تفاؤل قطري ومقترح أمريكي.. إلى أين وصلت محادثات الهدنة؟
٨ أبريل ٢٠٢٤
على خلاف الحذر السائد، بدت قطر متفائلة هذه المرة متحدثة عن وجود مقترح جديد في محادثات القاهرة ربما يجسر الفجوة القائمة بين الطرفين المتعارضين. فإلى أين وصلت محادثات إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق نار في قطاع غزة؟
إعلان
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد محمد الأنصاري، في مقابلة مع شبكة "بي بي سي" البريطانية نشرتها في موقعها الإلكتروني، إنّ قطر تشعر بالتفاؤل جراء الاقتراح الجديد.
وأضاف الأنصاري: "إذا سألتموني ما إذا كنت أكثر تفاؤلا اليوم مما كنت قبل يومين، أقول نعم". وتابع أن إسرائيل وحركة حماس تبحثان عن كثب العرض الأحدث.
وذكر الأنصاري، وهو مستشار أيضاً لرئيس الوزراء القطري، أن هناك العديد من المقترحات على مائدة المفاوضات الآن، بما في ذلك اقتراح أمريكي جديد. وأوضح أن ضغطاً من الولايات المتحدة سوف يكون عاملاً أساسياً في نجاح أي محادثات.
ولم يتطرق الأنصاري إلى تفاصيل بشأن المحادثات، ولكنه قال إنه يحدوه الأمل في أن يتوصلوا قريباً إلى اتفاق في المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار على ثلاث مراحل، وأن المرحلة الأولى تركز في المقام الأول على القضايا الإنسانية.
وذكر: "نحن بأية حال في الأمتار الأخيرة من المحادثات". واستطرد أن قطر تشعر بالتشجيع جراء زيادة المساعدات التي تدخل غزة، ولكنها لاتزال غير قريبة من الكميات المطلوبة".
حركة حماس متحفظة ونتنياهو يحدد موعد اجتياح رفح
بيد أنّ مسؤولاً في حركة حماس قال لرويترز إنه لم يُحرز أي تقدم في محادثات وقف إطلاق النار بالقاهرة، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحديد موعد لاجتياح رفح، الملاذ الأخير للفلسطينيين النازحين في غزة.
وأضاف المسؤول في حماس، الذي طلب عدم نشر اسمه، لرويترز أنه ليس هناك أي تغيير في مواقف إسرائيل و"لذا لا جديد في مفاوضات القاهرة، ولا يوجد تقدم حتى اللحظة".
من جانبه قال نتنياهو اليوم الاثنين إنه تلقى تقريراً مفصلاً عن سير المحادثات في القاهرة، وجاء ذلك بعد يوم من انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق في جنوب غزة.
وأضاف نتنياهو: "نعمل دون كلل لتحقيق أهدافنا، وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع رهائننا وتحقيق النصر التام على حماس". وتابع قائلاً: "هذا النصر يتطلب الدخول في رفح والقضاء على كتائب الإرهاب هناك.. سيحدث ذلك.. جرى تحديد موعد".
هل هناك تقدم حقا؟
من جانبه قال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في أقرب وقت ممكن لأنه سيؤدي أيضاً إلى وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع تقريباً.
تحسبا لاجتياح رفح: مصر تطلب دعم واشنطن لتحصين حدودها مع غزة
29:16
وذكر كيربي أن حركة حماس، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، تدرس الآن مقترحاً جديداً.
وكان مصدر مصري رفيع المستوى قد صرح أن بلاد ه تؤكد استمرار جهود الوصول لاتفاق هدنة في قطاع غزة، مع تقدم ملحوظ في التوافق حول العديد من النقاط الخلافية.
وكشف المصدر، في تصريح لـقناة "القاهرة الإخبارية" نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين (الثامن من أبريل/ نيسان 2024)، ولفت المصدر إلى أنّ جولة المفاوضات بالقاهرة تشهد تقدمًا كبيرًا في تقريب وجهات النظر. وقال مصدران أمنيان مصريان إن تقدما أُحرز في محادثات القاهرة.
وذكر المصدران أن الجانبين قدما تنازلات قد تساعد في تمهيد الطريق للتوصل إلى هدنة من ثلاث مراحل تشمل تحرير كل من تبقى من الرهائن الإسرائيليين ومناقشة وقف طويل الأمد لإطلاق النار في المرحلة الثانية.
وأضافا أن التنازلات تتعلق بتحرير الرهائن الإسرائيليين وبمطالبة الحركة الفلسطينية بعودة السكان النازحين إلى شمال غزة. وكشفا عن اقتراح الوسطاء بأن تراقب قوة عربية عملية العودة في وجود قوات أمنية إسرائيلية ستنسحب لاحقا.
ع.ح/أ.ح (د ب أ، رويترز)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance