تفاقم الوضع في فنزويلا وسط أزمة المساعدات على الحدود
٢٤ فبراير ٢٠١٩
انتهى فصل المساعدات الإنسانية بمزيد من التصعيد في صراع السلطة في فنزويلا. الرئيس مادورو اختار ورقة العنف، لتعود قوافل المساعدات إلى المخازن، وزعيم المعارضة غوايدو يواصل ضغوطاته، محطته الجديدة اجتماع بوغوتا.
إعلان
عادت شاحنتان على الأقل كانتا تحملان مواد غذائية وأدوية لفنزويلا إلى المخازن في كولومبيا أمس السبت (23 فبراير/ شباط 2019) وذلك بعد أن منعت قوات الجيش الموالية للرئيس نيكولاس مادورو من دخول قوافل المساعدات الإنسانية الأمريكية إلى فنزويلا من كولومبيا مستخدمة الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية لقي على أثرها اثنين من المحتجين حتفهما.
وبذلك يكون غوايدو قد فشل على الأقل في هذه الخطوة التكتيكية التي كان يراهن عبرها على "إسقاط الدكتاتورية" عبر ادخال المساعدات، وفق ما فهم من تصريحاته أثناء حشده لأنصاره داعيا إياهم بإدخال المساعدات "حتى ولو مشيا على الأقدام"، فـ"المساعدات أولا، ثم أسقاط الديكتاتورية"، يقول غوايدو.
واليوم الأحد يعلن مساعدو زعيم المعارضة الفنزويلية، أن الأخير يحضر للقاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس يوم غد الاثنين في العاصمة الكولومبية بوغوتا. وذلك على هامش اجتماع لزعماء مجموعة ليما الإقليمية، وفق ما أعلن عنه مساعدو بنس.
يذكر أن البيت الأبيض من أشد الداعمين لغوايدو. ونائب الرئيس الأمريكي سيحضر شخصيا لقاء بوغوتا للاجتماع مع زعماء مجموعة ليما الإقليمية الذين يعترفون بغوايدو رئيسا شرعيا لفنزويلا بعد أن أجرى مادورو انتخابات العام الماضي تم رفضها بوصفها مزورة.
وحسب مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية، فإن بنس قد يعلن فرض عقوبات جديدة خلال الاجتماع بعد منع دخول المساعدات، لتزيد الضغوط الناجمة عن العقوبات على شركة النفط الحكومية بتروليوس دي فنزويلا.
وكان وزير الخارجية مايك بومبيو قد توعد مادورو السبت بالقول إن "الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات ضد أولئك الذين يعارضون استعادة الديمقراطية سلميا في فنزويلا".
وفي سلسلة من التغريدات، أدان بومبيو الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بسبب منع أنصار المعارضة من إدخال المساعدات إلى فنزويلا. كما أضاف بأن "الولايات المتحدة تدين الهجمات على المدنيين في فنزويلا التي ترتكبها عصابات مادورو ... هذه الهجمات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى".
في المقابل، نفي مادورو وجود نقص في المواد الغذائية والأدوية في فنزويلا ويقول إن المساعدات تهدف إلى تقويض حكومته.
ح.ز/و.ب (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
صراع شرس على السلطة في فنزويلا
عدد متزايد من الناس يخرجون في فنزويلا إلى الشارع، بعضهم يدعمون الرئيس نيكولاس مادورو وآخرون يحتفون بخصمه خوان غوايدو، إذ يظل التوتر السياسي في ازدياد. مشاهد من بلد يشهد غلياناً سياسياً واجتماعياً.
صورة من: Reuters/C. G. Rawlins - picture-alliance/dpa/Xinhua
الخصم
هل هو الرجل القوي الجديد في فنزويلا؟ خوان غوايدو البالغ من العمر 35 عاما الذي هو رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) في فنزويلا يريد قيادة البلد إلى مستقبل جديد. وفي الثالث والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2019 أعلن نفسه رئيساً انتقالياً لفنزويلا ـ ما يُعد تحديا خطيراً للرئيس المنتخب الموجود في السلطة نيكولاس مادورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/sincepto/R. Hernandez
النضال من أجل المنصب !
مادورو أوضح مؤخراً أنه لا يريد الدعوة إلى انتخابات جديدة، كما يطالب بذلك كثيرون. لكنه يواجه معارضة قوية يتهمه ممثلوها بتحمل مسؤولية تدهور الاقتصاد في البلاد حيث يعاني السكان من نسبة تضخم تتجاوز مليون في المائة. كما أنهم يتهمونه بالمراهنة أكثر على استخدام العنف.
صورة من: Reuters/M. Quintero
ليس وحيداً
وعلى الرغم من المعارضة المتنامية ضده، ينعم مادورو بدعم قطاعات كبيرة من الشعب ممن يعتقدون أن العدالة الاجتماعية وتساوي الفرص لن يتحقق إلا معه. وشعارهم هو اللون الأحمر، لون الاشتراكية. والجماهير الحمراء توحي لمادورو أنه ليس وحيدا في خندقه.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Cortez
نحن كثر
لكن حتى غوايدو بإمكانه أن يعول على أنصاره. وبخلاف أتباع مادورو فإنهم لا يراهنون على لون رمزي، بل على العلم الفنزويلي بالأحمر والأزرق والأصفر بنجومه البيضاء الثمان، ورسالتهم هي أن القضية هي الوطن وليس مذهب سياسي.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Parra
اقتصاد متهاوٍ
السبب الرئيسي وراء الاحتجاجات هو أن اقتصاد البلد الذي كان غنياً، تهاوى في السنوات الأخيرة. وبسبب سعر النفط المنخفض تتدفق أموال أقل على صندوق الدولة. والقدرة الشرائية للمواطنين تتراجع بسبب التضخم. والنتيجة هي رفوف فارغة في كل المحلات التجارية، ومن أجل تفادي الجوع رحل كثير من الفنزويليين إلى الخارج.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Vautierle Pictorium
تضامن مع فنزويلا
هذه العائلة ـ مثل كثير من الفنزويليين ـ هربت إلى البرازيل. وبعدما تم قبول افرادها هناك كلاجئين، فإنها في طريقها إلى مدينة بوا فيستا حيث تنوي الاستقرار. واللافتة التي يحملها الرجل في الصورة توحي باستعداد البرازيليين على المساعدة، وهم متضامنون في غالبيتهم.
صورة من: Reuters/N.Doce
"وقت العمل"
يضيق الوضع بالنسبة إلى مادورو، إذ أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس دعا إلى الإطاحة بمادورو. وقال أمام مئات من المهاجرين الفنزويليين في فلوريدا:" الوقت حان لإنهاء ديكتاتورية مادورو". وأضاف بأنّ "هذا ليس وقت الحوار، بل إنه وقت العمل". وقال نائب الرئيس الأمريكي بأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة.
صورة من: picture-alliance/AP/B. Anderson
رياح عاتية من الاتحاد الأوروبي
وحتى من جانب الاتحاد الأوروبي تهب رياح قوية في وجه مادورو. فألمانيا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وبريطانيا وهولندا وبلجيكا اعترفت بغوايدو كرئيس انتقالي شرعي. وتجاهل مادورو المهلة الزمنية التي وضعتها الدول الأوروبية للدعوة إلى انتخابات جديدة. ووافق البرلمان الأوروبي قبلها على الاعتراف بخوان غوايدو كرئيس انتقالي في فنزويلا.
صورة من: European Union/EP
لا تكن جاهلا
هذا المتظاهر يحث مواطنيه على الوقوف بشكل أوضح ضد مادورو. "لا تكن جاهلا ولا تكن غير مبال"، كُتب على اللافتة. "بكسلك لن ننتصر على الديكتاتورية".
صورة من: Getty Images/AFP/F. Parra
ضابط يتخذ موقفا
حتى بعض العسكريين بدأوا يتنصلون من مادورو. خوسي لويس سيلفا، الملحق العسكري لفنزويلا في واشنطن انحاز إلى جانب غوايدو. وقال هذا الضابط:" إنه الرئيس الشرعي الوحيد". وفي واشنطن تترك هذه التصريحات صدى إيجابيا.
صورة من: Reuters/J. Roberts
قوة الدولة
مازالت قوى الأمن تتحرك إلى جانب مادورو. وهي تعمل بحزم ضد المتظاهرين الذين لا يتردد بعضهم في استخدام العنف. وأدت المواجهات في الشوارع إلى سقوط بعض القتلى.
صورة من: Reuters/M. Quintero
اختبار القوة
إلا أن المتظاهرين لا ينحنون. "القوة"، كتبت هذه المتظاهرة الشابة من أنصار غوايدو على شريط في العنق. وحتى الجانب الآخر يبرهن على حزم في مواقفه. فالبلاد تقف أمام اختبار قوة حاسم. كيرستن كنب / م.أ.م