تفاقم مأساة الروهينغا في محاولات نزوحهم نحو إندونيسيا
٢٧ ديسمبر ٢٠٢٢
قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن 20 من الروهينغا على الأقل لقوا حتفهم في البحر في الأسابيع القليلة الماضية، بينما وصلت قوارب تحمل مئات من المسلمين المضطهدين إلى إندونيسيا.
إعلان
أفادت الشرطة ونشطاء حقوقيون، اليوم (الثلاثاء 27 ديسمبر/ كانون الأول 2022)، بأن نحو 185 مهاجرا من لاجئي الروهينغاقد وصلوا إلى إقليم آتشيه الإندونيسي بعد أسابيع في عرض البحر. وقالوا إن القارب الذي كان يحمل اللاجئين وصل إلى شاطئ قرية أوجونج باي أمس الاثنين، بعد يوم واحد من وصول سفينة خشبية على متنها 57 لاجئنا من الروهينغا إلى في جزء آخر من إقليم آتشيه، يوم عيد الميلاد (الكريسماس). وقال المتحدث باسم شرطة إقليم آتشيه، ويناردي، في بيان،:" تضم المجموعة 83 رجلا و70 امرأة و 32 طفلا". وأظهر مقطع فيديو نشره أحد السكان المحليين صورة للاجئي الروهينغا، وبينهم الأطفال، وهم مستلقون على الشاطئ، حيث ظهر عليهم الإرهاق والوهن بشكل واضح.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن عدد لاجئي الروهينغا الذين يغامرون بمثل هذه الرحلات الخطيرة على متن القوارب زاد بنحو ستة أمثال هذا العام مقارنة بالعام الماضي، ودعت حكومات المنطقة إلى التحرك بشكل سريع لإنقاذهم. كما أكدت مقتل ما لا يقل عن عشرين شخصا منهم خلال الأسابيع الماضية. يشار إلى أن أكثر من مليون من مسلمي الروهينغا فروا من وجه الاضطهاد في ميانمار ذات الأغلبية البوذية منذ عام 2017، ويقيم معظمهم في العشرات من مخيمات اللاجئين في بنغلاديش المجاورة.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أمس الاثنين إن عام 2022 قد يكون أحد أكثر الأعوام الذي يلقى فيه أفراد من الروهينغا حتفهم في البحر منذ ما يقرب من عقد، وسط فرار عدد متزايد منهم من ظروف يائسة في مخيمات اللاجئين في بنغلاديش. ولم يتضح بعد الدافع وراء هذا النزوح الجماعي. ويعتقد نشطاء أن رفع قيود كوفيد-19 في أنحاء جنوب شرق آسيا، الوجهة المفضلة للروهينغا، قد يكون عاملا يفسر هذه الموجة من النزوح.
ح.ز/ ع.ش (أ.ف.ب / د.ب.أ)
الروهنجيا والتكيف مع صعوبة الحياة في مخيمات بنغلاديش
منذ أغسطس/ آب 2017، فر أكثر من 700 ألف من مسلمي الروهنجيا من ميانمار إلى بنغلاديش، حيث يعيشون في ظروف صعبة في مخيمات هناك. إنهم يكابدون العيش أيضا في مخيم كوكس بازار. مراسلة DW فيرينا هولتسل، تطلعنا على حياتهم هناك.
صورة من: DW/ P. Vishwanathan
أكبر مخيم للاجئين في العالم
تدفق طوفان اللاجئين على بنغلاديش في أغسطس/ آب 2017، بما يشبه الكوارث الطبيعية. واليوم، يعيش ما يقرب من مليون مسلم من الروهنجيا من ميانمار في أكثر من ثلاثين مخيمًا متجاوراً في ما يطلق عليه "ميغا كامب" بالقرب من مدينة كوكس بازار الساحلية.
صورة من: DW/V. Hölzl
عودة إلى ميانمار؟
تحت ضغط دولي، وافقت ميانمار على استرجاع اللاجئين بداية من كانون الثاني/يناير. غير أنه لم يحدث شيء منذ ذلك الوقت وحتى الآن. الروهينغا قلقون ويرفضون العودة إلى وطنهم، ما دام أمنهم، على الأقل، غير مضمون هناك.
صورة من: DW/V. Hölzl
وافدون جدد
ومازال هناك من يأتي إلى بنغلاديش من الروهنجيا. وبلغ عددهم 11 ألفا منذ كانون الثاني/ يناير 2018. هؤلاء الأشقاء يشكون من نقص الغذاء في ميانمار. لم يكن بإمكانهم مغادرة القرية، التي كانوا يختبئون فيها، من أجل البحث عن الطعام أو العمل في الحقول. ويقول الأب: "كنا خائفين من الجيش" في ميانمار.
صورة من: DW/V. Hölzl
حملة إغاثة عالمية
قامت حكومة بنغلاديش ببناء طريق بطول 20 كيلومترا عبر المخيم، حتى تتمكن منظمات الإغاثة الدولية والمحلية من تزويد اللاجئين بالمدارس والأدوية والصرف الصحي والأغذية وأكواخ البامبو الخيزران. وبصرف النظر عن أزمة اللاجئين، تواجه بنغلاديش، الدولة الواقعة في جنوب آسيا، أزمات أخرى مثل الانفجار السكاني والكوارث الطبيعية.
صورة من: DW/V. Hölzl
مساعدة ذاتية
كما يقوم لاجئو الروهنجيا بأشيائهم بأنفسهم، مثل هذا الصبي، الذي يصلح مظلته. فقد تعلم اللاجئون التعامل مع كل شيء. ويكون هناك ارتجال عند بناء أماكن الإقامة. ويلعب الأطفال بقوارير بلاستيكية مقطوعة أو طائرات ورقية.
صورة من: DW/V. Hölzl
نماذج أعمال جديدة
كما طور اللاجئون في مخيمات الروهنجيا بمنطقة كوكس بازار البنغالية نظاما اقتصاديا خاصا بهم. ففي الأسواق يتم بيع الطعام والملابس. ومن الممكن حجز مطربين للاحتفالات أو تحميل الأخبار من الانترنت أو عبر البلوتوث بمقابل، مادي مثلما يفعل هذا الصبي.
صورة من: DW/V. Hölzl
إطار منظم
وهناك طلب على اللاجئين أيضا في إدارة المخيمات. هذا الرجل مثلا يطلق عليه لقب "ماجي" ويقوم بإدارة عشرات من أماكن إقامات الأسر في المخيم. قريبا، سيتم استبدال رؤساء المخيمات مثل هذا الرجل، بآخرين اختارهم الجيش البنغلاديشي ويتم التصويت عليهم من قبل ممثلين للاجئين.
صورة من: DW/V. Hölzl
الحياة تواصل سيرها
الآن أصبح هناك مجال للفرح من جديد في حياة اللاجئين. وتعتبر كرة القدم هي الهواية المفضلة في المخيم ، خاصة منذ كأس العالم بروسيا. حيث كانت المباريات تعرض في شاشات عرض موضوعة ارتجالا في أكواخ. وكان هناك تواجد أيضا لعلم ألمانيا على بعضها، كما هنا في الصورة.
صورة من: DW/V. Hölzl
أمطار موسمية تجعل الحياة في المعسكرات صعبة
لكن الرياح الموسمية حولت المعسكر بأرضه الوعرة إلى فخ محتمل للموت. ومن الممكن أن يفقد أكثر من 200 ألف شخص مأواهم بسبب الأمطار. وحتى لو كانت الأوبئة والأعاصير غائبة هذا العام: فإن الروهنجيا يكابدون ظروف العيش أيضا في مكان إقامتهم الجديد. اعداد: فيرينا هولتسل/ ص.ش