا عام 2003 من قبل متطوعين متخصصين في مجال الإنقاذ. ومقرها مدينة دويسبورغ بشمال غرب ألمانيا. وتركز المنظمة على البحث عن ضحايا الزلزال وإنقاذهم. ولهذا الغرض يتم نشر فرق إنقاذ الكلاب وأخصائيي الإنقاذ المجهزين بأحدث التقنيات.
المنظمة الألمانية لمكافحة الجوع في العالم (Deutsche Welthungerhilfe)
تأسست عام 1962 ومقرها مدينة بون بألمانيا. وتتوفر المنظمة على شبكة عالمية من الشركاء بما في ذلك في سوريا وتركيا. وتعمل في الوقت الحالي على توزيع إمدادات الإغاثة في شمال غرب سوريا بما في ذلك المواد الغذائية والخيام والأغطية والملابس ومستلزمات النظافة.
تدعم ميديكو الدولية المنظمات في سوريا وتركيا منذ سنوات وتقدم حاليا مساعدات في منطقة الكارثة. يعمل موظفات من مركز المرأة في إدلب في مخيمات اللاجئين بالمحافظة كما يعمل عمال إغاثة من الهلال الأحمر الكردي في "منطقة الإدارة الذاتية الكردية بشمال وشرق سوريا" (روج آفا) في رعاية الجرحى في كوباني وحلب.
لا يمكن بعد توقع الحجم الكامل للكارثة، فعدد القتلى والجرحى يتزايد ويتزايد. والمساعدات في طريقها لتركيا وسوريا بعدما ضرب زلزال مدمر منطقة جنوب شرق تركيا وشمالي سوريا موقعا آلافا من القتلى والجرحي وأضرارا كبيرة في البلدين.
صورة من: Louai Beshar/AFP
حجم الكارثة لا يمكن معرفته الآن
بقوة 7,8 درجات على مقياس ريختر وعلى عمق حوالى 17,9 كيلومترا، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، ضرب زلزال مرعب منطقة جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا في ساعة مبكرة من صباح الاثنين (6 فبراير/ شباط 2023)، ما أسفر عن دمار شديد ومقتل أكثر من 2700 شخص في البلدين، بحسب معطيات غير نهائية مساء الاثنين. ولا تكفّ الحصيلة عن الارتفاع، إذ لا يزال عدد كبير جداً من الأشخاص تحت الأنقاض.
صورة من: Mahmut Bozarslan/AP Photo/picture alliance
الزلزال يباغت الناس في نومهم
وقع الزلزال والناس نياما، عند الساعة 04:17 بالتوقيت المحلي (01,17 بتوقيت غرنيتش). وكان مركزه في منطقة بازارجيك بمحافظة قهرمان مرعش على بعد 60 كيلومترا من الحدود السورية. وأعقبه عشرات الهزات الارتدادية، ثم ضرب زلزال جديد بقوة 7,5 درجات عند الساعة 10,24 بتوقيت غرينتش جنوب شرق تركيا. وشعر بالزلزال سكان في كل من لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا والعراق وبعض مناطق مصر .
صورة من: Erkan Kama/AA/picture alliance
أردوغان يعلن الحداد العام
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحداد العام في عموم البلاد لمدة 7 أيام. وجاء في التعميم الذي وقع عليه أردوغان، مساء الاثنين: "نتيجة الزلازل التي ضربت بلدنا في 6 شباط/ فبراير 2023، تقرر الحداد الوطني لمدة 7 أيام، وتنكيس الأعلام داخل البلاد وفي الممثليات الخارجية حتى الأحد 12 فبراير"، وفقا لوكالة أنباء الأناضول التركية.
صورة من: Depo Photos/ABACA/picture alliance
"أقوى" زلزال في سوريا منذ نحو 30 عاما
وفي سوريا المجاورة تسبب الزلزال في سقوط أبنية في محافظات عدة على رؤوس قاطنيها، بينما لا تزال المئات من العائلات تحت الأنقاض. وتعلن الحكومة السورية تباعاً عن عدد الضحايا فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض. ونقل عن مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل رائد أحمد قوله "هذا الزلزال هو الأقوى... منذ العام 1995".
صورة من: Omar Albam
حصيلة ضخمة مؤقتة في سوريا للضحايا
وفي أنحاء سوريا قتل 1300 شخص على الأقل جراء الزلزال، في حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة السورية وفرق إغاثة. وأعلنت وزارة الصحة مقتل 593 وإصابة 1411 آخرين في حصيلة غير نهائية في مناطق سيطرة الحكومة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس. كما أفادت منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال الخارجة عن سيطرة دمشق بمقتل 700 شخص وإصابة أكثر من ألفين آخرين. فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
صورة من: Louai Beshar/AFP
استغاثة الخوذ البيضاء بمناطق المعارضة
وفي مناطق سيطرة الفصائل المسلحة والمعارضة بشمال وشمال غرب سوريا، رجّحت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني العامل في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق) "ارتفاع عدد الوفيات بشكل كبير لوجود مئات العائلات تحت الأنقاض". ودعت المنظمة وسط ظروف مناخية قاسية "جميع المنظمات الإنسانية الدولية إلى التدخل السريع لإغاثة المنكوبين وتلبية احتياجاتهم".
صورة من: Mohammed Al-Rifai/AFP
أوضاع كارثية وتصدع آلاف المباني
سنوات الحرب الطويلة تسببت في تصدّع آلاف الأبنية في محافظات عدة خصوصاً تلك التي شهدت معارك ضارية وقصفاً جوياً. ودفعت موجات النزوح المتكررة والفقر المدقع سوريين كثر إلى السكن في مباني متضررة أو شبه مدمرة. وتشهد مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في إدلب وحلب أوضاعا كارثية وعائلات تنتظر سماع أخبار عن أفرادها، بينما انهمك عمال الإغاثة في نقل المصابين وانتشال الضحايا من تحت ركام الأبنية.
صورة من: Ghaith Alsayed/AP Photo/picture alliance
قلعة حلب ومواقع آثارية تتعرض للضرر
وفي حلب، ثاني مدن سوريا، بقيت عشرات العائلات منذ وقوع الزلزال فجرًا في الحدائق العامة رغم تساقط أمطار غزيرة، خشية حصول هزات ارتدادية. وتضرّرت قلعة حلب وعدد من المواقع الأثرية الأخرى، وفقاً للمديرية العامة للآثار والمتاحف.
صورة من: AFP
شولتس "مصدوم" ويقدم مساعدات
وغرّد المستشار الألماني أولاف شولتس (أرشيفية) على تويتر: "نتابع الأنباء عن الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وسط حالة من الصدمة .. نحن نحزن مع الأقارب ونقلق مع المدفونين (تحت الأنقاض). وسترسل ألمانيا مساعدة بالطبع". أما وزيرة الخارجية بيربوك فكتبت: "استيقظنا على أخبار مروعة من تركيا و سوريا. خواطري مع أقارب ضحايا هذا الزلزال المرعب.. سنرسل على وجه السرعة مساعدات بالتعاون مع شركائنا".
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
ماكرون: صور فظيعة من تركيا وسوريا
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا "مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان" في تركيا وسوريا. وكتب ماكرون الاثنين في تغريدة "تردنا صور فظيعة من تركيا وسوريا بعد زلزال بقوة غير مسبوقة. نتعاطف مع العائلات التي خسرت أفرادا". (صورة من الأرشيف)
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
الاتحاد الأوروبي يرسل فرق إنقاذ
وأرسل الاتحاد الأوروبي فرق إنقاذ إلى تركيا، وكتب المفوض الأوروبي المكلف بإدارة الأزمات يانيش لينارسيتش على تويتر: "إثر الزلزال الذي وقع في تركيا فعلّنا آلية الدفاع المدني في الاتحاد الأوروبي (..) وتوجهت فرق من هولندا ورومانيا" للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ. وأوضح ناطق باسم المفوضية الأوروبية أن هذه المساعدة تأتي بناء على طلب من تركيا.
صورة من: IHA agency via AP/picture alliance
حلفاء الناتو يحشدون الدعم لتركيا
وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، عن تضامنه وأعلن الدعم للدولة العضو تركيا بعدما ضربها زلزال مدمر. وكتب ستولتنبرغ على تويتر "التضامن الكامل مع الحليف تركيا عقب هذا الزلزال المريع". وأضاف "يحشد حلفاء الناتو الدعم"، مشيرا إلى أنه تواصل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو.
صورة من: Stoyan Nenov/REUTERS
بوتين مستعد لمساعدة سوريا وتركيا
وعرض الرئيس فلاديمير بوتين تقديم مساعدة لسوريا وتركيا. ولروسيا وجود عسكري قوي في سوريا، وبوتين حليف وثيق للأسد وله علاقة قوية مع أردوغان. وذكر بوتين برسالته لأردوغان "تقبلوا خالص عزائنا في الضحايا والدمار واسع النطاق... نحن مستعدون لتوفير المساعدة الضرورية في هذا الشأن". وفي رسالة مماثلة، أبلغ بوتين نظيره السوري أن روسيا تشاطر "من فقدوا أحباءهم الحزن والألم"، مضيفا أن موسكو مستعدة لتقديم المساعدة.
صورة من: Reuters/Sputnik/M. Klimentyev
أبو الغيط يدعو لتقديم الإغاثة بعيدا عن التسيس
كما دعا أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المجتمع الدولي إلى تقديم الإغاثة الطارئة للمناطق المنكوبة في الشمال السوري. وقال المتحدث الرسمي باسمه في بيان: إن أبو الغيط أعرب عن تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين في سوريا وتركيا. وأضاف أن الجامعة تناشد منظمات الإغاثة الدولية والإنسانية بالتحرك الفوري لمواجهة تداعيات هذه الكارثة من منظور إنساني بعيدا عن أي تسييس. صلاح شرارة