تفتيش في البرلمان الأوروبي للاشتباه في تدخل روسي بالانتخابات
٢٩ مايو ٢٠٢٤
جرت عمليات تفتيش في البرلمان الأوروبي على خلفية تحقيق في تدخل روسي في الانتخابات الأوروبية المقبلة وقضايا فساد. ماذا رشح من معلومات عن هوية المشتبه به ومن يقف وراءه؟
إعلان
قامت الشرطة بتفتيش مكاتب أحد موظفي البرلمان الأوروبي في بروكسل وستراسبورغ، اليوم الأربعاء (29 أيار/مايو 2024)، كجزء من تحقيق في ما يزعم أنها عملية روسية لممارسة تأثير على انتخابات البرلمان الأوروبي.
وذكر ممثلو الادعاء العام في بلجيكا أن الموظف "لعب دوراً مهماً" في التواصل مع مشرعين في البرلمان الأوروبي ودفع الأموال لهم للترويج لدعاية روسية عبر موقع صوت أوروبا الإلكتروني المؤيد للكرملين.
ويأتي إجراء إنفاذ القانون في وقت يسبق الانتخابات التي ستجرى على مستوى الاتحاد الأوروبي أوائل الشهر المقبل لاختيار أعضاء البرلمان الأوروبي القادم.
وقال ممثلو الادعاء العام في بلجيكا إن عمليات التفتيش تعتبر جزءاً من عملية أوسع نطاقاً تتعلق "بقضية تدخل، وتلقى رشاوي، والانتساب لعضوية منظمة إجرامية".
وأجرت الشرطة أيضاً تفتيشاً لمنزل موظف البرلمان في سكاربيك شمالي بروكسل.
الهجرة قضية هامة قبل الانتخابات الأوروبية
02:49
ولم يتم الكشف عن هوية المشرعين الأوروبيين الذين استخدمهم الموظف في البرلمان الأوروبي ولا أي معلومات بشأنهم. ولكن مصدرا قريبا من الملف ذكر أن الشخص المعني هو غيوم برادورا، المساعد السابق للنائب الأوروبي ماكسيميليان كراه، من حزب "البديل من أجل ألمانيا"، اليميني الشعبوي الذي تعرض الأخير لفضيحة بسبب علاقاته المزعومة مع الصين وروسيا.
وكان رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو قد أعلن، في نيسان / أبريل، عن أن أجهزة المخابرات في بلاده كشفت عملية روسية للتأثير على انتخابات البرلمان الأوروبي ومؤسسات الاتحاد الأوروبي.
وقال دي كرو، حينذاك، نقلاً عن معلومات استخبارية سرية، إن هدف موسكو كان واضحاً للغاية وهو "المساعدة في انتخاب عدد أكبر من المرشحين المؤيدين لروسيا في البرلمان الأوروبي وتعزيز خطاب معين مؤيد لروسيا داخل البرلمان الأوروبي."
وأشار دي كرو إلى أن هذا كان يستهدف إضعاف دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا للتصدي للغزو الروسي واسع النطاق. وقال رئيس الوزراء البلجيكي إن أجهزة المخابرات البلجيكية أكدت وجود شبكات لممارسة التأثير مؤيدة لروسيا في بلجيكا و"عدد من الدول الأوروبية".
ويخضع نواب الاتحاد الأوروبي لقواعد مشددة في ما يتعلق بالاستقلالية والأخلاقيات ويمكن أن يتعرضوا لعقوبات، مالية أو غيرها، حال انتهاكها.
خ.س/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
تركيا- الاتحاد الأوروبي.. كيف تحوّلت فكرة الانضمام إلى سراب؟
تاريخ من الشد والجذب بين تركيا والاتحاد الأوروبي. أنقرة وضعت الطلب مبكرا قبل إنشاء الاتحاد لكن كانت هناك ملفات شائكة عرقلت عملية الانضمام حتى بات الأمر مستحيلا تقريبا، على الأقل في فترة رجب طيب أردوغان.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
أول اتفاقية مع الجماعة الأوروبية
وقعت تركيا وما كان يعرف بالجماعة الاقتصادية الأوروبية (تكونت حينها من ستة بلدان) اتفاقية اتحاد جمركي عام 1963. وكان من المفروض أن يكون الاتفاق بداية للانضمام الفعلي إلى الجماعة، خاصة مع توقيع بروتوكول إضافي عام 1970 وازدهار التبادل التجاري بين الطرفين، غير أن الحال بقي كما هو عليه، قبل تجميد عضوية تركيا بعد وقوع انقلاب عسكري فيها عام 1980.
صورة من: Alfred Hennig/dpa/picture alliance
جمهورية قبرص التركية تعمّق الخلاف
عادت تركيا لتطلب الانضمام مجددا عام 1987، لكن ظهر جليا وجود معارضة داخلية أوروبية قوية لهذا الانضمام، خاصة بعد انضمام اليونان إلى المجموعة عام 1981، ودخولها في صراع مع تركيا منذ اجتياح هذه الأخيرة لقبرص عام 1975 ثم إعلان أنقرة من جانب واحد قيام جمهورية شمال قبرص التركية عام 1983.
صورة من: Birol Bebek/AFP/Getty Images
الاتحاد يتأسس دون تركيا
تأسس الاتحاد الأوروبي فعليا عام 1992 دون تركيا. استمرت هذه الأخيرة في محاولاتها، واستطاعت إقناع الأوروبيين بتوقيع اتفاقية للتجارة الحرة معها عام 1995، غير أن تفكك الاتحاد السوفياتي ساهم سلبا في استمرار إبعاد تركيا نظرا لكثرة المرشحين الجدد، قبل أن يتم إعلان أن تركيا ولأول مرة مرشحة فعليا للانضمام، وذلك بعد قمة هلسنكي عام 1999.
صورة من: picture-alliance/dpa
عهد أردوغان
وصل رجب طيب أردوغان إلى السلطة في تركيا عام 2003 وكان متحمسا كثيرا للانضمام، غير أن عدة دول أوروبية كالنمسا وألمانيا وفرنسا كانت لها تحفظات كثيرة على عضوية تركيا. المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عارضت فكرة الانضمام واقترحت بدلا منها شراكة مميزة بسبب الخلافات مع تركيا حول حقوق الإنسان وقبرص وسياسة أنقرة الخارجية.
صورة من: imago/Depo Photos
شروط كوبنهاغن
وضع الأوروبيون شرط احترام بنود اتفاقية كوبنهاغن أمام تركيا للانضمام، ومن الشروط تنظيم انتخابات حرة واحترام حقوق الإنسان واحترام الأقليات. ولأجل ذلك أعلنت أنقرة عدة إصلاحات منها إلغاء عقوبة الإعدام. بدأت المفاوضات الفعلية للانضمام عام 2005 في مجموعة من المجالات، غير أن استمرار مشكلة قبرص عجل بوقف المفاوضات، إذ رفضت أنقرة الاعتراف بعضوية قبرص في الاتحاد.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Turkel
دولة مسلمة وسط اتحاد مسيحي؟
تشير العديد من التقارير إلى أن الاختلاف الديني بين تركيا وبلدان الاتحاد الأوروبي يشكلّ سبباً غير معلن لرفض الانضمام، فدول الاتحاد هي بلدان مسيحية فيما تركيا هي بلد مسلم. أكثر من ذلك، قلّص أردوغان مظاهر العلمانية وأرجع الدين إلى الحياة العامة. هذا العامل يرتبط بتوجس الأوروبيين من النزعة القومية التركية ومن عدم إمكانية قبول الأتراك بمشاركة هوية مجتمعية مع أوربييين يختلفون عنهم في نمط حياتهم.
صورة من: Reuters/U. Bektas
التفاوض يتعثر مجددا
بدءا من عام 2013 عادت المفاوضات مجددا، خاصة بعد مغادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي كان معارضا بقوة لفكرة الانضمام. لم تغيّر ميركل موقفها لكنها أبدت مرونة واضحة، بيدَ أن تركيا وضعت هي الأخرى شروطها المالية الخاصة لاسيما مع تحملها موجة اللاجئين. وجاء قمع مظاهرات ميدان تقسيم 2013 ليوقف المفاوضات مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/T. Bozoglu
الصراع مع قادة أوروبيين يتفاقم
لم تجانب المفوضية الأوروبية الواقع عندما قالت عام 2019 إن آمال انضمام تركيا إلى الاتحاد تلاشت، فلا أحد من الطرفين بات متحمسا للفكرة. أخذ أردوغان خطوات وصفها قادة من الاتحاد بأنها "استبدادية" خاصة مع تقارير حقوقية عن تراجع الحريات في البلد. أبعد ملف اللاجئين الطرفين أكثر، ثم جاء النزاع في شرق المتوسط بين تركيا من جهة واليونان وقبرص وفرنسا من جهة ثانية ليعدم تقريبا الفكرة.
صورة من: Adem ALTAN and Ludovic Marin/various sources/AFP