تفاؤل حذر بقرب توصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق هدنة في غزة
١٧ ديسمبر ٢٠٢٤
بعد أشهر من الجمود، يبدو أن إسرائيل وحماس تقتربان من التوصل إلى وقف لإطلاق النار لإنهاء الحرب المستمرة منذ 14 شهرا. واستأنف الوسطاء جهود الوساطة في الأسابيع الأخيرة، وأفادوا بوجود استعداد أكبر من الجانبين لإبرام اتفاق.
إعلان
تشير التصريحات الحذرة الواردة من إسرائيل وحماس إلى إمكانية التوصل قريبا إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار في غزة. وفي تنازل رئيسي، قال مسؤولون في حماس إنهم مستعدون لإبداء المزيد من "المرونة" بشأن توقيت انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
وقالت حركة حماس اليوم الثلاثاء (17 كانون الأول/ ديسمبر 2024) إنه من الممكن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة ما لم تضع إسرائيل شروطا جديدة. وأفادت في بيان مقتضب "في ظل ما تشهده الدوحة اليوم من مباحثات جادة وإيجابية برعاية الإخوة الوسطاء القطري والمصري فإن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ممكن إذا توقف الاحتلال عن وضع شروط جديدة".
ومع ذلك، حذر المسؤولون من جميع الأطراف من أن هناك تفاصيل أساسية لا تزال بحاجة إلى الحل. ولكن هناك شعور عام بالتفاؤل كان مفقودا منذ عدة أشهر.
وفي الولايات المتحدة، قال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض في مقابلة مع قناة فوكس نيوز "نعتقد، وقد قال الإسرائيليون ذلك، أننا نقترب، ولا شك في ذلك. نعتقد ذلك، لكننا أيضا حذرون في تفاؤلنا". وأضاف "كنا في هذا الموقف من قبل حيث لم نتمكن من الوصول إلى خط النهاية".
وأشارت كل من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المنتهية ولايته والإدارة القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى رغبتهما في إتمام الاتفاق قبل حفل التنصيب في 20 يناير/كانون الثاني. وبحسب مسؤولين مصريين وآخرين في حماس، فإن الاتفاق سينفذ على مراحل ويشمل وقفا للقتال، وتبادلا للرهائن الإسرائيليين المحتجزين مقابل معتقلين فلسطينيين، وزيادة في المساعدات المقدمة إلى قطاع غزة. وتقول إسرائيل إن حماس لا تزال تحتجز 100 رهينة، يعتقد أن أكثر من ثلثهم قد لاقوا حتفهم.
جهود من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار في قطاع غزة
02:12
إسرائيل تعتزم الحفاظ على السيطرة الأمنية
من ناحية أخرى قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الثلاثاء، إن بلاده تعتزم الحفاظ على "السيطرة الأمنية" في قطاع غزةحتى بعد وقف إطلاق النار. ويعني ذلك أنه بعد تفكيك القدرات العسكرية والإدارية لحركة حماس، سيحتفظ الجيش الإسرائيلي "بحرية التصرف الكاملة"، على غرار الوضع في الضفة الغربية، وذلك بحسب ما نشره كاتس على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي. وقال كاتس: "لن نتسامح مع أي منظمة إرهابية من قطاع غزة تكون ضد المجتمعات الإسرائيلية والمواطنين الإسرائيليين"، مضيفا: "لن نسمح بالعودة إلى الواقع السابق للسابع من أكتوبر/ تشرين الأول (من عام 2023)".
إعلان
ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ماذا يتضمن الاتفاق المرتقب؟
فيما يلي نظرة أقرب على الاتفاق الناشئ الذي يتم التفاوض عليه، وفقا للمسؤولين الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم نظرا لمناقشتهم مفاوضات خلف أبواب مغلقة.
المرحلة الأولى
ستستمر من ستة إلى ثمانية أسابيع. وخلال هذه الفترة، ستفرج حماس عن حوالي 30 رهينة، أي ما يقارب نصف عدد الذين يعتقد أنهم على قيد الحياة، ومن بينهم ثلاثة أو أربعة مواطنين يحملون جنسية مزدوجة أمريكية-إسرائيلية. من جانبها، ستفرج إسرائيل عن مئات المعتقلين الفلسطينيين، بما في ذلك ما يصل إلى 100 شخص يقضون أحكاما طويلة بتهمة التورط في هجمات دموية.
ضغوط متزايدة في إسرائيل لعقد اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن في غزة
02:47
This browser does not support the video element.
زيادة المساعدات:
يدعو الاتفاق إلى زيادة ضخمة في المساعدات إلى غزة، التي غرقت في أزمة إنسانية خلالالحرب المستمرة منذ 14 شهرا. ويقدر أن 90 بالمائة من سكان غزة البالغ عددهم 2,3 مليون نسمة قد نزحوا، في كثير من الحالات عدة مرات، ويشير عمال الإغاثة إلى انتشار الجوع الشديد في أنحاء القطاع. ومن المتوقع أن تتضمن هذه الزيادة إعادة فتح معبر رفح مع مصر، الذي أغلق منذ أن غزت القوات البرية الإسرائيلية بلدة الحدود الجنوبية في مايو/أيار.
انسحاب القوات الإسرائيلية:
خلال المرحلة الأولى، ستنسحب القوات الإسرائيلية من بعض المراكز السكانية الفلسطينية، مما سيسمح لعدد كبير من الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم. لكن القوات الإسرائيلية لن تغادر غزة بالكامل في هذه المرحلة، حيث ستبقى متمركزة على طول ممر فيلادلفيا - وهو شريط استراتيجي من الأرض على حدود غزة مع مصر.
إنهاء الحرب:
خلال وقف مرحلة إطلاق النار الأولي، سيواصل الطرفان المفاوضات بشأن اتفاق دائم يشمل إنهاء الحرب، وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين والجثث التي تحتجزها حماس. وستبدأ المحادثات حول الترتيبات النهائية لغزة، بما في ذلك تحديد الجهة التي ستتولى إدارة القطاع وخطط إعادة إعمار القطاع.
ع.ج/ ع.ج.م/خ.س (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance