1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تعليق: العقاب الجماعي على غزة مرفوض

راينر زوليش١ يوليو ٢٠١٤

توعدت إسرائيل بالرد على مقتل ثلاثة شباب إسرائيليين عثر على جثثهم بالقرب من الخليل. الغضب مفهوم لكنه لا يجب أن يؤدي بأي حال من الأحوال لاندلاع حرب كما يرى راينر زوليش.

Leichen der vermissten israelischen Jugendlichen gefunden
صورة من: picture alliance / AP Photo

التصعيد اللفظي بدأ بالفعل إذ وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قاتلي الشباب الإسرائيليين الثلاثة وداعميهم بـ"الحيوانات البشرية" متوعدا بـ"الانتقام". في الوقت نفسه هددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بـ"فتح أبواب جهنم" حال قرر نتنياهو شن هجوم على قطاع غزة.

على أرض الواقع يبدو باب "جهنم" مفتوحا بالفعل في ظل صعوبة الحيلولة دون التصعيد. لا يعتقد أحد أن الأمر سيتوقف عند حد شن إسرائيل لنحو 30 غارة جوية على غزة ليلة الاثنين/ الثلاثاء(30 يونيو/الأول من يوليو) وقتل أحد عناصر حماس إذ أن الدعوات المطالبة بالرد والتي أعقبت العثور على جثث الشباب الثلاثة، تتعالى بقوة لاسيما في وسط الحركات الاستيطانية، الناخب التقليدي لنتنياهو. ونتيجة لقوة هذه المطالب لا يمكن لنتنياهو قصر الرد على أفعال رمزية -حتى وإن أراد هو ذلك- فالضغوط السياسية الداخلية كبيرة للغاية.

لا مبرر للقتل

الضغط والغضب على الجانب الإسرائيلي مفهوم فقتل ثلاثة مراهقين أبرياء مدنيين هو عمل بشع لا يمكن تبريره فلا سياسة إسرائيل الاستيطانية التوسعية ولا الخروقات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في حق الفلسطينيين، يمكنها توفير المبرر "الأخلاقي" لما حدث والذي يظل جريمة بشعة ربما تكون نفذتها عناصر فلسطينية متشددة هدفها الأول هو إبقاء الصراع المستمر لعقود بين الفلسطينيين والاسرائيلين، قائما لأطول فترة ممكنة. لكن يجب الوضع في الاعتبار هنا أن حماس وبالرغم من لغة خطابها المليئة بالكراهية، نفت صلتها بالواقعة كما أن إسرائيل ليس لديها حتى الآن أدلة على ذلك.

راينر زوليش الخبير في شؤون الشرق الأوسطصورة من: DW/P. Henriksen

ربما لن نعرف مطلقا بشكل قاطع من هو مرتكب الجريمة كما سيتوقف الجميع عن السؤال بمجرد أن تحصد الهجمات العسكرية الإسرائيلية في غزة، المزيد من الضحايا المدنيين وتبدأ على الجانب الآخر الصواريخ في السقوط على المناطق السكنية الإسرائيلية. تكشف التجربة أن العديد من العوامل تساهم في تغذية حلقة التصعيد في الشرق الأوسط منها الكراهية والظلم والمعاناة الشديدة لاسيما على الجانب الفلسطيني حيث ظروف الحياة المتدهورة للبشر. وهنا لا تتحمل إسرائيل الذنب وحدها لكنها تحمل قدرا كبيرا من المسؤولية المشتركة.

الخوف من فوضى عارمة

لا ينبغي تطبيق "عقوبة" جماعية على المدنيين الفلسطينيين في غزة لكن خطورة حدوث هذا الأمر كبيرة ما لم ينجح الأوروبيون وقبلهم الولايات المتحدة في تخفيف حدة خطط نتنياهو للرد على قتل الشباب الثلاثة. الانتقام ليس الدافع الوحيد لنتنياهو فرئيس الوزراء الإسرائيلي يرغب أيضا أن يوضح للمجتمع الدولي أن إسرائيل لن تتعامل مطلقا مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تضم بجانب الرئيس محمود عباس وحركة فتح، عناصر من حركة حماس أيضا.

على المجتمع الدولي أن يضع نصب عينيه اعتبارات أخرى حتى وإن كان من الصعب صياغتها كحث إسرائيل والسلطة الفلسطينية على التعاون من أجل كشف ملابسات الحادث كما اقترح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. يتعين العمل على وقف اندلاع حرب جديدة لأن هذا لن يعني الانحناء مجددا أمام أجندة مناهضي السلام فحسب بل إن اندلاع حرب "ساخنة" جديدة بين إسرائيل والفلسطينيين يزيد من حالة الفوضى الحادثة في المنطقة حاليا خاصة مع النظر للوضع الكارثي الراهن في العراق وسوريا والعديد من دول المنطقة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW