يقول الفيلسوف الألماني لودفيغ فيتغنشتاين "إن حدود لغتي تعني حدود عالمي"، حكمة يؤمن بها الكثيرون خاصة مع ازدياد أهمية تعلم اللغات في الوقت الراهن. وفي ألمانيا تزداد أهمية إتقان لغات أجنبية، حيث أصبحت شرطاً أساسياً للحصول على وظيفة جيدة. ويدرك الكثير من الآباء أهمية هذا الأمر ويرسلون أبنائهم منذ الصغر إلى الخارج لقضاء العطلة الصيفية وتعلم الانجليزية مثلا في بريطانيا أو الولايات المتحدة أو الفرنسية في فرنسا. ولكن قضاء عطلة في الخارج ليس في متناول الجميع نظرا لتكاليفه المرتفعة نسبيا. ولهذا السبب أنشأت مدرسة بيرليتز لتعليم اللغات الأجنبية مخيمات صيفية في ألمانيا، يستطيع التلاميذ زيارتها لتعلم لغة أجنبية ما كالانجليزية مثلا ولقضاء أجازة صيفية ممتعة في الوقت نفسه.

مخيمات صيفية لتعليم اللغات الأجنبية

من يزور المخيم الصيفي لتعلم الإنجليزية مثلا، لا يشعر بأي اختلاف عن المخيمات الصيفية في الخارج، فالمدرسون كلهم من الخارج والانجليزية هي لغتهم الأم واللعب وروح المرح يسودان المكان. ربما يكمن الفرق الوحيد في شعور الأهل بمزيد من الاطمئنان والراحة بسبب وجود أبنائهم بالقرب منهم وقدرتهم على زيارتهم في أي وقت يريدونه، بالإضافة إلى أن التكاليف المادية مناسبة لهم.

والحديث يدور باللغة الانجليزية على مدار الساعة، فالطلبة لا يتحدثون باللغة الألمانية إلا إذا خرجوا إلى الشارع لزيارة مطعم أو لتناول المثلجات. وتقول المُدرسة لويزا رانوم إن "الهدف الأساسي من وراء المخيمات الصيفية يكمن في تعليم الأطفال اللغة عن طريق التحدث وبوسائل ترفيهية حتى لا يشعروا بالملل وحتى يذهبوا سعداء إلى بيوتهم في نهاية المطاف". ورغم عدم وجود تلفزيون في المخيم، فإن الأطفال لا يملون إطلاقا من وجودهم هنا، فبرنامجهم اليومي مليء بالألعاب المسلية وورش العمل والمسابقات.

مرح ومتعة ...وتعلم الانجليزية

ويزور المخيم أطفال وشباب من مختلف أنحاء ألمانيا، بعضهم يأتي كل عام لتعلم اللغة الأجنبية وللقاء أصدقائهم، الذي تعرفوا عليهم في هذا المكان وأصبحوا يتواعدون معهم على اللقاء في كل صيف. ويشعر الكثير من الطلبة بتحسن قوي في مستوياتهم في الانجليزية، كما لو أنهم كانوا يتعلمونها في الخارج. ويؤكد أحد الطلبة نجاح هذا النموذج قائلاً: " لقد تحسّنت درجاتي في اللغة الإنجليزية من جيّد إلى جيّد جيداً وممتاز". ويضيف قائلا: "أنصح الجميع بزيارة هذا المخيم، لأن المرء يتعلم فيه التحدث وتطبيق ما تعلمه وليس القراءة والكتابة فقط كما هو الحال في المدرسة". وهذا هو هدف المخيم الصيفي أن يتعلم الأطفال والشباب اللغة في ألمانيا كما لو كانوا في الخارج وأن يتكلموا بطلاقة وبدون خوف وأن يقضوا وقتاً سعيداً في ذات الوقت.

اليزابيت يان/ مي المهدي

مراجعة: شمس العياري