الرواية السعودية..هكذا قتل خاشقجي وولي العهد لا صلة له
١٥ نوفمبر ٢٠١٨
لأول مرة يُكشف النقاب عن رواية المحققين السعوديين في مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول مطلع تشرين أول/أكتوبر. الرواية السعودية لا تبتعد كثيرا عن التسريبات التركية المعروفة لكنها تختلف معها في نقاط أساسية.
إعلان
مسائية DW: قتل خاشقجي.. رواية جديدة وتركيا تلوح بتحقيق دولي
35:45
قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، وقطّعت جثته، ثم سلّمت الى "متعاون" محلي، بحسب ما أعلنت السلطات السعودية الخميس(15 تشرين ثان/نوفمبر 2018) بعد أسابيع من التحقيقات.
وكانت السلطات السعودية أكّدت في بداية القضية أن خاشقجي غادر قنصليتها في اسطنبول، لكنها اعترفت بعد ذلك بأنه قتل في شجار، ثم تحدّثت عن عملية نفذها "عناصر خارج إطار صلاحياتهم" ولم تكن السلطات على علم بها. وبحسب الرواية، ووفق تصريح لوزير الخارجية عادل الجبير اليوم الخميس فإن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لا صلة له على الإطلاق بقتل الصحفي خاشقجي.
وفيما يلي ملابسات جريمة قتل الصحافي السعودي، حسبما وردت في تحقيقات النيابة العامة مع مجموعة من الموقوفين والتي أعلن عنها في مؤتمر صحافي في الرياض:
بدأت "الواقعة" يوم 29 أيلول/سبتمبر عندما صدر أمر "باستعادة المجني عليه بالإقناع، وإن لم يقتنع يعاد بالقوة". وقد أصدر الأمر نائب رئيس الاستخبارات العامة السابق، في إشارة محتملة الى أحمد العسيري الذي أقيل من منصبه على خلفية القضية.
وقام "قائد المهمة"، الذي كٌلّف من قبل نائب رئيس الاستخبارات، بتشكيل فريق من 15 شخصاً "لاحتواء واستعادة المواطن المشار إليه، يتشكل من ثلاث مجموعات" تفاوضي - استخباري - لوجستي".
ثم تواصل "قائد المهمة" مع أخصائي في الأدلة الجنائية بهدف "مسح الآثار الحيوية المترتبة من العملية في حال تطلب الأمر إعادته بالقوة".
لكن تبيّن لاحقا للفريق السعودي في القنصلية "تعذر نقل المواطن المجني عليه" إلى مكان آمن متفق عليه مسبقا "في حال فشل التفاوض معه"، فقرر أنه "في حال الفشل في التفاوض أن يتم قتله، وتم التوصل أن الواقعة انتهت بالقتل".
وبحسب التحقيقات السعودية، تم التوصل إلى "أسلوب الجريمة وهو عراك وشجار وتقييد وحقن المواطن المجني عليه بإبرة مخدرة بجرعة كبيرة أدت إلى وفاته، يرحمه الله".
بعد أسابيع من الغموض، أكدت النيابة العامة السعودية أن الجثة "تمت تجزئتها من قبل المباشرين للقتل وتم نقلها إلى خارج مبنى القنصلية"، عبر خمسة من عناصر الفريق. وتم بعد ذلك تسليم الجثة إلى "المتعاون المشار إليه وهو شخص واحد". وقالت النيابة انه "تم التوصل إلى صورة تشبيهية للمتعاون الذي سلمت له الجثة بناء على وصف من قام بالتسليم".
بعد عملية القتل، قام أحد أفراد الفريق السعودي في القنصلية "بلبس ملابس المجني عليه ورميها بعد خروجه في إحدى الحاويات ومنها ساعته ونظارته".
وقالت السلطات إنه تم التوصل كذلك إلى "أن الكاميرات الأمنية في مبنى القنصلية تم تعطيلها وتم التوصل إلى من قام بتعطيلها وهو شخص واحد".
واتّهمت النيابة العامة قائد المهمة "بتقديم تقرير كاذب لنائب رئيس الاستخبارات العامة السابق يتضمن الإفادة بخروج المواطن المجني عليه من مقر القنصلية بعد فشل عملية التفاوض او إعادته بالقوة".
ح.ع.ح/م.س (أ.ف.ب)
أهم التطورات في قصة اختفاء خاشقجي
منذ لحظة الإعلان عن اختفاء جمال خاشقجي الصحفي السعودي المعارض للقيادة السعودية وسيل الأخبار والتطورات حول قضيته لا يتوقف. في ما يلي أهم التطورات في قصة اختفاءه منذ دخوله مبنى القنصلية وحتى اللحظة.
صورة من: Privat
خاشقجي من منتقدي النظام السعودي
جمال خاشقجي، الصحفي والكاتب السعودي، هو بطل قصة اختفاء لا يزال الغموض يلفها وتحيط بها السرية حتى اللحظة. عمل خاشقجي في السابق مستشارًا للحكومة. في أيلول/سبتمبر 2017، فرّ من السعودية للعيش في الولايات المتحدة خشية اعتقاله في حال عودته، حسب قوله. انتقد خاشقجي في مقالاته بعض سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ودور الرياض في الحرب على اليمن.
صورة من: Privat
تاريخ ومكان الاختفاء
في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2018، دخل خاشقجي مبنى قنصلية بلاده في إسطنبول لإتمام إجراءات مرتبطة بزواجه من خطيبته التركية و منذ تلك اللحظة اختفى أثره. وبحسب "واشنطن بوست" دخل خاشقجي إلى القنصلية حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، نقلاً عن خطيبته، التي قالت إنها رافقته ولكن لم يسمح لها بالدخول ولم يخرج خاشقجي في الساعة الخامسة بعد الظهر بعد إغلاق القنصلية رسمياً.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
تضارب أنباء حول خروجه من القنصلية
منذ الإعلان عن اختفاءه، قدمت السلطات التركية والسعودية روايتين متضاربتين بشأن خروج خاشقجي من القنصلية، إذ قالت أنقرة إنه لا توجد أدلة على أنه غادر مقر القنصلية، بينما ذكرت الرياض أنه خرج في اليوم ذاته. وما تزال السعودية تنفي رسمياً احتجاز خاشقجي وتصر على أنه غادر القنصلية وحده في اليوم ذاته.
صورة من: Reuters TV
تفتيش القنصلية
مع بدأ التحقيقات طلبت السلطات التركية تمكينها من تفتيش مبنى القنصلية، وأعربت الرياض عن استعدادها للسماح بالتفتيش. إلا أنه لحد الساعة لم يحصل ذلك بعد، رغم مطالبة السلطات التركية المتكررة. ونشرت وكالة " رويترز" صوراً للقنصلية السعودية من الداخل، حيث تحدث القنصل، عن أن خاشقجي غير موجود في القنصلية.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/A. Bolat
مصادر تركية تعلن مقتل خاشقجي
بعد مرور أربعة أيام على اختفاءه، وفي السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2018 قال مصدران تركيان إن السلطات التركية تعتقد أن خاشقجي قتل داخل القنصلية.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/L. Pitarakis
وسائل إعلام تركية تتحدث عن تفاصيل مقتل خاشقجي المزعومة
نقلت وسائل إعلام تركية تسريبات عن احتمال مقتل خاشقجي على يد "فريق موت" وصل إلى إسطنبول على متن طائرتين خاصتين. وذكرت وسائل الأعلام التركية أنه من المحتمل أن جثة خاشقجي تم تقطيعها بـ" منشار عظم". قناة تلفزيونية تركية نقلت صوراً عن كاميرات مراقبة أظهرت أعضاء "فريق الموت" السعودي المزعوم.
صورة من: www.sabah.com.tr
السيارة السوداء
ومن بين التفاصيل الأخرى التي نشرتها وسائل الإعلام التركية، هي سيارة سوداء، مظللة بالكامل ويمكن مشاهدة ما بداخلها، غادرت مبنى القنصلية السعودية بعد نحو ساعتين من دخول خاشقجي إليها، متوجهة إلى مكان مجهول. وتعتقد وسائل الإعلام التركية أن هذه السيارة ربما قد نقلت "جثة الصحفي السعودي بعد مقتله وتقطيع جثته".
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
خطة لاستدراج خاشقجي ؟
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن الاستخبارات الأمريكية رصدت اتصالات بين مسؤولين سعوديين، بحثوا خلالها مخطّط سعودي أمر به ولي العهد محمد بن سلمان، يهدف إلى استدراج خاشقجي إلى السعودية للقبض عليه، وذلك قبل اختفائه بأسبوع.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/V. Mayo
تركيا تملك الأدلة
في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2018 كشفت صحيفة "واشنطن بوست" نقلاً عن مسؤولين أمركيين وأتراك أن الحكومة التركية لديها فيما يبدو أدلة تثبت مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول. الأدلة عبارة عن تسجيلات صوتية ومصورة.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Bolat
السعودية تطالب بتحقيق مشترك
قال مصدران تركيان اليوم 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2018 إن وفدا من السعودية وصل إلى أنقرة في إطار التحقيق في اختفاء خاشقجي. وكانت السعودية قد اقترحت على انقرة تشكيل مجموعة عمل مشتركة للتحقيق. إعداد: إيمان ملوك