تغير المناخ.. تدهور وذوبان قياسي للأنهار الجليدية في النمسا
١ أبريل ٢٠٢٣
النمسا تسجل أرقاما قياسية في تدهور أنهارها الجليدية، الأمر الذي يكشف دورا واضحا لآثار التغيّر المناخي الذي يعززه النشاط البشري. فيما تتصاعد مخاوف من اختفاء الأنهار الجليدية في النمسا خلال سنوات.
إعلان
شهدت الأنهار الجليدية في النمسا عام 2022 أسرع تدهور منذ بدء إحصاء البيانات المرتبطة بها قبل 132 عاماً، كما ذكر يوم الجمعة نادي جبال الألب النمساوي الذي دقّ في تقريره السنوي ناقوس الخطر بهذا الخصوص.
وأشار النادي الذي تضمن نتائجه في قواعد البيانات العالمية، إلى أنّ "الأنهار الجليدية النمساوية الـ89 التي تمت مراقبتها، خسرت في المتوسط 28,7 متر" من حجمها خلال العام الفائت، في رقم "يزيد عن التراجع المُسجَّل للعام 2021 بـ 2,6 مرة". وأكّد أنّ "التدهور مستمر بوتيرة سريعة، في وقت يشكّل فيه ما سُجّل رقماً قياسياً"، لافتاً إلى أنّ نهر شلاتنكيس الجليدي في تيرول، وهو "في حال تفكك"، خسر 89,5 متر من حجمه بعد تدهور بـ54,5 متر شهده في العام الفائت.
آثار التغيّر المناخي
وقال غيرهارد ليب، أحد المسؤولين في خدمة القياس، إنّ هذه الأرقام تكشف دوراً واضحاً لآثار التغيّر المناخي الذي يعززه النشاط البشري"، فيما ستؤدي هذه الآثار إلى اختفاء الأنهار الجليدية في النمسا "في العام 2075 على أبعد تقدير". وشدّد النادي على معارضته التوسع المستمر لمناطق التزلج على ثلاثة أنهار جليدية في المنطقة السياحية من تيرول.
ورُصد التدهور نفسه في مختلف أنحاء جبال الألب التي تضم أربعة آلاف من أصل 215 ألف نهر جليدي في العالم. وتتسبب ظاهرة تدهور الأنهار الجليدية بارتفاع مستوى البحار وعدم استقرار التضاريس الصخرية وزيادة الجفاف.
وستختفي نصف الأنهار الجليدية في العالم بحلول نهاية القرن الراهن بسبب التغير المناخي، كما ذكرت دراسة نشرتها مجلة "ساينس" المرموقة في يناير (كانون الثاني)./يناير.
ر.ض/ ع.ج (أ ف ب)
علماء في سباق مع ذوبان الأنهار الجليدية لمعرفة تاريخ المناخ
في الوقت الذي تواصل فيه الأنهار الجليدية الذوبان بسرعة في مناطق متفرقة حول العالم، يخوض علماء في النمسا سباقاً ضد الزمن بهدف دراسة هذه الأنهار والتعرف أكثر على طبيعة المناخ في القرون الماضية.
صورة من: Reuters/L. Niesner
خلابة ومُهددة..
تحيط الجبال المغطاة بالثلوج "كاونرتال" في غرب النمسا. وتعتبر الأنهار الجليدية في جبال الألب حساسة بشكل خاص للغاية للتغيرات المناخية، إذ تتقلص بسرعة كبيرة بالمقارنة مع باقي الأنهار الجليدية الأخرى.
صورة من: Reuters/L. Niesner
زاخرة بالمعلومات..
تعد الأنهار الجليدية بمثابة أرشيف كبير يحتوي على معلومات عن المناخ في القرون الماضية. وتعمل الباحثة أندريا فيشر (الصورة) على استكشاف هذه المعلومات مع فريقها منذ عدة سنوات.
صورة من: Reuters/L. Niesner
وظيفة متنقلة
من أجل القيام بأبحاثهم، يحفر العلماء بعمق كبير في جليد الأنهار الجليدية، حيث أقام العلماء معسكرهم الأساسي هنا، وذلك رغم البرد والثلوج، كما توضح الصورة الملتقطة من على ارتفاع يبلغ حوالي 3526 متراً.
صورة من: Reuters/L. Niesner
نفق في الماضي
في داخل الأنهار الجليدية، يبحث العلماء عن الجليد القديم. بيد أن العلماء فشلوا في إيجاد شيء جديد لأن هذا الجليد القديم قد ذاب بالفعل. وتقول العالمة أندريا فيشر "نحن الآن في حوالي عام 1920، في حين ضاعت البقية بالفعل. كل شيء من 1920 إلى اليوم".
صورة من: Reuters/L. Niesner
جليد قديم- مناخ قديم
تعتقد العالمة فيشر أن الجليد يمكن أن يتراوح عمره بين 3000 و 5000 سنة. كما توجد معلومات مفصلة عن توزيع هطول الأمطار. ويتم ضغط الثلج هنا (الصورة)، كما أنه يمكن كذلك تحديد كمية تساقط الثلوج في كل سنة.
صورة من: Reuters/L. Niesner
قياس دقيق
قام الباحثون من معهد إنسبروك الألماني بالحفر في بعض الأنهار الجليدية، بهدف الحصول على بعض العينات. فالطبقات السفلية معبأة بكثافة أكبر من الطبقات العليا، وهو ما يعني أن متراً واحداً من الجليد قد يحتوي على بيانات تخص آلاف السنين. وتقول العالمة فيشر "لكن ليس لدينا الكثير من الوقت".
صورة من: Reuters/L. Niesner
استعمال معدات ثقيلة
يستخدم العالم باسكال بوهليبر من المعهد النمساوي المتخصص في أبحاث الجبال منشاراً كهربائياً، من أجل قطع عينات جليدية من نهر "شوفيلفرنر" الجليدي. ويتم نقل هذه العينات بواسطة طائرة هليكوبتر إلى المختبر.
صورة من: Reuters/L. Niesner
تحديد عمر الجليد
ما هو عمر الجليد؟ يمكن الإجابة عن هذا السؤال في المختبر، وذلك باستخدام الليزر بالأشعة تحت الحمراء، حيث يستخرج العلماء الغاز من فقاعات الهواء المحبوسة في الجليد. وبناء على تركيز هذا الغاز يمكن للعلماء تحديد عمر الهواء، وبالتالي عمر الجليد.
صورة من: Reuters/L. Niesner
سباق مع الزمن
في الوقت الذي تذوب فيه الأنهار الجليدية بسرعة كبيرة، لم يعد لدى الباحثين الكثير من الوقت من أجل جمع المعلومات، والتي تكتسي أهمية كبيرة للغاية بالنسبة للعلماء. إعداد: مارتن مونو/ر.م