1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تقارب مصري أكبر مع موسكو يزيد من استفزاز السعودية

١٣ أكتوبر ٢٠١٦

رغم ما يشكله ذلك من استفزازات لحلفائها الرئيسيين وعلى رأسهم السعودية، تواصل مصر تقاربها المثير للجدل مع روسيا. وهذه المرة يعتزم الطرفان إجراء مناورات عسكرية مشتركة للمرة الثانية. فماذا تربح مصر وماذا تخسر من هذا التقارب؟

Moskau - Wladimir Putin und Abd al-Fattah as-Sisi im Kreml
صورة من: picture-alliance/dpa/APA

يجري الجيشان الروسي والمصري هذا الأسبوع تدريبات عسكرية مشتركة في مصر تشمل بالخصوص وحدات مظليين للمرة الأولى في أفريقيا، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء (11 تشرين الأول/ أكتوبر 2016). وتعتبر هذه المرة الثانية التي تجرب فيها القاهرة مناورات عسكرية مع موسكو في ظل تقارب بين الطرفين يثير استياء حلفاء القاهرة الأساسيين، خاصة السعودية.

التقارب بين موسكو والقاهرة ليس جديدا فقد بدأ يتضح بشكل أكبر بعدما أعلنت القاهرة رسميا تأييدها للتدخل العسكري الروسي في سوريا قبل حوالي عام، رغم أنها كانت تعلن رفضها التدخل الخارجي في سوريا، ورغم ما أثاره قرار التدخل الروسي وقتها من استياء كبير من العديد من الدول منها السعودية والولايات المتحدة، وكذلك تصويت القاهرة مؤخرا داخل مجلس الأمن لصالح مشروع قرار روسي بخصوص وقف إطلاق النار في سوريا.

فإلى ماذا تطمح مصر من خلال هذا التقارب وماذا سيكلفها. هل تخسر بشكل رسمي حليفتها السعودية؟

رسالة لواشنطن

التدريبات العسكرية التي وُصفت بأنها "مناورات لمكافحة الإرهاب" والمسماة "حماية الصداقة 2016" تشمل إنزال آليات عسكرية وجنود من الطائرات، وهي الأولى من نوعها للجيش الروسي "في المناخ الصحراوي المصري". وفق ما أشارت إليه وزارة الدفاع الروسية في بيان لها.

وعن ما تطمح إليه مصر من هذه الخطوة، يقول بشير عبد الفتاح الباحث في معهد الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إنه بالإضافة إلى أن هذه المناورات ستساهم في تطوير الأداء القتالي للقوات المصرية وتقوية العلاقات العسكرية والاستراتيجية مع روسيا، تشكل هذه المناورات رسالة تبعثها كل من القاهرة وموسكو لواشنطن مفادها أن مصر عازمة على تنويع مصادر السلاح والدعم العسكري بحيث تشمل دول أخرى كروسيا والصين وفرنسا، بينما تقول من خلالها موسكو للولايات المتحدة إن لديها حلفاء آخرين في الشرق الأوسط غير سوريا.

خبيرة روسية: موسكو تراعي في علاقاتها مع مصر موقف الأخيرة من الصراع في سوريا.صورة من: Reuters/A. Waguih

من جهتها تقول إيلينا سوبونينا مديرة مركز آسيا والشرق الأوسط في معهد الدراسات الاستراتيجية في تصريحات لـ DW عربية إن العلاقات والتعاون العسكري بين مصر وروسيا ليس جديدا ويعود لحقبة الاتحاد السوفييتي. و"هذه العلاقات توطدت أكثر مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة في مصر. كما أن روسيا تأخذ بعين الاعتبار ما يحدث في سوريا في علاقاتها مع القاهرة، والموقف المصري قريب من الموقف الروسي بهذا الخصوص".

مصالح اقتصادية

وعن ما إذا كانت مصر تحاول من خلال هذا التعاون تحقيق مصالح اقتصادية، يقول الخبير المصري بشير عبد الفتاح في تصريحات لـ DW عربية إن هذه المناورات قد تشكل خطوة على الطريق في اتجاه رفع حظر الطيران الروسي إلى مصر بالإضافة إلى فتح الأسواق الروسية أمام المنتجات المصرية والعكس أيضا.

وكانت روسيا أصدرت قرارا بحظر جميع رحلات الطيران الروسي إلى مصر كما حظرت في وقت لاحق أيضا رحلات مصر للطيران إلى أراضيها بعد حادث تحطم طائرة روسية فوق سيناء بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ قبل حوالي سنة، وهو ما أثر بشكل كبير على عائدات السياحة في مصر.

وعن ما إذا كان التقارب الأخير بين بين موسكو والقاهرة قد يؤدي إلى تجاوز الخلافات الروسية المصرية وعلى رأسها رفع حظر الطيران إلى مصر، تقول يلينا سوبونينا إن عدة وفود روسية مختصة زارت مصر في الأشهر الأخيرة لمساعدة المصريين على تعزيز الأمن في المطارات والفنادق والمرافق السياحية المصرية. والمصريون بذلوا مجهودات في هذا المجال وآخر النتائج توضح أنه من الممكن استئناف الرحلات الجوية بداية السنة المقبلة.

هل تخسر مصر حليفتها القوية السعودية نتيجة للتقارب الكبير مع موسكو؟صورة من: picture-alliance/dpa/Egyptian Presidency/Handout

وسبق أن أجرت روسيا ومصر مناورات عسكرية مشتركة في المتوسط في يونيو 2015، شملت خصوصا الطراد الصاروخي الروسي "موسكفا"، رائد الأسطول البحري الروسي في البحر الأسود. يأتي ذلك في إطار مساعي موسكو إلى مضاعفة تدريباتها العسكرية الشاملة داخل روسيا وخارجها منذ أشهر في سياق العلاقات المتورتة مع الغرب. فمثلا أجرى الأسطول الروسي مناورات في البحر الأبيض المتوسط في آب/ أغسطس الماضي مع سفن مزودة بصواريخ بعيدة المدى.

هل تضحي مصر بالسعودية؟

ويأتي التقارب الروسي المصري في وقت تتزايد فيه التوترات بين مصر وحليفتها القوية السعودية. وآخر إشارة على هذه التوترات جاءت مع إعلان الرياض استياءها من تصويت القاهرة أخيرا في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار روسي بخصوص الحرب في سوريا، كما أن شركة أرامكو السعودية أوقفت إمدادات البترول إلى مصر للشهر الجاري.

وكان مندوب السعودية في مجلس الأمن عبد الله المعلمي صرح في مقابلة تلفزيونية بعد عملية التصويت في مجلس الأمن قائلاً: "كان من المؤلم أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى التوافق العربي من موقف المندوب العربي (المصري)". ويعد هذا أول انتقاد سعودي علني وصريح للسياسة المصرية.

 وبهذا الخصوص قال الكاتب السعودي البارز جمال خاشقجي لوكالة فرانس برس إن "السعودية تسامحت مع الموقف المصري مرارا وتكرارا. لكن ما حدث في تصويت الأمم المتحدة هو القشة التي قصمت ظهر البعير". لكن رغم كل هذا لا يرى الخبير المصري بشير عبد الفتاح أن المناورات العسكرية الروسية المصرية سوف تزيد من تأزيم العلاقات السعودية ويقول بهذا الخصوص: "الموقف المصري اعتبر مستفزا على الصعيد الدبلوماسي لكن الاختلافات بين السعودية ومصر في الملف السوري كانت واضحة منذ البداية فمصر تعارض الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بسبب خشيتها من البديل. بالإضافة إلى أن هذا التصويت هو عبارة عن مجاملة لروسيا. مصر صوتت للقرار الروسي والفرنسي معا لتحاول إمساك العصا من الوسط وإرضاء جميع الأطراف".

أما فيما يتعلق بالموقف الروسي من تصويت مصر على مشروع القرار الفرنسي أيضا في مجلس الأمن والذي كان ينص على وقف لإطلاق النار في سوريا يشمل الغارات الجوية الروسية، تقول سوبونينا إن مصر أوضحت أن تصويتها لصالح القراراين معا جاء لأنهما يحملان قواسم مشتركة فيما يتعلق بوقف القتال في سوريا وهو ما تفهمته موسكو.

الكاتبة: سهام أشطو

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW