تفاؤل المحافظين وخيبة أمل الاشتراكيين الألمان بنتائج الانتخابات الأوروبية
٩ يونيو ٢٠٠٩تباينت ردود أفعال الأحزاب الألمانية الكبيرة إزاء النتائج التي حققتها في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت نهاية الأسبوع الفائت على مستوى ألمانيا، وأسفرت عن تقدم التحالف المسيحي الذي تنتمي إليه المستشارة أنجيلا ميركل، فقد حقق الأخير نسبة حوالي 38 بالمائة من الأصوات مقابل أكثر من 44.5 بالمائة في الدورة السابقة، أما حصة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم فقد تراجعت بصورة أكبر من المتوقع، إذ بلغت نسبة حوالي 21 بالمائة.
ازدياد شعبية الأحرار وحزب اليسار
وفي الوقت الذي تراجعت فيه شعبية الحزبين الرئيسيين كشفت الانتخابات عن ازدياد شعبية أحزاب المعارضة الصغيرة، إذ فاز الديمقراطيون الأحرار بنسبة 11 بالمائة من الأصوات، أي بزيادة نسبتها 4.9 بالمائة مقارنة بانتخابات 2004 . وحافظ حزب الخضر على موقعه بحصوله على 12.1 بالمائة من الأصوات، فيما ارتفعت نسبة تأييد حزب "اليسار" إلى 7.5 بالمائة منها. وشارك في انتخابات أمس 43 بالمائة من إجمالي من يحق لهم التصويت في ألمانيا وهي نفس المشاركة التي شهدتها انتخابات عام 2004 تقريبا.
وكما هو عليه الحال على الصعيد الألماني أظهرت نتائج الانتخابات على الصعيد الأوروبي أن أكبر كتل المحافظين "حزب الشعب الأوروبي" حافظ على مركزه كأكبر قوة في البرلمان الأوروبي للدورة الثالثة إذ حصل على 267 مقعدا، أي نحو 36,3 بالمائة من الأصوات. وتمثل هذه النسبة انتصارا على الحزب الاشتراكي الأوروبي ثاني أكبر الكتل البرلمانية الذي حصد 159 مقعدا فقط، أي 21.6 بالمائة من الأصوات.
المحافظون متفائلون بالفوز في انتخابات البرلمان الألماني
وفي تعليقها على نتائج الانتخابات رأت ميركل أن نتائجها ستزيد من فرص نجاح التحالف المسيحي المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه ميركل والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري في الانتخابات البرلمانية الألمانية المقررة الخريف المقبل. وقالت ميركل يوم الاثنين (8 يونيو/حزيران 2009) عقب المشاورات التي أجراها قادة حزبها لتقييم نتائج الانتخابات، إنه بالرغم من أن انتخابات البرلمان الأوروبي ليست اختبارا للانتخابات البرلمانية المقبلة في ألمانيا إلا أنها توضح الاتجاه المؤيد للمحافظين.
في هذا السياق قال فولكر كاودر رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي في تصريحات لإذاعة بافاريا: "نرى في نتائج الانتخابات فرصة واضحة لتشكيل حكومة مع الحزب الديمقراطي الحر عقب الانتخابات البرلمانية العامة في أيلول/ سبتمبر المقبل". وفي الوقت نفسه أكد ديرك نيبل الأمين العام للحزب الديمقراطي الحر، الأوفر حظا للدخول في ائتلاف حاكم مع التحالف المسيحي، في تصريحات "للقناة الأولى/ إيه آر ديه ARD" إنه لا يرى إمكانية دخول حزبه في تحالف سوى مع التحالف المسيحي.
الاشتراكيون يشعرون بالحيرة
أما بير شتاينبروك وزير المالية الأماني ونائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي فعبر عن حيرته إزاء النتائج السيئة التي مني بها حزبه في انتخابات البرلمان الأوروبي. وقال شتاينبروك في تصريحات لـلقناة الأولى إستراتيجية الاشتراكيين الديمقراطيين في المعركة الانتخابية لم تكن جيدة "بالشكل الذي كنا نتخيله". كما دعا حزبه إلى ضرورة مواجهة ما أسماه خيبة الأمل والإحباط في إشارة إلى تحديات الانتخابات البرلمانية القادمة على مستوى ألمانيا.
(ه ع ا/د ب ا/ا ف ب/ا ف ب)
تحرير: ابراهيم محمد