أرسلت القوات المؤيدة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تعزيزات إلى شمال مأرب، لتقترب أكثر من العاصمة صنعاء، فيما شن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية غارات على مواقع الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق صالح.
إعلان
دفعت القوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي والمدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية بتعزيزات عسكرية جديدة إلى مناطق في شمال مأرب، مقتربة أكثر من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
يأتي ذلك في اليوم الخامس من الحملة البرية واسعة النطاق التي أطلقتها قوات هادي والتحالف في مأرب ضد الحوثيين وحلفائهم، الذي قتل منهم 28 مقاتلاً في غارات ومواجهات منذ فجر الخميس (17 سبتمبر/ أيلول 2015) بحسب مصادر عسكرية.
واستهدفت الغارات مواقع للحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، خاصة في الجفينة جنوب غرب مأرب، إضافة إلى منطقة بيحان الواقعة بين محافظتي شبوة في الجنوب ومأرب.
كما أعلنت مصادر عسكرية يمنية إرسال تعزيزات إلى مناطق على بعد 60 كيلومتراً شمال مدينة مأرب، عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، وذلك للسيطرة على منطقة جدعان ومفرق محافظة الجوف، وهي مناطق استراتيجية على طريق صنعاء.
وقال ضابط يمني من اللواء 14 مدرع إن الاشتباكات احتدمت أيضاً في محيط سد مأرب جنوب غرب مدينة مأرب، فيما "يشارك مسلحون قبليون في القتال إلى جانب التحالف وقوات الجيش". وقال القائد القبلي الميداني جار الله المرادي لوكالة فرانس برس: "نسعى للسيطرة على السد لكن تنقصنا المعدات والذخيرة" مستدركاً: "لقد حققنا نجاحاً لا بأس به".
إلى ذلك، قال المتمردون الحوثيون إنهم أسروا عدداً من الجنود السعوديين وعرضوا تسجيلاً مصوراً عبر قناتهم التلفزيونية لشخص قالوا إنه أحد الجنود. وعرضت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين في وقت متأخر أمس الأربعاء تسجيلاً لرجل يلبس زياً عسكرياً قال إنه جندي سعودي من منطقة جازان على الحدود الجنوبية الغربية مع اليمن.
وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً قد نقلت أمس الأربعاء مقرها من منفاها في الرياض إلى عدن، مدعمة حضورها داخل اليمن بعد طرد المتمردين من جنوب البلاد. وبذلك عادت الحكومة رسمياً إلى الأراضي اليمنية بعد ستة أشهر على مغادرتها إلى الرياض وانطلاق العملية العسكرية التي يقودها التحالف.
وما زال الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي حتى الآن في الرياض، وقد أكد مسؤولون يمنيون في وقت سابق عزمه على العودة إلى عدن، التي سبق أن أعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء قبل سنة تقريباً.
وأسفر النزاع في اليمن منذ أن أطلق التحالف في السادس والعشرين من آذار/ مارس عمليته العسكرية عن حوالي خمسة آلاف قتيل و25 ألف جريح، بحسب إحصائية جديدة للأمم المتحدة.
ع.ج/ ي.أ (أ ف ب، د ب أ)
رحى الحرب تطحن اليمنيين وتزيد معاناتهم
لا يسمع في العديد من مدن اليمن غير صوت المدافع وصواريخ طائرات التحالف العربي واطلاقات مقاومة الطائرات. وسط هذا تزداد معاناة الإنسان اليمني الذي كان أصلا ضحية صراعات سياسية طويلة وعقود من الفقر والفساد الحكومي.
صورة من: picture alliance/abaca
دقت المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونيسيف ناقوس الخطر مشددة على أن نصف سكان اليمن باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية في مجالات العلاج و المياه و الغذاء و الأمن والمأوى ، أو كل ذلك مجتمعا.
صورة من: AP
استمرار الحملة الجوية بقيادة السعودية والقتال الدائر بين اللجان الشعبية وبين الحوثيين زاد من معاناة الانسان اليمني الذي يعيش بالأصل في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية.
صورة من: Reuters/Str
هذه الطوابير تننتظر حقها من المساعدات الغذائية. ولأن اليمن يستورد عن طريق البحر 90 بالمائة من احتياجاته الغذائية، وبسبب انسحاب كثير من شركات الشحن فإن 20 مليون يمني باتوا مهددين بالجوع.
صورة من: picture alliance/abaca
تتفاقم ازمة المحروقات في مناطق القتال بشكل خاص، حتى ان الناس ينتظرون اياما كي تصل نوبتهم لشراء بضعة لترات من الوقود باسعار باهضة جدا.
صورة من: picture alliance/abaca
أما عملية توزيع الإمدادات فإنها تستغرق أسابيع بسبب تضرر شبكات الدعم اللوجستي بفعل العنف ونقص الوقود.
صورة من: picture alliance/abaca
الوقود معضلة إضافية، إذا أن النقص فيه أصاب المستشفيات وإمدادات الغذاء بالشلل، وقال برنامج الغذاء العالمي إن الحاجة الشهرية من الوقود قفزت من 40 ألف لتر إلى مليون لتر.
صورة من: picture alliance/abaca
وفي 10 نيسان/ أبريل الماضي، حطت في مطار صنعاء أول طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر محملة بـ16 طنا من المساعدات الطبية قبل أن تتبعها طائرة اخرى لصندوق الامم المتحدة للطفولة "يونيسف".
صورة من: AFP/Getty Images/M. Huwais
أثناء الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، أعربت السعودية عن نيتها في إقرار هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام تسمح بدخول المساعدات الإنسانية للبلد.
صورة من: Reuters/A. Harnik
ولإقرار الهدنة اشترطت السعودية التزام الحوثيين بوقف جميع الأعمال "العدوانية" باليمن، ورغم إعلانها وقف عاصفة الحزم قبل أسابيع إلا أن الغارات لا زالت متواصلة.
صورة من: AFP/Getty Images
الحوثيون من جهتهم يحملون السعودية ما آلت إليه أوضاع البلاد، فيما تراوح العملية العسكرية مكانها. ولم يتضح إذا كات الغارات الجوية قد نجحت في حرمان الحوثيين من المنشآت ومخازن السلاح..
صورة من: picture-alliance/dpa
..كما أن الغارات أوقفت تقدم الحوثيين في الجنوب، إلا أنها لم تحدث أي تغيير جوهري في المعطيات ميدانيا، وسط احتدام المعارك في عدة محافظات بين القوات الموالية للرئيس هادي وبين مقاتلي الحوثيين .