تعليق مفاوضات السلام اليمنية وسط ارتفاع وتيرة القتال
٢٩ يونيو ٢٠١٦
أعلنت الامم المتحدة تعليق مفاوضات السلام الهادفة لإنهاء الحرب في اليمن لأسبوعين وذلك بعد أن سلمت السلطات اليمنية والحوثيون نقاط مشروع اتفاق. ويأتي ذلك وسط تصاعد المعارك في أكثر من جبهة وسقوط عشرات القتلى.
إعلان
أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد اليوم الأربعاء (29 يونيو/حزيران 2016) تأجيل المحادثات التي تتوسط فيها المنظمة الدولية بين الأطراف المتنازعة إلى ما بعد عيد الفطر على أن تستأنف في الكويت في 15 يوليو/ تموز القادم.
وقال ولد الشيخ أحمد في بيان "مشاورات السلام ستدخل مرحلة جديدة خلال الأسبوعين القادمين وتخصص المرحلة لدعم استشارات الأطراف مع قياداتها على أن تعود إلى الكويت في ١٥ يوليو". وأضاف "الجلسات في شهر يوليو ستركز على تطبيق التوصيات العملية التنفيذية التي تنتج عن الاستشارات مع القيادات وتوقيع اتفاق ينهي النزاع في اليمن."
وأشار المبعوث الأممي إلى أنه "بعدما تباحثنا مطولا مع المشاركين في وضع مبادئ المرحلة المقبلة بحسب أوراق العمل المقدمة من قبلهم وتوصيات اللجان الخاصة، سوف تخصص المرحلة المقبلة لدعم استشارات الأطراف مع قياداتها على أن تعود إلى الكويت في 15 تموز/يوليو 2016 مع توصيات عملية لتطبيق الآليات التنفيذية وتوقيع اتفاق ينهي النزاع في اليمن".
ولم يكشف المبعوث النقاط المقترحة في مشروع التسوية لكنه أعلن قبل أسبوعين خارطة طريق تنص على حكومة وحدة وطنية وانسحاب الحوثيين من المناطق التي سيطروا عليها وتسليم الأسلحة الثقيلة التي استولوا عليها من الجيش. والتقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأحد في الكويت وفدي التفاوض وحثهما على القبول بخارطة الطريق هذه. ولم تشهد هذه المفاوضات الصعبة التي بدأت في الكويت قبل عشرة أسابيع، تقدما يذكر.
وكانت هدنة هشة قد أعلنت تزامنا مع المفاوضات لكن المعارك لم تتوقف وكذا الضربات الجوية التي ينفذها التحالف العسكري العربي بقيادة السعودية. وشهدت الأيام الأخيرة مواجهات في أكثر من محور. وبحسب مصادر عسكرية ومحلية وقبلية قتل 80 شخصا بينهم 37 مدنيا خلال اليومين الماضيين من المعارك والغارات الجوية.
وسجلت الحصيلة الأكبر في محافظة تعز (جنوب غرب) حيث أدت غارات للتحالف العربي إلى مقتل 34 شخصا على الأقل هم 19 مدنيا و15 عنصرا من الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وجاء ذلك غداة مقتل 45 شخصا جراء تفجيرات أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عنها.
ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب، رويترز، دب أ)
اليمن: حرب وحصار مستمران والضحايا مدنيون
80 % من اليمنيين في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. الأطراف المتنازعة داخل البلاد، لم تحترم الهدنة التي أعلنها التحالف العربي الذي يحارب الحوثيين منذ4 أشهر. منظمات الإغاثة والأمم المتحدة تندد بالأوضاع الكارثية.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
رأت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود بعد زيارة إلى اليمن أن الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية "يقتل" المدنيين كما تفعل الحرب تماما. الصورة لسكان من مدينة تعز اليمنية. وقد صرح قائد "المقاومة الشعبية" في تعز حمود المخلافي بأن مقاتليه بحاجة أكبر إلى دعم التحالف في مواجهتهم للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
صورة من: Reuters/F. Al Nassar
المتمردون الحوثيون يقصفون مناطق مأهولة بالسكان في عدن، دون أن يكترثوا بالمدنيين الباقين هناك. في الصورة جندي سعودي يقف في مطار عدن بعد أن تمكنت قوات التحالف بقيادة السعودية وبالتعاون مع المقاتلين المولين للرئيس هادي من إخراج الحوثيين من المدينة.
صورة من: Reuters/F. Al Nasser
هيومن رايتس ووتش قالت إن غارة التحالف العربي، التي أودت بحياة 65 من المدنيين في "مخا" جنوب غرب اليمن يمكن تصنيفها كـ "جريمة حرب". ويشكل المدنيون القسم الأكبر من الضحايا الـ 3700 الذين سقطوا في النزاع المستمر منذ أربعة أشهر، بحسب الأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/Str
وقد أعلنت الأمم المتحدة أن طرفي النزاع في اليمن لم يلتزما بالهدنة، التي تم الإعلان عنها لمدة 5 أيام، لإدخال مساعدات طارئة وسط نقص حاد في الوقود والأغذية والأدوية.
صورة من: Reuters/Stringer
يعاني اليمن من نقص حاد في المواد الغذائية والوقود، وخصوصا الأدوية، نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات التحالف العربي بقيادة السعودية. وتبرر السعودية هذا الحصار بأنه وسيلة لمنع إمداد الحوثيين بالسلاح، بيد أن المدنيين هم المتضررون في المقام الأول.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
وبعد أربعة أشهر من القتال العنيف، طلبت الأمم المتحدة من الرياض تخفيف الحصار البحري الذي تفرضه على الموانئ اليمنية للسماح للمزيد من السفن التجارية بتزويد البلاد باحتياجاتها من الوقود والمواد الغذائية.
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن حصيلة قتلى الصراع في اليمن بلغت نحو أربعة آلاف شخص .كما أفادت الأمم المتحدة بأن هناك 1859 مدنيا بين 3984 شخصا قتلوا منذ آذار/ مارس الماضي. وأشارت المنظمة الدولية إلى أنه فضلا على ذلك، أصيب نحو 19 ألف شخص، من بينهم 4200 مدني.