تعليق: الانتخابات الإسرائيلية لن تأتي بجديد مع تجاهل عملية السلام
٢٣ يناير ٢٠١٣ راهن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو كثيرا على هذه الانتخابات فخسر. ولم ينجح في الحصول على أغلبية واضحة للتكتل اليميني القومي في انتخابات تشريعية سابقة لأوانها، بل على العكس لم تحصل القائمة المشتركة لليكود التي يترأسها وحزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة وزير خارجيته السابق، افيغدور ليبرمان، إلا على 31 مقعدا أي بخسارة 11 مقعدا بالمقارنة مع الكنيست المنتهية ولايته. كما أن تكتل أحزاب اليمين، الذي يصنف فيه أيضا الحزب الجديد "البيت اليهودي" اليميني المتشدد، إضافة إلى الأحزاب الدينية المحافظة، لم يحصل إلا على 60 مقعدا من أصل 120 التي يضمها الكنيست.
في المقابل لم يتمكن تكتل أحزاب اليسار والوسط من الحصول على أكثر من 30 مقعدا، بدون الأحزاب العربية، فيما حل حزب "يش عتيد" الوسطي متقدما على حزب العمل بزعامة شيلي يحيموفيتش الذي فاز ب15 مقعدا. وحصل "حزب الحركة" المنتمى إلى تيار الوسط بزعامة، تسيبي ليفني، على ستة مقاعد وفاز "حزب كاديما" الحاكم سابقا والمنتمي للوسط أيضا على مقعدين فقط ، وحصلت الأحزاب العربية على 12 مقعدا.
فوز على شكل قوس قزح
الفائز الواضح في هذه الانتخابات هو رجل يرفض الانتماء لأي من التكتلين، ويتعلق الأمر بالصحافي التلفزيوني السابق يائير لابيد، زعيم "يش عتيد"، (هناك مستقبل)، والذي حصد 19 مقعدا مشكلا بذلك ثاني أكبر فريق نيابي في الكنيست الجديد. إن نجاح لابيد الصحافي الناجح والوسيم ومؤلف الروايات البوليسية وابن والدين شهيرين، يظهر في واقع الأمر معضلة الإسرائيليين: فلا أحد يعرف حقا ما يريده.
وربما لا يعرف ذلك لابيد بنفسه. فقد أصر خلال الحملة الانتخابية على عدم اتخاذ مواقف واضحة اتجاه القضايا السياسية، فلا هو ينتمي لليمين ولا لليسار، وهو مع العدالة الاجتماعية ويدعم الاقتصاد، يناهض الفساد ويسعى لتجاوز الفكر السياسي القديم. حزب لابيد الجديد صمم على مقاس مؤسسه تماما، وهو المليونير الشعبوي الذي زينت صورته لسنوات لوحة إعلانية لإحدى البنوك الكبيرة. فلا أحد تقريبا ممن نجحوا في لائحة لابيد معروف في الرأي العام الإسرائيلي.
خيارات التحالفات؟
الخيار موجود الآن في يد لابيد، فبإمكانه الانضمام إلى تكتل اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو، أو يمكنه الضغط من أجل تشكيل ائتلاف علماني يضم الليكود وحزب العمل. وإذا ما تحقق ذلك فستكون المرة الأولى في تاريخ إسرائيل الذي ستشكل فيه حكومة دون مشاركة الأحزاب الدينية المتشددة.
وسيكون ذلك في الواقع مفاجأة، إلا أن حتى ائتلافا كهذا لن يتمكن من حل أكبر معضلة تواجه البلاد، وهي إحلال السلام في الشرق الأوسط. فلا أحد، من الأحزاب الكبيرة طالب خلال الحملة الانتخابية بوقف الاستيطان أو بحل القضية الفلسطينية.
ولطالما امتنع السياسيون عن معالجة هذا المشكل، فلن تأتي الانتخابات الإسرائيلية بمفاجآت حقيقية، بغض النظر عن تشكيل أحزاب جديدة، أو عمن يفوز فيها. إن على إسرائيل اختيار طريق واضح،و ساستها غير مستعيدين للمشي فيه.