1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تفاصيل مأساوية لمقتل شابة ألمانية في تونس

سميح عامري - بون٢٧ أغسطس ٢٠١٤

مازال الغموض يكتنف حادثة مقتل شابة ألمانية وابنة عمها التونسية برصاص الأمن التونسي في نهاية الأسبوع الماضي في مدينة القصرين التونسية. DW عربية زارت عائلة الضحية في مدينة بون لمعرفة تفاصيل الحادث المأساوي.

Ahlem Dalhoumi Deutsche in Tunesien erschossen
صورة من: privat

استقبلت عائلة الدلهومي DW عربية في إحدى ضواحي مدينة بون الألمانية لتسرد تفاصيل الحكاية المأساوية للشابتين أحلام وأُنس، بعد أن قُتلتا بطريقة بشعة نهاية الأسبوع الماضي برصاص الأمن التونسي في مدينة القصرين على الحدود الجزائرية. وكان الحزن يخيم على عائلة الدلهومي، بعض الأصدقاء في ألمانيا قدم لمواساة العمتين عزيزة وكوثر بفقدان ابنتي أخيهما. يبدو على عزيزة التأثر والتعب، فقد كانت طيلة اليوم منشغلة بالقيام باتصالات عديدة: مع وسائل الإعلام الألمانية، ومع العائلة في تونس، ومع السلطات التونسية في ألمانيا. تسكب العمة عزيزة كأساً من الماء، تطرق صامتة لبرهة، فتقول بعيون دامعة: "لقد كانت أحلام شابة كالورد، مفعمة بالحياة، كان حلمها أن تصبح محامية ناجحة... لكن رجال الأمن قتلوها دون رحمة".

الرحلة الأخيرة إلى موطن الأجداد

ترعرت أحلام (21 سنة) في مدينة بون ودرست الحقوق بجامعتها وكانت تحب السفر كثيراً، وخصوصاً إلى أستراليا. ولكنها كانت تحب أيضاً تونس، فهي تحمل الجنسيتين الألمانية والتونسية. بعد غياب دام ثلاث سنوات أخذها الحنين مجدداً يوم 5 أغسطس/ آب إلى بلد الياسمين، لزيارة الأقارب في مدينة القصرين، التي كان لها تاريخ في النضال ضد ديكتاتورية بن علي، وباتت المدينة المنسية اليوم تصارع شبح الإرهاب، لكن الشابة الألمانية من أصول تونسية لم تكن تعتقد للحظة أن رحلتها الأخيرة في حياتها ستكون إلى أرض الأجداد.

الضحية أحلام (على اليمين) رفقة صديقاتها في بونصورة من: privat

أما ابنة العم أُنس (18 سنة) فقد نجحت قبل شهرين في امتحان الثانوية وتتهيأ للدراسة الجامعية في مدينة سوسة، على الساحل الشرقي لتونس.

كانت العمة عزيزة تهم بصعود طائراتها في مطار كولونيا المتجهة إلى تركيا، حيث أرادت أن تقضي عطلتها السنوية، فتلقت اتصالاً هاتفياً، يعلمها بالفاجعة. "تلقيت الخبر الحزين بالهاتف، فعدت على الفور إلى بيتي في بون"، تقول العمة، مضيفة بصوت مبحوح: "أرادت أحلام قضاء آخر ليالي لها من عطلة الصيف مع أختها وخمسة من أبناء العم في إحدى منتزهات المدينة. منتصف الليل، قرروا العودة جميعاً إلى البيت على متن سيارة تحمل لوحة أرقام ألمانية. سلكوا طريقاً ريفية فرعية وعرة مليئة بالحفر".

وحسب عزيزة، خرج رجال شرطة فجأة، فلم تتمكن أخت أحلام، سائقة السيارة من التعرف عليهم في الظلام الحالك، فارتعبت وزادت من السرعة ظناً منها بأنهم إرهابيون أو قطاع طرق، إلا أن رجال الأمن بادروا بإطلاق الرصاص على السيارة دون تردد، فقُتلت أحلام على الفور، وجرح بعض الركاب من العائلة. "لقد تم زهق روح تلك الشابة اليافعة المليئة بالحياة، أحلام، ابنتي أخي، لازلت أذكر ابتسامتها الدائمة وجمالها"، تضيف العمة عزيزة باكية.

وفي الأثناء تفتح العمة كوثر جهاز التلفاز لمشاهدة تقرير إحدى القنوات الألمانية حول الحادثة وتقول بحرقة: "لن يهدأ بالنا ولن نستسلم، حتى تظهر الحقيقة كاملة".

"الشرطة تتحمل مسؤولية الجريمة"

وفندت عزيزة الرواية الرسمية لوزارة الداخلية التونسية جملة وتفصيلاً، إذ أكدت الوزارة في وقت سابق أن السيارة المستهدفة كانت تسير بسرعة عالية ولم تمتثل للوقوف وللإشارات التنبيهية. كما أشارت الوزارة إلى أن أعوان الأمن كانوا يمتلكون معلومات حول قدوم سيارة لعناصر مسلحة عبر نفس الطريق. وهنا تضيف العمة عزيزة متسائلة: "كيف يمكن لسيارة مليئة بالركاب أن تسير بسرعة عالية في الظلام وفي طريق مليئة بالحفر؟" وتابعت العمة عزيزة: "لاذ رجال الشرطة بالفرار على الفور، بعد أن تفطنوا لموت أحلام، وبقيت أُنس تتخبط في دمائها حتى وصولها إلى المستشفى، لكن الأطباء هناك عجزوا عن إنقاذ حياتها".

وتلقي العمة عزيزة مسؤولية الحادث كاملة على عاتق رجال الشرطة، "كان بالإمكان إطلاق النار على إطارات السيارة كنوع من التحذير، لا أن يطلقوا رصاصات قاتلة في صدر شباب أبرياء". وكانت عزيزة تتلقى اتصالات ورسائل قصيرة من حين إلى آخر من صحفيين ألمان يستفسرون عن الحادثة وزملاء وأصدقاء للعائلة يقدمون التعازي.

في الأثناء وعدت السفارة الألمانية في تونس بمتابعة القضية عن كثب وبأنها ستبحث مع السلطات التونسية الظروف الغامضة للحادث المأساوي. وفي المقابل رفضت القنصلية التونسية العامة ببون، عند اتصالDW عربية بها، التصريح بأي تفاصيل حول الموضوع، بحجة أن الأمر شأن أمني تونسي داخلي بحت. وتعتزم عائلة الدلهومي تنظيم مظاهرة يوم السبت القادم (30 أغسطس/ آب) أمام القنصلية التونسية العامة ببون للضغط على الحكومة التونسية من أجل التحرك لإزالة الستار عن ملابسات الحادث الأليم وتقديم الجناة إلى القضاء حتى تتم محاسبتهم.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW