تغيرات مناخية وراء التقلبات الحادة في أحوال الطقس
٢٥ فبراير ٢٠١٤ بريطانيا معروفة بطقسها المتقلب ورياحها وأمطارها الشديدة، لكن رغم ذلك فإن موجة البرد والتساقطات المطرية التي اجتاحت المملكة المتحدة في الآونة الأخيرة دفعت بالكثير من البريطانيين للتساؤل عن السبب وراء هذا التغير المناخي المفاجئ الذي يشهده بلدهم.
وقد نشر مكتب الأرصاد الجوية البريطاني دراسة في هذا الخصوص، أكد فيها بأن شهري ديسمبر ويناير كانا الأبرد والأكثر تساقطا للأمطار منذ بداية رصد وقياس حالات الطقس.
وقد تسببت الأمطار الغزيرة والرياح القوية المصاحبة لها في ارتفاع علو الأمواج وحدوث فيضانات في الكثير من مناطق البلاد، نجمت عنها خسائر مادية وبشرية جسيمة.
آثار ظاهرة الاحتباس الحراري
إلى جانب بريطانيا تعاني أيضا كندا والولايات المتحدة من برودة شديدة لم يسبق لها مثيل، وقد أرجع خبراء الأرصاد الجوي ذلك للتقلبات المستمرة في التيار النفاث فوق المحيط الهادي وأمريكا الشمالية. وربطوها أيضا بالتساقطات المطرية الشديدة في أندونسيا وغرب المحيط الهادي الإستوائي. ويؤكد الأخصائيون على أن الطقس هو ظاهرة معقدة نظرا لترابط التيارات الجوية والبحرية مع بعضها البعض في جميع أنحاء العالم.
اعتبر المدير الاقتصادي السابق في البنك الدولي نيكولاس شترن التقلبات الشديدة التي شهدها الطقس في مختلف دول العالم في الآونة الأخيرة دليلا واضحا على التغيرات المناخية التي تعرفها الكرة الأرضية. وأضاف في هذا المقال، بأن المملكة المتحدة عاشت منذ عام 2000 أربعة فصول شتاء أكثر برودة منذ بداية قياس حالة الطقس.
وحسب شترن فإن الغلاف الجوي الدافئ يحتوي على رطوبة أكثر بالإضافة إلى ارتفاع منسوب مياه البحر الذي يؤدي بدوره للعواصف، وبذلك يزداد خطر حدوث الفيضانات في بريطانيا. وذكر الخبير في الأرصاد الجوية في مقاله معدل الحرارة القياسي في أستراليا والأرجنتين بالإضافة إلى فيضانات البرازيل وإعصار حيان الذي شهدته الفلبين العام الماضي. واعتبر ذلك جزءا من التغيير المناخي العالمي الذي "ليس من الحكمة تجاهله" كما يرى شترن.
وقد أرغمت التقلبات المناخية الأخيرة السياسيين أيضا لإعطاء أولوية لهذا الموضوع. وفي هذا الإطار طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الفرنسي فرنسوا أولاند باعتماد معاهدة جديدة للمناخ في المؤتمر الدولي للمناخ الذي ستحتضنه باريس 2015 وإدخالها حيز التنفيذ عام 2020.