تفجيرات كامبالا ... فوضى الصومال تهدد دولا إفريقية
١٣ يوليو ٢٠١٠تدين حركة الشباب المجاهدين الإسلامية الصومالية بالولاء لتنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن، والحركة عبارة عن تنظيم مسلح سيطر على مناطق واسعة في جنوب ووسط الصومال وتضم في صفوفها مقاتلين من جنسيات مختلفة. ووجدت الحركة تربة خصبة في الوضع الفوضوي الذي يعيشه الصومال منذ إسقاط الحكومة المركزية التي كان يقودها الديكتاتور محمد سياد بري على أيدي قوات المارينز الأمريكية عام 1991. ويشرح الخبير في شؤون القرن الأفريقي أحمد عبدي إسماعيل في حديث مع دويتشه فيله خلفيات مكونات هذا التنظيم مشيرا إلى "أن أعدادا كبيرة من غير الصوماليين ينشطون في الحركة، وأغلبهم جاء من أفغانستان واليمن والباكستان والسودان ودول مجاورة أخرى للصومال".
وأشار إسماعيل إلى وجود تسريبات تشير إلى أن تمويل الحركة يأتي من أفغانستان، ومن دول عربية، ومن جاليات صومالية وغير صومالية مقيمة في الغرب، ونفى في الوقت نفسه أن يكون لعمليات القرصنة التي تنشط في المياه الدولية المقابلة للساحل الصومالي أي دور في تمويل هذه الحركة، موضحا أن من يقوم بالقرصنة "هم أفراد من قبائل تقطن منطقة الساحل، وأن هؤلاء غير مرتبطين بأي شكل بحركة الشباب."
استهداف كمبالا
وكان أحد قادة حركة الشباب قد هدد في وقت سابق من هذا العام بإرسال مقاتلين لدعم تنظيم القاعدة في اليمن، لكن الذي حدث نهاية الأسبوع الماضي في كمبالا سجل سابقة خطيرة على صعيد نشاط هذا التنظيم. وقد كشف الصحفي الصومالي محمود شيخ دالمر المقيم في لندن لدويتشه فيله أن جالية صومالية يصل تعدادها إلى 25 ألف نسمة تقيم منذ عقود في العاصمة الأوغندية كمبالا، وقال "من الممكن أن تكون عناصر من هذه الجالية قد انخرطت في تنظيمات متعاطفة مع حركة الشباب" مشيرا إلى أن هناك من يتهم القوات الأوغندية العاملة في مقديشو باستهداف المناطق السكنية بالقصف.
من جانبه اعتبر الخبير في شؤون القرن الأفريقي أحمد عبدي إسماعيل أن حركة الشباب استطاعت الوصول إلى أوغندا التي لا حدود لها مع الصومال، عبر أراضي كينيا التي تتوسط البلدين. وبيّن إسماعيل أن الجالية الصومالية المقيمة في أوغندا متدينة في غالبيتها وتتعاطف مع الحركة وأنها "هي التي وفرت حاضنة مناسبة لعناصر حركة الشباب التي استهدفت كمبالا بهجماتها" على حد قوله. كما أشار إسماعيل إلى أن حكومة أوغندا لا تفرض رسوما على منح التأشيرة للصوماليين، لذا فإن دخول هذا البلد ليس صعبا عليهم."
هل تنسحب أوغندا من الصومال
واستبعد الصحفي الصومالي محمود شيخ دالمر أن تؤدي هذه الهجمات إلى انسحاب القوات الأوغندية العاملة ضمن الاتحاد الأفريقي، لكنه أشار إلى "أن المعارضة الأوغندية تضغط على الحكومة لسحب قواتها من مقديشو، وإذا تكررت مثل هذه الهجمات فإن الحكومة الأوغندية ستعيد النظر في مشاركتها العسكرية في القوة الإفريقية العاملة في الصومال." وأشار دالمر إلى " فشل كل القوى التي دخلت الصومال منذ إسقاط حكومة سياد بري عام 1991 في بسط الأمن في البلاد"، واستبعد أن تنجح قوات الاتحاد الأفريقي في القيام بهذه المهمة. وكشف دالمر أنه لا يتوقع أن تقود هذه الهجمات إلى توتر بين المتشددين المسيحيين وبين المسلمين، لاسيما وأنه لم يلاحظ حتى الآن وجود أي تعاطف مع الأصوليين المتشددين بين المسلمين في أوغندا، الذين تصل نسبتهم إلى 25 بالمائة من السكان.
الكاتب: ملهم الملائكة
مراجعة: منى صالح