تعهدت روسيا والولايات المتحدة بـ "مضاعفة" جهودهما من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا وتوسيع نطاق وقف الأعمال القتالية، الذي دخل حيز التنفيذ في بعض المناطق السورية في 27 شباط/فبراير، ليشمل جميع أنحاء البلاد.
إعلان
أفاد بيان مشترك نقلته وكالات أنباء روسية أن روسيا وأمريكا أكدتا اليوم الاثنين (التاسع من أيار/ مايو 2016) التزامهما باتفاق وقف العمليات القتالية في سوريا. وأعلنت موسكو وواشنطن، اللتان رعتا اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا، في بيان نشر على موقع وزارة الخارجية الروسية أن "روسيا الاتحادية والولايات المتحدة مصممتان على مضاعفة الجهود من اجل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع السوري".
وحسب الخارجية الروسية فإن موسكو وواشنطن طالبتا "جميع الأطراف بوقف الهجمات على المدنيين والبنية الأساسية المدنية". وقال البلدان إنهما سيعملان على إقناع الأطراف المتحاربة في سوريا بالالتزام باتفاق وقف العمليات القتالية. وأفاد البيان "قررنا تأكيد التزامنا مجددا (بوقف إطلاق النار) في سوريا وتكثيف الجهود لضمان تنفيذه في أنحاء البلاد."
في غضون ذلك قالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرغي لافروف أبلغ نظيره الأمريكي جون كيري في مكالمة هاتفية اليوم الاثنين أنه يجب اتخاذ إجراءات لمنع وصول إمدادات "للمتطرفين" في سوريا عبر الأراضي التركية.
وأضافت الوزارة أن لافروف وكيري أكدا ضرورة أن تواصل الحكومة السورية المحادثات مع كل أطياف المعارضة. وذكرت أيضا أن المكالمة جاءت بمبادرة من الولايات المتحدة. بيد أنه لم ترد أية تأكيدات من الجانب الأمريكي حول ما ورد في هذه المكالمة والبيان المشترك حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
أ.ح/ع.ش (رويترز، أ ف ب)
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.