لقي ثمانية أشخاص مصرعهم، وأصيب نحو عشرين في تفجير سيارة مفخخة الثلاثاء استهدف ناد لضباط الشرطة في منطقة مساكن برزة في شمال شرق دمشق وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ووزارة الداخلية السورية.
صورة من الارشيف لتفجير دمشق في يناير 2016صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
إعلان
قالت وزارة الداخلية السورية إن انتحاريا فجر سيارة ملغومة عند ناد لضباط الشرطة في حي سكني في دمشق اليوم الثلاثاء ( التاسع من شباط / فبراير 2016) مما أدى إلى سقوط عدة قتلى، في التفجير الذي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه. وأوضحت وزارة الداخلية السورية ان عددا من الجرحى سقط أيضا في التفجير الذي وقع في حي مساكن برزة الذي تقطنه فئات من الطبقة المتوسطة وتوجد به عدة مبان حكومية رئيسية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "قتل ثمانية أشخاص وأصيب عشرون آخرون على الاقل، غالبيتهم من عناصر الشرطة، في تفجير سيارة مفخخة في مرآب نادي الشرطة" في منطقة مساكن برزة.
وقالت وزارة الداخلية في بيان إن قوات الأمن منعت المفجر الانتحاري من دخول المجمع المفروض عليه حراسة مشددة وإن التفجير وقع عند بواباته.
وكان التلفزيون الرسمي السوري قد قال في وقت سابق إن انفجارا وقع في سوق مزدحمة بالمنطقة. وتراجع التلفزيون عن هذه الأنباء فيما بعد. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر في وزارة الداخلية ان "سيارة حاولت اقتحام نادي ضباط الشرطة في مساكن برزة وتصدى لها عناصر حماية النادي فقام الانتحاري بتفجيرها ما أدى إلى ارتقاء شهداء وإصابة عدد من المواطنين"، من دون تحديد الحصيلة.
وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية بعد ظهر الثلاثاء التفجير. وقال في بيان تداولته مواقع وحسابات جهادية على الانترنت"انطلق الاخ الاستشهادي ابو عبد الرحمن الشامي (...) بسيارة مفخخة لينغمس بها وسط مقر الضباط النصيرية المجرمين (...) محولا أمنهم رعبا وعيشهم نكدا".
وتستهدف تفجيرات مماثلة العاصمة السورية بين الحين والآخر، كان آخرها في 31 كانون الثاني/يناير المنصرم حين قتل 70 شخصا على الأقل في تفجيرات متزامنة، نفذ انتحاريان اثنين منها، في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق وتبناها تنظيم الدولة الإسلامية.
م.م/ م.س(أ ف ب، رويترز)
مخاطر النهب والدمار تهدد التراث الثقافي السوري
تتصاعد حدة توتر الأزمة السورية يوما بعد يوم، أزمة تسببت في مقتل أكثر من مائة ألف شخص وفق الأمم المتحدة، وامتدت تداعياتها لتهدد الكنوز الأثرية السورية بالدمار والاندثار. منظمة اليونيسكو أنجزت تقريرا مفصلا حول ذلك.
صورة من: Francois Guillot/AFP/Getty Images
تراث لا يقدر بثمن
تتعرض العديد من الآثار التاريخية السورية للدمار بسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من سنتين في سوريا. وتعد هذه الآثار شاهدا على تاريخ حافل يعود إلى أكثر من أربعة آلاف عام، تعاقبت عليها الحضارات البابلية والمصرية والفارسية واليونانية والرومانية، لكنها أصبحت مهددة بالزوال. الأمر الذي دفع منظمة اليونسكو إلى دق ناقوس الخطر للتعبير عن قلقها إزاء الخطر الذي يهدد هذا التراث العالمي.
صورة من: by-sa-Longbow4u
المدينة القديمة في حلب وخطر الاندثار
سبق لمنظمة اليونسكو أن نشرت في حزيران/ يونيو 2013 قائمة باسم ستة معالم ثقافية مهددة في سوريا، من بينها المدينة القديمة في حلب والتي شهدت معارك طاحنة بين المعارضة والجيش النظامي السوري. حلب مدينة ذات تاريخ عريق، ورد ذكرها في الكتابات التاريخية لأول مرة في نهاية القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وقد مكنها موقعها بالقرب من ضفاف البحر الأبيض المتوسط من لعب دور استقطاب ثقافي ترسخ عبر العصور.
صورة من: Getty Images
حريق دمر السوق التاريخية في حلب
عندما قررت منظمة اليونسكو إدراج مدينة حلب ضمن قائمة التراث العالمي، كان ذلك بالدرجة الأولى بفضل سوقها القديم الذي يعتبر الأكبر والأعرق في منطقة الشرق الأوسط، حيث يمتد على مساحة شاسعة تقدر ب 350 هكتارا. ورغم أن قلب المدينة القديمة محاط بسور يبلغ طوله خمسة كيلومترات، إلا أن ذلك لم يحل دون تعرض السوق للدمار في الحريق الذي اندلع خلال معارك ضارية بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة عام 2012.
صورة من: AFP/Getty Images
احتلال قلعة حلب
اُستغلت المواقع التاريخية خلال المعارك بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة لأغراض عسكرية، ومن بين هذه المواقع قلعة حلب، التي توجد على تل وسط المدينة القديمة. وقد بناها السلوقيون إحدى سلالات إسكندر الأكبر في القرن الرابع قبل الميلاد. وهو موقع الذي أكمل فيه اليونانيون ثم الفرس والبيزنطيون والعثمانيون بناء معابدهم ومراكزهم الدينية.
صورة من: picture alliance/Bildagentur Huber pixel
قنابل تهز دمشق القديمة
أُدرجت مدينة دمشق القديمة بدورها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وقبل اندلاع الثورة ضد نظام الأسد كانت دمشق نقطة استقطاب رئيسية بأسواقها ومطاعمها وكنائسها ومساجدها. وفي يونيو/ حزيران 2013 انفجرت قنابل لأول مرة في المركز التاريخي للمدينة.
صورة من: REUTERS
آثار الرصاص على قوس النصر في تدمر
تعتبر مدينة تدمر القديمة من المواقع المهددة بالاندثار، إذ تعرضت بعض الآثار فيها للنهب. وتعتبر تدمر رمزا معماريا وتاريخيا لسوريا. بيد أن المعارك الضارية الدائرة في مناطق متفرقة من سوريا قد طالت أيضا هذه المدينة، حيث تحمل أعمدتها وقوس النصر وكذلك جدار معبد "بل" آثار إطلاق للرصاص.
صورة من: Louai Beshara/AFP/Getty Images
"قلعة الحصن" قاعدة عسكرية
وكذلك هذا المعلم التاريخي لم يسلم من الحرب: إنها "قلعة الحصن" الواقعة على أطراف الجبال العلوية التي بناها الصليبيون عام 1099 في طريقهم إلى القدس. وحسب مصادر من الثوار قام الطيران الحربي لنظام الأسد بقصف القلعة التي يُعتقد أن الجيش السوري الحر يستعملها كقاعدة عسكرية.
صورة من: Fotolia/Facundo
أنقاض المسرح الروماني في بُصرى
وردت عدة تقارير تؤكد تعرض مدينة بُصرى الأثرية للدمار. وتتميز هذه المدينة التاريخية بمسرحها الروماني الذي يعد فريدا من نوعه في العالم من حيث الحفاظ على شكل بنيانه، والذي تم توسيعه ليصبح على شكل قلعة عربية في القرن الثاني عشر. ويقدر الموسيقيون من مختلف أنحاء العالم جودة فضائه الصوتي الفريد. ويُعتقد أن هذا المعلم التاريخي - أو أجزاء منه - قد تعرض بدوره للدمار خلال المعارك.
صورة من: Fotolia/waj
"المدن الميتة" تهددها المعارك
وضعت منظمة اليونسكو "المدن الميتة" (أو المدن المنسية) في سوريا على قائمة التراث العالمي المهدد بالدمار، ففي شمال سوريا توجد الكثير من القرى التي تضم بيوتا تعود للحقبة البيزنطية. وقد كانت المعالم التاريخية في جارادة في حالة جيدة نسبيا قبل اندلاع الحرب، لكنها تعرضت جزئيا فيما بعد للنهب.
صورة من: Creative Commons/Bertramz
نهب المتاحف
تعاني المتاحف السورية بدورها من وضعية كارثية، فالكثير منها يوجد في قلب المعارك الدائرة بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة، ومن بينها متحف ادلب الذي يضم كنوزا من الألواح الطينية الشاهدة على حضارة ايبلا. وفي عام 2011 تم نقل جزء من هذه الكنوز إلى مقر البنك المركزي السوري، إلا أن معظم المتاحف تبقى معرضة للنهب دون أي حماية.
صورة من: Daniel Leal-Olivas/AFP/Getty Images
إنقاذ التراث الثقافي السوري
قامت منظمة اليونسكو بتكوين خبراء خصيصا لحماية التراث الثقافي السوري من الدمار والنهب. وفي 29 من أغسطس / آب 2013 قدمت المديرة العامة للمنظمة الدولية إيرينا بوكوفا ومبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مجموعة من الإجراءات والتدابير لحماية هذا التراث. وتكمن مهمة الخبراء في البحث عن التحف المسروقة وتنبيه إدارات الجمارك وتجار الفن لمنع الاتجار دوليا بالتراث السوري.