1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تفاؤل حذر في ملتقى برلين لتشجيع الاستثمار في تونس

٧ أكتوبر ٢٠١١

يعلق رجال أعمال وخبراء اقتصاديون آمالا على نمو الاستثمارات الألمانية في تونس. لكنهم يعتقدون أن نتائج الانتخابات المقبلة ستكون إشارة حاسمة لتعزيز هذا التفاؤل " الحذر"كما يقول مشاركون في ملتقى اقتصادي عقد الخميس في برلين.

صورة من الارشيف لمعرض تونسي أقيم في برلينصورة من: DW/Tarek Anegay

استضافت العاصمة الألمانية برلين يوم الخميس( 6 أكتوبر/تشرين 2011) الملتقي الاقتصادي الألماني التونسي الذي أقيم تحت عنوان "تونس جديدة..إمكانيات جديدة" وشارك فيه عدد من السياسيين ورجال الأعمال الألمان والتونسيين لبحث سبل التعاون بين كلا البلديين في ظل التغيرات التى تشهدها تونس والعالم العربي. وذلك بحضور وزير الصناعة التونسي عبد العزيز الرصاع وزير الاقتصاد الألمانى إرنست بورغباخر Ernst Burgbacher.

وقد خصص حيز مهم من فعاليات الملتقي لقضايا التعاون والاستثمارات في المجالات الاقتصادية خصوصاً مجال الطاقة المتجددة، حيث عرض الجانب التونسي الفرص الواعدة في سوق الطاقة المتجددة في تونس والخطوات التى قطعتها تونس في هذا المجال، وقدمت الشركات الألمانية العاملة في السوق التونسي شرحاً لتجربتها في تونس بهدف توضيح طبيعة السوق التونسي للشركات ورجال الأعمال المهتمين بالاستثمار في السوق التونسي.

تفاؤل حذر قبل موعد 23 اكتوبر

هذيلي عكرمي رجل أعمال وخبير في ميدان الطاقة الشمسيةصورة من: Hedhili Akermi

عبد الله بوعسكر أحد المشاركين في الملتقي وصفه ب"الإيجابي"، ويري أن أفضل ما فيه كمية المعلومات التى نجح الجانب التونسي في تقديمها للجانب الألمانى عن طبيعة السوق التونسي، إلي جانب تعريف الشركات الألمانية بإمكانياتها وقدراتها من خلال التكنولوجيا على دعم قطاع الطاقة المتجددة في تونس. كما عبر بوعسكر في حوار مع دويتشه فيله، عن ارتياحه للحماس الذي أبداه رجال الأعمال والرسميون الألمان للاستثمار في تونس خصوصاً بعد الثورة التونسية التى تلقي تأييداً كبيرا في الأوساط السياسية والاقتصادية بالمجتمع الألمانى .

يقيم بوعسكر في ألمانيا منذ 38 عاماً حيث يمتلك شركة متخصصة في مجال التقنيات الطبية، ورغم سعادته بالثورة التونسية إلا أنه يبدى قلقه من الاستثمار الآن في تونس مفضلاً الانتظار حتى يوم 23 أكتوبر الموعد المحدد لانتخابات المجلس التأسيسي الذي سيضع دستورا للبلاد، ومن المتوقع أن تحدد الكثير من ملامح مستقبل الحياة الاقتصادية والسياسية التونسية. يخشى بوعسكر من مما يصفهب" مخاطر هيمنة حزب النهضة التونسي على البرلمان التونسي المقبل" ويخشى أن يؤدي ذلك إلى "تحطيم الاقتصاد التونسي" وسيؤثر في رأيه على مستقبل العلاقات التونسية الأوروبية وبالتالى على حجم الاستثمارات الأوروبية في السوق التونسي. "أنا لست ضد حزب النهضة أو أى حزب آخر." يقول "بوعسكر" موضحاً أن ما يخشاه ليس فوز حزب النهضة، بل فوزه بأغلبية ساحقة. ويتمنى "بوعسكر" أن يأتى البرلمان التونسي الجديد معبراً عن التنوع الاجتماعي والسياسي للثورة التونسية بحيث تكون جميع الأحزاب التونسية ممثلة فيه دون حصول أى حزب على الأغلبية المطلقة.

"البيروقراطية وعقليات قديمة" تعرقل نمو الطاقة المتجددة

ألمانيا تنفذ مشاريع للطاقات المتجددة في مناطق صحراوية بتونسصورة من: Heiner Engel

ومن جهته يرى رجل الأعمال والخبير الألماني من أصل تونسي، في مجال الطاقات المتجددة، هذيلي عكرمى، ان سوق الطاقات المتجدد في تونس واعدة وهو يشهد تسحنا ملحوظا رغم وجود بعض العقبات والتحديات، أبرزها احتياج السوق في تونس لاستثمار قوى قادر على دفع سوق الطاقة المتجددة في تونس خطوات أقوى نحو الأمام.

وأوضح عكرمى في حوار مع دويتشه فيله، أهمية الطاقة المتجددة بالنسبة للاقتصاد التونسي قائلا: "تونس بلد مساحاته صغيرة وثرواته الطبيعية محدودة جدا، والاعتماد على مصادر كالغاز الطبيعي أو البترول مكلف جداً، وبالتالى فان الطاقة المتجددة لتونس ليست فقط خيارا بيئيا بل أيضاً خيار اقتصادى".

ويقول هذيلي أن التونسيين واعون لالخبرات والتكنولوجيا المتقدمة التي يمكن أن تقدمها ألمانيا للاقتصاد التونسي، لكن اجتذاب المستثمرين الألمان والاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة يتطلب بذل جهود اضافية. مشيرا في هذا الصدد أن شركات ومؤسسات ألمانية نفذت في الفترة السابقة مشاريع في مجال الطاقة المتجددة بتونس مثلا بالتعاون مع الشركة التونسية للكهرباء والغاز (ستاغ)، لكن هذا القطاع واعد ويمكن تنميته بشكل أكبر.

هذيلي عكرمي: تونس بحاجة للخبرة التكنولوجية الألمانيةصورة من: Hedhili Akermi

ويعيش عكرمى في ألمانيا منذ أربعة عقود وقد أنشأ مع شركاء ألمان شركة تعمل في مجال الطاقة المتجددة في منطقة دورتموند، ورغم تحمسه لسوق الطاقة المتجددة في تونس إلا أنه يري أن هناك بعض العقبات أمام توسع هذا السوق في البلاد. فهناك مشكلة خاصة بالثقافة حيث لا تزال الطاقة المتجددة كثقافة ونمط حياة ليست منتشرة بالقدر الكافي في المجتمع التونسي. وهو الأمر الذي سيتطلب تغييره وقتا أطول.

أما العائق الأكبر أمام توسع سوق الطاقة المتجددة في تونس، برأي هذيلي، فيتعلق بالبيروقراطية الإدارية، فرغم وجود القوانين الجاذبة للاستثمارات الأجنبية إلا أن معظم هذه القوانين غير مفعلة، وعملية تأسيس شركة أو ممارسة نشاط تجاري في تونس يتطلب سلسلة من الإجراءات الإدارية والقانونية الطويلة التى تستغرق في بعض الحالات أكثر من شهرين الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى انصراف المستثمر الأجنبي.

وفد اقتصادي ألماني يزور تونس قريبا

الطاقات المتجددة تساعد تونس على الحفاظ على نقاوة بيئتها وتنمية اقتصادهاصورة من: Sarah Mersch

وأكد مشاركون في ملتقى برلين أن الهدف الأساسي منه هو التعريف وتكوين شبكات من العلاقات بين رجال الأعمال الألمان والتونسيين، وهو بمثابة خطوة أولى تسبق الزيارة المرتقبة لوزير الإقتصادى الألماني مع وفد من رجال الأعمال في 28 نوفمبر المقبل.

ويُنظر باهتمام خاص لدور الخبراء التونسيين المقيمين في ألمانيا للعب دور في تقريب أوساط المال والأعمال الألمانية من نظرائهم في تونس، وسيشارك هذيلى عكرمى وعبد الله بوعكسر في تلك الزيارة إلى بلدهم الأم تونس حيث يأملان أن تؤدي نتائج الانتخابات المقبلة إلى خلق أجواء ايجابية تشجع الاستثمار في تونس. وأشار عكرمى إلى أهمية أن تفضي الانتخابات المقبلة إلى برلمالن وحكومة تضع في أولوياتها ملف الاستثمار ودعم قطاع الطاقة المتجددة، وتسعى لتدعيم التعاون مع الدول الغربية والأوروبية بشكل خاص في المجالات الاقتصادية المختلفة وعلى رأسها قطاع الطاقة المتجددة.

أحمد ناجي

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW