تعهد بإعادة بناء البلاد مع الشعب.. تنصيب لولا رئيسا للبرازيل
١ يناير ٢٠٢٣
وسط إجراءات أمنية مشددة، أدى الزعيم اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا اليمين رئيسا للبرازيل أمام الكونغرس ليبدأ ولايته الثالثة. وغاب سلفه اليميني الشعبوي بولسونارو عن الاحتفالات ولم يسلم الوشاح الرئاسي كما جرت العادة.
إعلان
تم تنصيب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا رئيسا للبرازيل للمرة الثالثة، بعدما أدى اليمين الدستورية أمام الكونغرس في العاصمة برازيليا وسط "مد أحمر" من أنصاره. ونصب لولا اليوم الأحد (الأول من كانون الثاني/ نياير 2023) خلال حفل في الكونغرس أدى خلاله اليمين الدستورية، بعد 12 عامًا من ترك السلطة بعد ولايتين رئاسيتين (2003-2010).
وتغلب لولا (77 عاما) بفارق ضئيل على اليميني المتطرف جايير بولسونارو في أكتوبر/ تشرين الأول ليفوز بفترة رئاسية ثالثة غير مسبوقة، وبعدما أمضى عاما ونصف في السجن في اتهامات فساد أُسقطت لاحقا.
وفي سنوات حكمه الماضية كرئيس ينتمي لحزب العمال، نجح القيادي النقابي السابق في إخراج ملايين البرازيليين من الفقر خلال طفرة في أسعار السلع الأولية دعمت الاقتصاد. ويواجه الآن تحديا هائلا لتحسين اقتصاد البرازيل الذي يعاني من ركود وفي الوقت نفسه توحيد بلد أشاع فيه حكم بولسونارو حالة من الاستقطاب.
وفي بداية حفل التنصيب التزم أعضاء الكونغرسدقيقة صمت تكريما لأسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه الذي توفي الخميس جراء السرطان والبابا السابق بنديكت السادس عشر الذي توفي السبت، قبل تنصيب لولا ونائبه اليميني جيرالدو ألكمين.
وألقى لولا خطابا شديد اللهجة بعد تنصيبه، تعهد فيه "إعادة بناء البلاد مع الشعب البرازيلي"، مشيرا إلى سجل "كارثي" لسلفه جايير بولسونارو. واتهم لولا اليساري سلفه اليميني المتطرف بأنه "استنفد الموارد الصحية وقام بتفكيك التربية والثقافة والعلم والتكنولوجيا ودمر حماية البيئة".
وأكد أن البرازيل "لا تحتاج إلى إزالة الغابات" لدعم زراعتها، وقال "سنتمكن من العيش من دون قطع الأشجار ومن دون إحراق" الغابات، وخصوصا في منطقة الأمازون، علما أن المجتمع الدولي ينتظر منه خطوات ملموسة بعد عملية إزالة الغابات الواسعة النطاق التي شهدتها ولاية سلفه بولسونارو.
لولا دا سيلفا رئيس البرازيل المنتخب
02:02
نائب بولسونارو ينتقده بشدة
وحيا الآلاف من الأنصار يرتدون لون حزب العمال لولا أثناء توجهه إلى الكونغرس في سيارة رولز رويس تقليدية مكشوفة مع ألكمين وزوجتيهما، رغم المخاوف المتعلقة بالأمن.
وغادر بولسونارو البرازيل متوجها إلى فلوريدا يوم الجمعة حتى لا يضطر لتسليم الوشاح الرئاسي للرئيس الجديد لولا، الذي لم يعترف حتى الآن بفوزه.
وانتقد هاملتون موراو، الذي كان نائبا لبولسونارو، رئيسه السابق لفشله في قيادة البلاد والسماح بتأجيج المشاعر المناهضة للديمقراطية بعد هزيمته في الانتخابات في أكتوبر/ تشرين الأول. وقال موراو في كلمة ألقاها مساء أمس السبت "الزعماء الذين كان من المفترض أن يطمئنوا ويوحدوا الأمة... سمحوا ... بخلق مناخ من الفوضى والتفكك الاجتماعي".
كما دافع موراو عن السنوات الأربع التي قضاها بولسونارو في السلطة لتركه اقتصادا قويا، لكنه انتقد التدهور البيئي بعد إزالة غابات بمنطقة الأمازون بأعلى معدل منذ 15 عاما.
وحضر 50 مبعوثا دبلوماسيا، بينهم 17 رئيس دولة منهم رؤساء ألمانيا والبرتغال وعدة دول في أمريكا اللاتينية مثل الأرجنتين وملك إسبانيا.
وأرسلت الولايات المتحدة وزيرة داخليتها ديب هالاند فيما أرسلت الصين نائب الرئيس وانغ كيشان. أما فرنسا، فيمثّلها أوليفييه بيشت الوزير المفوض للتجارة الخارجية.
ع.ج/ أ.ح (رويترز، أ ف ب)
في صور: من تشرشل إلى لولا.. فن العودة لسدة الحكم!
على غرار لولا دا سيلفا الذي انتخب رئيسا للبرازيل لولاية ثالثة بعد أربع سنوات على دخوله السجن بطريقة مثيرة للجدل بسبب شبهات فساد، حقق قادة آخرون عبر التاريخ عودة غير متوقعة للساحة السياسية. التفصيل في هذه الصور.
صورة من: Miguel Schincariol/AFP/Getty Images
وينستون تشرشل..في زمن الحرب
قبل أن يصبح أحد اكثر الشخصيات تأثيرا خلال الحرب العالمية الثانية، اضطر وينستون تشرشل للاستقالة من قيادة البحرية البريطانية عام 1915 بعد الإخفاق في حملة الدردنيل التي سقط فيها عشرات آلاف الجنود. إلا أنه استعاد منصبه بعد 25 عاماً على ذلك بعيد اجتياح ألمانيا النازية لبولندا في الأول من أيلول/سبتمبر 1939.
صورة من: The Print Collector/Heritage Images/picture alliance
وينستون تشرشل..قيادي فذ
كان تشرشل رئيساً للحكومة البريطانية الائتلافية طوال الحرب العالمية الثانية، وشحن طاقات البلاد من خلال خطاباته الحماسية. وبعد الحرب عرف تشرشل انتكاسة سياسية جديدة، لكنه عاد إلى السلطة في العام 1951 في سن السادسة والسبعين.
صورة من: Uncredited/AP/picture alliance
شارل ديغول..زعيم المقاومة الفرنسية ضد النازية
رأس شارل ديغول صاحب النداء الشهير في 18 حزيران/يونيو 1940، الحكومة الموقتة للجمهورية الفرنسية التي تشكلت في فرنسا بعد تحرير باريس في آب/اغسطس 1944. لكنه استقال في 1946 لعجزه عن توحيد رؤية الأحزاب الرئيسية. انسحب من الحياة السياسية بالكامل بعد فشل تجمع الشعب الفرنسي في الانتخابات البلدية العام 1953.
صورة من: picture-alliance/dpa
شارل ديغول..قيادة الجمهورية
وشأنه شأن تشرشل، عاد ديغول إلى الساحة بعد سنوات قليلة. ففي الأول من حزيران/يونيو 1958 وبعد ثورة الجزائر في 13 أيار/مايو استعان الرئيس الفرنسي رينيه كوتي بديغول الذي كُلف بتشكيل أول حكومة في ظل الجمهورية الرابعة.
صورة من: picture-alliance/dpa
شارل ديغول..زمن الرحيل
في 21 كانون الألول/ديسمبر 1958 انتخب ديغول أول رئيس للجمهورية الخامسة. وغادر السياسية نهائياً في نيسان/أبريل 1969 بعد فشل استفتاء حول إصلاح مجلس الشيوخ واللامركزية.
صورة من: picture-alliance/dpa
خوان بيورن..في ظل الدكتاتورية
بعدما شغل مناصب حكومية عدة في ظل الديكتاتورية العسكرية الأرجنتينية، انتخب خوان دومينغو بيورن رئيساً عام 1946 وأعيد انتخابه في 1951.
صورة من: dpa/picture-alliance
خوان بيورن..زعامة تاريخية للأرجنتين
أصبح سياسياً يتمتع ببعد أسطوري في تاريخ الارجنتين وقد عززت مكانته هذه أناقة وهالة زوجته الممثلة إيفا. تمتع الزوجان اللذان أسسا الحركة البيرونية بشعبية واسعة لكن انقلاباً عسكرياً أطاح بهما عام 1955. انتقل خوان بيورن للعيش في المنفى في باراغواي ومن ثم مدريد.
صورة من: Keystone Pictures USA/ZUMAPRESS.com/picture alliance
خوان بيورن..عودة الأبطال
عاد خوان بيورن إلى الارجنتين عودة الأبطال في حزيران/ونيو 1973 حيث أعيد انتخابه في أيلول/سبتمبر لولاية ثالثة بعد 18 عاماً على مغادرته البلاد لكنه توفي بعد أقل من سنة على ذلك.
صورة من: Getty Images/Keystone
دينغ شياو بينغ..والثورة الثقافية
عُين دينغ شياو بينغ في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في 1945 وصعد بسرعة الصاروخ بعد اعتماد النظام الشيوعي في البلاد عام 1949. لكن خلال الثورة الثقافية (1966-1976) اتهم بـ"سلوك الطريق الرأسمالية" وأرسل للعمل كفني ميكانيكي في الأقاليم.
صورة من: Photoshot/picture alliance
دينغ شياو بينغ..العودة إلى السلطة
في عام 1973 أصبح شياو بينغ مجدداً نائباً لرئيس الوزراء ومن ثم رئيس أركان الجيوش الصينية. إلا أنه مع وفاة رئيس الوزراء شو إنلاي في كانون الثاني/يناير 1976 أقيل من جديد "لانحرافه يميناً". عاد إلى السلطة في 1978 وأطلق سياسة إصلاحات وانفتاح اقتصادي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Maxppp
أونغ سان سو تشي..معركة مع العسكر
فازت زعيمة المعارضة البورمية أونغ سان سو تشي بالانتخابات في أيار/مايو 1990 إلا أن النظام العسكري رفض تسليمها السلطة. أمضت أونغ سان سو تشي 15 عاماً في الإقامة الجبرية في دارتها العائلية في رانغون.
صورة من: Ann Wang/REUTERS
أونغ سان سو تشي..بين نيران العسكر وبريق السلطة
أصبحت رئيسة للوزراء في 2016 إثر فوز حزبها في أول انتخابات حرة منذ ربع قرن. إلا أن انقلاباً عسكرياً جديداً حصل في شباط/فبراير 2021. اعتقلت أونغ سان سوت شي في زنزانة انفرادية في سجن في نايبياداو.
صورة من: Aung Shine Oo/AP Photo/picture alliance
سيلفيو برلوسكوني ..الإيطالي المخضرم
منذ عام 1994 حكم سيلفيو برلوسكوني إيطاليا ثلاث مرات فيما تتماهى مسيرته مع تاريخ البلاد السياسي في السنوات الثلاثين الأخيرة.
صورة من: Nicola Marfisi/Avalon/ Photoshot/picture alliance
سيلفيو برلوسكوني..مسيرة ملطخة بالفضائح
في سن السادسة والثمانين، ورغم الفضائح الجنسية والمحاكمة التي لطخت سمعته، عاد برلوسكوني مرة جديد مع إعادة انتخابه عضواً في مجلس الشيوخ على رأس أحد أحزاب الائتلاف الذي يقوده اليمين المتطرف الفائز في الانتخابات التشريعية الأخيرة نهاية أيلول/سبتمبر الماضي. إعداد: عماد حسن
صورة من: Gregorio Borgia/AP Photo/picture alliance