تفادي إغلاق معبر برينر إنقاذ لرمزية الوحدة الأوروبية
وكالات/ م.أ.م١٤ مايو ٢٠١٦
تراجعت الحكومة النمساوية عن فرض إجراءات مراقبة حدودية عند ممر برينر، أحد نقاط العبور الرئيسية إلى إيطاليا، بعدما كانت تعتزم القيام بذلك للحد من تدفق محتمل للمهاجرين. وكان من المقرر أن ينفذ هذا المشروع نهاية الشهر الحالي.
إعلان
أقر وزير الداخلية النمساوي الجديد فولفغانغ سوبوكتا في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي أنجيلينو الفانو في برينر بأن إجراء بناء سياج على معبر برينر الحدودي مع إيطاليا للحد من تدفق اللاجئين غير مبرر "في الوقت الراهن"، لافتا إلى أن "عدد المهاجرين غير الشرعيين يكاد يكون معدوما في الأسابيع الأخيرة".
وبذلك يكون وزير الداخلية النمساوي قد ساهم في تخفيف التوتر الذي خيم على العلاقات الثنائية النمساوية الإيطالية في الفترة الأخيرة، حيث وصف رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي مساعي فيينا فرض مراقبة حدوديو على معبير برينر بـ"الحملة خطيرة"، متهما الحكومة النمساوية بـ"المراهنةعلى بث الخوف".
وتعود أسباب القلق الإيطالي إلى كون "معبر برينر يرمز إلى أوروبا"، كما يقول عمدة بلدية برينر فرانتس كومباتشير الذي يعتبر قرار إلغاء إجراءات المراقبة على الحدود في منطقة تيرول النمساوية الإيطالية بمثابة هدية أوروبية لسكان تلك المنطقة، تعادل في مستواها فرحة الألمان بإعادة توحيد شطري ألمانيا. ويقول العمدة كومباتشير إن معبر برينر "جسد دوما قوة المصالحة الكامنة في فكرة الوحدة الأوروبية".
معبر برينر، والرمزية الأوروبية
من جهته، اعتبر لوكا كريتلي من الحكومة المحلية في تيرول الجنوبية أن تفكير النمسا في بناء سور على معبر برينر الحدودي مبالغ فيه ويعود لأسباب سياسية داخلية فجرت جدلا حول مراقبة الحدود في جبال الألب. وأكد كريتلي أن فكرة بناء سياج في المنطقة يعبر عن حماقة، ملاحظا أن "غالبية اللاجئين يحاولون عبور الحدود على متن القطار، ولذلك فإن الجدار لا علاقة له بذلك، كما سيكون ذلك الحاجز عبارة عن مغناطيس لمظاهرات احتجاجية".
كما حذر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بدوره من أن إغلاق النمسا لحدودها مع ايطاليا عند ممر برينر للتصدي لتدفق اللاجئين، وقال إن ذلك سيشكل "كارثة سياسية" لأوروبا. فيوميا تمر نحو 2500 شاحنة و15 ألف سيارة عبر نفق برينر، المحور الاقتصادي الأساسي الذي يربط ايطاليا وأوروبا الشمالية. كما يعبر النفق أيضا مئات الآلاف من السياح القادمين من ألمانيا وأوروبا الشمالية لتمضية عطلة الصيف في إيطاليا.
ويذكر أنه في عام 2015 عبر النمسا - التي تقع عند مفترقين رئيسيين لطرق الهجرة إلى أوروبا، البلقان وإيطاليا- مئات آلاف اللاجئين في طريقهم إلى دول الشمال، واستقبلت النمسا نفسها 90 ألفا منهم. وقد حددت فيينا سقفا لاستقبال 37.500 طالب لجوء خلال عام 2016، حتى الآن وصل منهم نحو النصف العدد.
النمسا تقر بفاعلية التدابير الإيطالية
وكانت المفوضية الأوروبية قد وافقت قبل فترة وجيزة على تمديد فترة العمل بإجراءات المراقبة على الحدود بين النمسا وألمانيا وبلدان أوروبية أخرى باستثناء معبر برينر. وسيكون على النمسا أن تبلغ أولا عن القيام بمثل هذا الإجراء قبل تنفيذه، غير أن خبراء القانون أنه لن يكون باستطاعة السلطات الأوروبية أن تمنع فيينا من القيام بإجراءات المراقبة إن هي قررت ذلك مستقبلاً.
موجة اللاجئين ـ من البدايات إلى الوقت الراهن
أدى فتح ميركل الباب للاجئين إلى إحداث انقسام في أوروبا. وبعد أن بلغت أزمة اللاجئين ذروتها، جاء الاتفاق التركي-الأوروبي ليضع حداً لها. رافقونا في هذه الرحلة المصورة لنتعرف على الأزمة منذ بداياتها وحتى اللحظة.
صورة من: Reuters/Y. Herman
25 آب/أغسطس 2015: ألمانيا تعلق تنفيذ اتفاق دبلن فيما يخص اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إرجاع طالب اللجوء إلى أول دول أوروبية دخلها وبصم فيها على طلب لجوئه.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Reinhardt
31 آب/أغسطس 2015: المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تقول إن التغلب على موجة اللجوء هي "مهمة وطنية كبيرة"، وتصر على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة".
صورة من: Reuters/H. Hanschke
الخامس من أيلول/سبتمبر 2015: تخشى ميركل من مأساة تحل بآلاف اللاجئين في بودابست، بسبب الظروف السيئة هناك. وبناء عليها تقرر هي والحكومة النمساوية: ستستقبل ألمانيا والنمسا أولئك اللاجئين. وعند وصولهم ألمانيا استقبلوا بالترحاب.
صورة من: DW/D. Hirschfeld
23 أيلول/سبتمبر 2015: رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي يقررون زيادة المساعدة المالية لمواجهة أزمة اللاجئين بمقدار مليار وتوزيع 160 ألف لاجئ على دول الاتحاد الأوروبي. غير أن ذلك لم يخفف الحمل بشكل كبير عن ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa
24 أيلول/سبتمبر 2015: الحكومة الاتحادية الألمانية تزيد الدعم للولايات والبلديات بشكل كبير لتتمكن هذه من مواجهات تبعات أزمة اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
15 تشرين الأول/أكتوبر 2015: البرلمان الاتحادي الألماني (البوندستاغ) يقر قانونا جديدا للجوء. وحسب القانون فقد تم اعتبار كل من ألبانيا وكوسوفو والجبل الأسود دولا آمنة.
صورة من: DEUTSCHER BUNDESTAG /Achim Melde/Lichtblick
الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر 2015: اتفق الائتلاف الحاكم برئاسة ميركل وبعد خلافات طويلة على مراكز خاصة لإيواء اللاجئين الذين تكون فرص قبول لجوئهم ضعيفة. وحسب "حزمة القوانين الثانية" سيتم تسريع إجراءات اللجوء وتقييد لم الشمل لمن يتمتعون بحماية من الدرجة الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
20 تشرين الثاني/نوفمبر 2015: في مؤتمر الحزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" في ميونيخ ميركل ترفض بشدة تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح بدخولهم إلى ألمانيا، وفق ما طالب به زعيم الحزب ورئيس وزراء ولاية بافاريا هورست زيهوفر.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
التاسع من آذار/مارس 2016: بعد سلوفينيا وكرواتيا وصربيا، مقدونيا تغلق حدودها بوجه اللاجئين. وبذلك ومن الناحية العملية تم إغلاق طريق البلقان. وبعد إغلاق طريق البلقان علق الآلاف من اللاجئين عند الشريط الحدودي في مدينة أدوميني اليونانية.
صورة من: Reuters/M. Djurica
18 آذار/مارس 2016: الاتحاد الأوروبي وتركيا يتوصلان إلى اتفاق يتم بموجبه إعادة اللاجئين الواصلين بشكل غير شرعي إلى اليونان بعد تاريخ 20 مارس إلى تركيا. بمقابل كل سوري يتم إرجاعه إلى تركيا سيستقبل الاتحاد الأوربي سوريا آخر من تركيا. وقد وضع الاتحاد الأوروبي سقفا أعلى لعدد الذين سيستقبلهم برقم 72 ألف.
صورة من: Reuters/Y. Herman
الرابع من نيسان/ إبريل 2016: حسب الاتفاق الأوربي-التركي بدأ إرجاع اللاجئين من اليونان إلى تركيا وكذلك بدأ نقل اللاجئين السوريين من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. ووصلت الدفعة الاولى إلى مطار هانوفر بألمانيا.
صورة من: DW/A. Lekas Miller
السادس من نيسان/ إبريل 2016: قدمت المفوضية الأوروبية مقترحات لتشديد قوانين اللجوء كوضع آلية لإعادة توزيع طالبي اللجوء من دول الحدود إلى مناطق أخرى داخل الاتحاد الأوروبي. كذلك تأسيس نظام جديد يتجاهل المكان دخول اللاجئين إلى دول الاتحاد ويعيد توزيعهم وفقا "لنظام توزيع دائم".
صورة من: Reuters/Y. Herman
12 صورة1 | 12
يشار إلى أنه وصل نحو 31 ألفا و250 مهاجرا إلى إيطاليا منذ بداية العام انطلاقا من السواحل الإفريقية، لكن أي تدفق ملحوظ لم يسجل عند الحدود النمساوية الإيطالية.وأعربت روما أمس الجمعة عن "رضاها" لكون النمسا أقرت بفاعلية التدابير الوقائية لإيطاليا في هذا الملف.
وفي بادرة لمعالجة مسألة الهجرة المتزايدة، أعلن وزير الخارجية الايطالية باولو جنتيلوني في وقت سابق عن عقد اجتماع في الـ 16 من مايو الجاري في فيينا، يحضره "كبار" المسؤولين الإقليميين والدوليين، من اجل دعم "تثبيت الاستقرار" في ليبيا. وقال الوزير لصحفيين انه دعا تونس إلى المشاركة في "اللقاء الذي سنعقده في فيينا، بين وزراء خارجية كبرى بلدان المنطقة... وابرز المسؤولين الدوليين".