تقارب إثيوبي صومالي واتفاق على محاربة المتمردين الإسلامويين
٣ يناير ٢٠٢٥
في إشارة إلى مزيد من تقليص التوترات الدبلوماسية بين الدولتين المتجاورتين اتفقت إثيوبيا والصومال على التعاون في قوة متعددة الجنسيات لمحاربة المتمردين المتشددين الإسلامويين عززته زيارة وزيرة الدفاع الإثيوبية إلى الصومال.
إعلان
ذكرت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيان على موقع التواصل الاجتماعي إكس اليوم الجمعة الثالث من يناير / كانون الثاني 2025 أن المحادثات في مقديشو، التي جرت أمس الخميس 02 / 01 / 2024 بين كبار المسؤولين الحكوميين، أسفرت عن اتفاق على "التعاون" فيما يسمى بعثة الدعم والاستقرار التابعة للاتحاد الأفريقي و"تعزيز العلاقات الثنائية"، بحسب وكالة بلومبيرغ للأنباء اليوم الجمعة.
واتفقت إثيوبيا والصومال على العمل معا في قوة متعددة الجنسيات لمحاربة المتمردين المتشددين الإسلامويين (كحركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة وكتنظيم الدولة الإسلامية)، وهو ما يشير إلى مزيد من تقليص التوترات الدبلوماسية بين الدولتين المتجاورتين.
ولم تقدم الوزارة تفاصيل بشأن الطريقة التي ستعمل بها الدولتان معا. ولم يستجب وزير الدولة للشؤون الخارجية الصومالي علي بلقاد على الفور على رسالة نصية من رويترز تطلب التعليق.
يشار إلى أنه بموجب اتفاق سابق نشرت إثيوبيا 3000 جندي في الصومال كجزء من بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي. بالإضافة إلى ذلك تم نشر ما يصل إلى 7000 جندي إثيوبي في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي بموجب اتفاق ثنائي منفصل.
وكانت إثيوبيا والصومال قد أبرمتا اتفاقا في الشهر الماضي بوساطة تركية أنهي توترا بينهما على خلفية قيام أديس أبابا قبل عام في يناير / كانون الثاني 2024 بتوقيع مذكرة تفاهم مع أرض الصومال لاستئجار أرض على طول ساحلها لإنشاء قاعدة للقوات البحرية. وفي المقابل ستعترف إثيوبيا باستقلال إقليم أرض الصومال وهو ما تقول الصومال إنه يعد انتهاكا لسيادتها وأراضيها.
إعلان
زيارةوزيرة الدفاع الإثيوبية للصومال علامة انفراجة
وقال مسؤول كبير في مقديشو إن وزيرة الدفاع الإثيوبية سافرت إلى الصومال يوم أمس الخميس 02 / 01 / 2025 في أول زيارة بين البلدين منذ تدهور العلاقات قبل عام بسبب خطة إثيوبية لبناء قاعدة بحرية في منطقة صومالية انفصالية. وأكد علي عمر وزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي في الصومال في رسالة إلى رويترز زيارة وزيرة الدفاع الإثيوبية عائشة محمد موسى لبلاده، لكنه لم يشر إلى القضية التي ستناقشها خلال الزيارة.
قوات إثيوبية بالصومال في إطار مهمة أفريقية لحفظ السلام
وتنشر إثيوبيا ما يصل إلى 10 آلاف جندي في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلامويين من حركة الشباب، لكن مقديشو هددت بطرد هذه القوات إذا لم تتراجع أديس أبابا عن اتفاق توصلت إليه منذ عام مع منطقة أرض الصومال الانفصالية.
ونص الاتفاق الأولي على أن تؤجر منطقة أرض الصومال مساحة من ساحلها لإنشاء قاعدة بحرية إثيوبية وميناء تجاري مقابل اعتراف إثيوبيا المحتمل باستقلال المنطقة. وتتمتع منطقة أرض الصومال بحكم ذاتي فعلي منذ 1991، لكن استقلالها لم يلقَ اعترافا من أي دولة أخرى. ويعتبرها الصومال جزءا لا يتجزأ من أراضيه، ووصف اتفاقها مع إثيوبيا بأنه عمل عدواني
وبعد أشهر من الخطاب التصعيدي وجهود الوساطة الدولية غير الحاسمة، اتفق الصومال وإثيوبيا في 11 ديسمبر / كانون الأول 2024 بعد محادثات في تركيا على العمل المشترك على حل النزاع والبدء في المفاوضات الفنية بحلول نهاية فبراير / شباط 2025. وتتمركز القوات الإثيوبية في الصومال في إطار مهمة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي وعلى أساس اتفاق ثنائي بين البلدين.
وتخشى القوى الإقليمية من أن يؤدي انسحاب هذه القوات إلى إضعاف القتال ضد حركة الشباب بشكل كبير. وتتبع حركة الشباب تنظيم القاعدة وتنخرط في تمرد منذ 2007. وأثار النزاع أيضا مخاوف من اتساع نطاق عدم الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، إذ رد الصومال على اتفاق أرض الصومال بالتقرب من خصمي إثيوبيا التقليديين مصر وإريتريا.
تنظيم الدولة الإسلامية يعلن أنه هاجم قاعدة عسكرية بالصومال
وكان تنظيم الدولة الإسلامية أعلن يوم الأربعاء 01 / 01 / 2025 مسؤوليته عن هجوم على قاعدة عسكرية في منطقة بونتلاند شمال شرقي الصومال الثلاثاء 31 / 12 / 2024، أودى بحياة ما لا يقل عن 20 شخصا. وقال التنظيم في بيان إن الهجوم نفذه "12 مقاتلا" باستخدام سيارتين ملغومتين وأودى بحياة نحو 22 من قوات بونتلاند وإصابة عشرات آخرين.
ولم يتسنَّ على الفور الوصول إلى السلطات الصومالية للتعليق. وقالت قناة تلفزيونية محلية ومسؤول عسكري الثلاثاء 31 / 12 / 2024 إن قوات الأمن في الصومال صدت هجوما نفذه مهاجمون انتحاريون من تنظيم الدولة الإسلامية على قاعدة عسكرية في بونتلاند. وقال النقيب يوسف محمد من قوات مكافحة الإرهاب في بونتلاند لرويترز إن نائب رئيس برلمان الولاية كان يزور القاعدة وقت الهجوم الذي وقع قرب بلدة درجالي في إقليم باري. وأضاف أن تسعة انتحاريين قتلوا وأصيب عدة جنود.
ع.م / ص.ش (د ب أ ، رويترز)
الصومال ـ بين الإرهاب والعودة إلى الحياة الطبيعية
بعدما تمكنت قوات الاتحاد الإفريقي في الصومال من طرد ميليشيات حركة الشباب المتطرفة من مقديشو وباقي معاقلها في المدن الرئيسية الأخرى، بدأت الحياة الطبيعية تعود ببطء إلى هذا البلد الإفريقي، رغم استمرار النكسات الأمنية.
صورة من: STUART PRICE/AFP/Getty Images
عودة الأمور إلى طبيعتها؟
تعتبر الصومال أكثر البلدان الإفريقية تضرراً من الحروب في منطقة القرن الإفريقي. فبعد انتهاء الحرب الأهلية الطاحنة التي انتهت بالإطاحة بنظام الرئيس محمد زياد بري عام 1991، أصبح هذا البلد الفقير ملاذاً للقراصنة والجماعات الإسلامية المسلحة. في الصورة يظهر طفل صومالي يلعب كرة القدم مع قوات بعثة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الصومال (AMISOM)، بعد ما كانت ميلشيات حركة الشباب قد منعت ذلك في وقت سابق.
صورة من: STUART PRICE/AFP/Getty Images
برلمان جديد في الصومال
تمكنت قوات بعثة الاتحاد الأوروبي لحفظ السلام في الصومال، إلى جانب قوات الجيشين الصومالي والإثيوبي، من إخراج ميلشيات حركة الشباب من العاصمة الصومالية مقديشو وبعض المدن الرئيسية الأخرى. وفي أغسطس/ آب 2012 أدى نواب البرلمان الصومالي الجديد اليمين الدستورية لأول مرة بعد ثماني سنوات، سيرت فيها حكومة انتقالية شؤون البلاد. وقد تم أداء اليمين في مطار العاصمة بدل مبنى البرلمان لدواعي أمنية.
صورة من: Mohamed Abdiwahab/AFP/GettyImages
محاولة اغتيال الرئيس الجديد
انتخب البرلمان الصومالي، ولأول مرة منذ عشرين عاما، حسن شيخ محمود رئيسا جديدا للبلاد في سبتمبر/ أيلول 2012. و نجا شيخ محمود من محاولة اغتيال بعد يومين فقط من انتخابه رئيسا، حيث فجر شخصين نفسيهما أمام مقر إقامته المؤقتة. و بقي الرئيس الصومالي، البالغ من العمر 56 عاما، في وقت لاحق هدفا لهجمات أخرى.
صورة من: ABDURASHID ABDULLE ABIKAR/AFP/GettyImages
تحرير المدن الساحلية
تابع الصيادون في مدينة ماركا الساحلية، التي تبعد بحوالي 100 كلم عن العاصمة مقديشو، وصول قوات الاتحاد الإفريقي في سبتمبر/ أيلول 2012. هذه المدينة كانت تعتبر لوقت طويل معقلاً لميليشيات حركة الشباب الصومالية المتطرفة. وفي نهاية نفس الشهر، تم طرد هذه الميليشيات من مدينتي ماركا وكيسمايو الساحليتين بعد معارك ضارية دارت بينها وبين قوات كينية تابعة للقوات الإفريقية.
صورة من: SIMON MAINA/AFP/GettyImages
مجاعة ويأس وخوف
بسبب الخوف من ميليشيات حركة الشباب الإسلامية المتطرفة، هرب كثير من المدنيين من المناطق التي كانت تسيطر عليها هذه الميليشيات. هذه العائلة حملت أمتعتها على هذه الشاحنة، فيما اضطرت عائلات أخرى إلى حمل أمتعتها على عربات تجرها الدواب. ويعاني كثير من الصوماليين من تبعات الجفاف والمجاعة والحرب. وبحسب أرقام الأمم المتحدة، فقد توفي حوالي 260 ألف شخص بسبب المجاعة في الفترة بين عامي 2010 و2012.
صورة من: Mohamed Abdiwahab/AFP/GettyImages
توفير الحماية للسكان
تواجد قوات الاتحاد الإفريقي في الصومال أصبح من الأمور الطبيعية في هذا البلد. أولى طلائع هذه القوات وصلت عام 2007 بعد قرار لمجلس أمن الاتحاد الإفريقي، حيث كانت مهمتهم آنذاك دعم الحكومة الانتقالية. هذه القوات توفر الحماية الآن لسكان مدينة أفكوي الواقعة في غرب العاصمة مقديشو. بالإضافة إلى حماية الفارين من بطش مليشيات حركة الشباب.
صورة من: STUART PRICE/AFP/GettyImages
استرجاع المناطق الريفية
في ديسمبر/ كانون الأول، تمكنت وحدات قوات الاتحاد الإفريقي التي تبلغ قوامها 17 ألف جندي من ملاحقة عناصر ميلشيات حركة الشباب المتطرفة القريبة من تنظيم القاعدة واسترجاع كثير من معاقلها في المناطق الريفية. ورغم نجاح قوات الاتحاد الإفريقي في استرجاع هذه المناطق تدريجيا وفي تحسين الوضع الأمني في البلاد عموماً، إلا أن عناصر ميليشيات حركة الشباب الإسلامية المتطرفة لازالت تقوم بتفجيرات في العاصمة مقديشو
صورة من: STUART PRICE/AFP/Getty Images
قنابل وإطلاق نار في مقديشو
بعدما بدأت الحياة الطبيعية تعود شيئا فشيئاً إلى العاصمة مقديشو، استيقظت المدينة على دوي سلسلة من الانفجارات في أحد أيام شهر أبريل/ نيسان 2013. إذ انفجرت سيارتان مفخختان أمام مبنى المحكمة. وقد تسبب هذا الانفجار في وفاة 16 شخصا. وبعدها بأسبوعين تم اغتيال موظف كبير في وزارة العدل الصومالية وصحفي بعد إطلاق النار عليهما في الشارع العام.
صورة من: Mohamed Abdiwahab/AFP/Getty Images
العودة إلى الحياة الطبيعية تدريجياً
رغم الصعوبات الأمنية، هناك كثير من الإشارات التي تدل على أن الصومال سائرة في الطريق الصحيح. ومن بين هذه الإشارات، بدء عودة الصوماليين المنفيين إلى بلادهم منذ بداية هذا العام. إضافة إلى قرار بريطانيا بإعادة فتح أبواب سفارتها في مقديشو بعدما ظلت مغلقة مدة 22 عاما. علاوة على قرار الأمم المتحدة إرسال خبرائها المدنيين إلى الصومال منذ بداية مايو/ أيار 2013. وتراجع هجمات القراصنة في القرن الإفريقي.