1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تعليق المساعدات للمعارضة السورية: رصاصة رحمة للجيش الحر؟

سهام أشطو١٢ ديسمبر ٢٠١٣

أثار قرار الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تعليق مساعداتهما "غير الفتاكة" للمعارضة السورية ردود أفعال متباينة على الصعيد الدولي، فهل يؤثر هذا القرار على موازين القوى في الحرب الدائرة في سوريا؟

البيت الأبيض أعرب عن قلقه من سيطرة مقاتلين إسلاميين على مبان تابعة للجيش السوري الحر.صورة من: Mahmud Al-Halabi/AFP/Getty Images

مازالت تداعيات قرار كل من البيت الأبيض الأمريكي والحكومة البريطانية تعليق المساعدات "غير الفتاكة" لصفوف المعارضة السورية قائمة، واختلفت المواقف منه بين من اعتبر الخطوة قرارا سياسيا الهدف منه الضغط على الجناح العسكري للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده الشهر القادم، وبين من اعتبر القرار متوقعا بسبب ازدياد نفوذ الإسلاميين داخل صفوف المعارضة.

الولايات المتحدة وبريطانيا بررتا القرار بسيطرة الإسلاميين المتشددين على قواعد رئيسية للجيش السوري الحر، وتخوفهما من أن المساعدات تصل لـ "الجهات الخطأ" في المعارضة، وبينما يعتبر مراقبون أن تخوفات البيت الأبيض والحكومة البريطانية واقعية، بالنظر إلى تنامي نفوذ المسلحين الإسلاميين في ساحة القتال، اعتبر أعضاء في المعارضة السورية القرار خطوة متسرعة وتدل على تغيير في سياسة الإدارة الأمريكية تجاه الملف السوري.

الخوف من الإسلاميين

ويعتقد شتيفان بوخن، الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط، أن مخاوف الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية بخصوص تنامي نفوذ الإسلاميين واقعية وطبيعية، ويضيف في هذا السياق، في حوار مع DWعربية، "أنا كنت في سوريا في إطار عملي كصحفي والتقيت أطيافا مختلفة من المعارضة، ويمكنني الجزم أن التخوف من الإسلاميين هو تخوف واقعي، لأنهم الأكثر نفوذا وتأثيرا وحتى احترافية في العمل العسكري".

وكانت فصائل إسلامية أساسية أعلنت في سوريا نهاية الشهر الماضي تشكيل "الجبهة الإسلامية" التي تعتبر حاليا أكبر تجمع للقوى الإسلامية المسلحة في البلاد، وهدفها هو إسقاط نظام بشار الأسد و بناء دولة إسلامية في سوريا. وكانت الجبهة سيطرت السبت الماضي على مقار تابعة لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر المعارض، من بينها مستودعات أسلحة عند معبر باب الهوى بعد معارك عنيفة بين الطرفين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما انسحب الجبهة من الجيش السوري الحر ودخلت في مواجهات مع مقاتلين آخرين في صفوف المعارضة.

شتيفان بوخن، الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط.صورة من: DW

ولكن مرح البقاعي المعارضة السورية المعروفة ورئيسة مبادرة إعلان دمشق في الولايات المتحدة، تستبعد أن يكون السبب في القرار الأمريكي البريطاني تزايد نفوذ المقاتلين الإسلاميين، إذ تعزو الأمر إلى عامل آخر، وتوضح بالقول:" من الواضح أن القرار يعبر عن تغيير في سياسة الإدارة الأمريكية تجاه الملف السوري، هم بهذا القرار ينسحبون من دعم الثوار السوريين رغم أن تلك المساعدات التي كانوا يتلقونها لا تكفي أبدا. ومن الواضح أيضا أن القرار اتخذ للضغط على المعارضة العسكرية من أجل المشاركة في مؤتمر جنيف 2".

جنيف 2، الورقة الأخيرة؟

وبخصوص تزايد نفوذ الإسلاميين في ميدان القتال في سوريا، تقول الناشطة السورية خلال مقابلة مع DW عربية، إن ما يشاع حول هذا الأمر غير صحيح وفيه مبالغة، "المتشددون الإسلاميون عددهم محدود، إذ ينتشرون في مناطق محدودة ولمدد زمنية مؤقتة، وفي نهاية المطاف هؤلاء من صنيعة نظام بشار الأسد ووالده، فقد كان هؤلاء في المعسكرات التي أنشئت لتجنيدهم و بعثهم إلى العراق من أجل تقويض قيام دولة ديمقراطية هناك". وتضيف بوقاعي "الأسد يستخدم هؤلاء ليقول للعالم: إما أن أبقى في السلطة أو يحكم المتشددون الإسلاميون سوريا".

المعارضة السورية المعروفة مرح البقاعيصورة من: Maraj Bukai

ويبدو الانقسام سيد الموقف في سوريا قبل مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في 22 يناير/كانون الثاني المقبل، وكان مؤتمر جنيف الأول في يونيو/حزيران الماضي تبنى مبدأ اطلاق عملية انتقالية يقودها السوريون مع عدم اتخاذ موقف واضح بشأن دور الأسد، و ترفض المعارضة السورية مشاركة طهران في المؤتمر المقبل كما يرفض النظام السوري أيضا مشاركة الرياض. ويعتبر أعضاء من المعارضة السورية أن مؤتمر جنيف 2 يحمل تغييرا في سياسة الغرب بخصوص الملف السوري من دعم المعارضة والثورة السورية إلى إدماج نظام الأسد في الحل السياسي.

مسؤولية المعارضة السورية

ويستعبد بوخن أن يكون إجبار المعارضة العسكرية على المشاركة في هذا المؤتمر وراء اتخاذ قرار تعليق المساعدات البريطانية الأمريكية، ويضيف قائلا: "المعارضة بشكل عام لا تؤمن بمؤتمر جنيف 2 ولا يمكن تليين موقفها بهذا الاجراء، لأنهم يعتقدون أن الهدف من جنيف 2 هو إبقاء الغرب على نظام الأسد في سوريا، لذا يمكن إدراج القرار الأمريكي البريطاني في إطار القرارات الميدانية لا السياسية".

بوخن يشير كذلك إلى سبب آخر يمكن أن يكون الدافع لتعليق المساعدات، وهو محاولة الغرب تشجيع النظام السوري للتعاون أكثر معه فيما يتعلق بالتخلص من الأسئلة الكيميائية. إذ أن "الجانب الأمريكي يحاول من خلال هذه الخطوة، (تعليق المساعدات للمعارضة)، بعث رسالة إلى نظام الأسد مفادها؛ تدمير الأسلحة الكيماوية وتهدئة الأوضاع الميدانية على كل الأصعدة".

يأتي هذا فيما تستمر المعارك الطاحنة في سوريا بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة من جهة وبين بعض أطراف المعارضة من جهة أخرى، و فشلت حتى الآن كل المساعي من أجل تسوية النزاع الذي أودى بحياة أكثر من 126 ألف قتيل خلال 33 شهرا.

ويرى بوخن أن المعارضة السورية أثبتت للأسف فشلها وعجزها في سوريا" إذا فشلت المعارضة بعد كل هذا الدمار والدماء التي سفكت في التوحد من أجل تقديم بديل سياسي للشعب السوري". أما مرح البوقاعي فتعتقد أن مشكلة المعارضة الأساسية ليست في التوحد وإنما في الفساد داخل صفوفها، إذ كان "كان من المفترض توحيد الرؤى والآليات منذ البداية وهذا لم يحدث، والمشكلة الأكبر هي غياب المحاسبة والشفافية في التعامل مع الأخطاء وخصوصا إدارة الاموال".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW