هل ألمانيا قادرة على مواجهة الخطر الإرهابي بعد أن سلسلة اعتداءات بلغت ذروتها بعملية انتحارية يشتبه أن دوافعها جهادية؟ ويبدو أن حكومة برلين بدأت تعد خطة أمنية جديدة تضمنت تحولا نوعيا، وفق تقارير صحافية.
إعلان
تتجه الحكومة الألمانية نحو بلورة خطة أمنية تستند على تشكيل جيش احتياط وفق النموذج الأمريكي، وفق ما كشفت عنه صحيفة بيلد الألمانية في عددها الصادر الاثنين (26 يوليو/ تموز 2016). وستوكل إلى قوات الاحتياط مساندة الشرطة في التحديات الأمنية ومواجهة خطر الإرهاب، وذلك بعد أسبوع دامٍ عصف بألمانيا وشهد عملية قتل عشوائية قام بها شاب ألماني إيراني الأصل في برلين أسفرت عن تسعة قتلى وعشرات الجرحى، ثم اعتدائين ادعى تنظيم "الدولة الإسلامية" الوقوف وراءهما؛ نفذ الأول طالب لجوء أفغاني في قطار في فورتسبورغ مسلحا بفأس وساطور مخلفا عددا من الإصابات لا زالت بعضها بالغة الخطورة. أما الهجوم الثاني فيتعلق بعملية انتحارية نفذها طالب لجوء سوري كان من المفترض أن يرَّحل إلى بلغاريا، مخلفا عددا من الإصابات.
ويأتي ذلك بعد أن قتل طالب لجوء سوري آخر امرأة في الـ45 بالساطور خلال ثورة غضب متعلقة بخلاف شخصي بحسب الشرطة.
وحسب تسريبات بيلد، هناك توجهات بتشكيل جيش الاحتياط من متطوعين تلقوا تدريبا حربيا أو أمنيا (من قبل الشرطة) على أن يكون الفارق بين النموذج الأمريكي والألماني أن جيش الاحتياط الألماني سيتّم الاستعانة به على المستوى الداخلي فقط. تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند دعا أيضا المتطوعين إلى وحدات جيش الاحتياط من قوات الدرك والجيش، على أن تتم الاستعانة بهذه القوات في المستقبل القريب.
"نحن بحاجة إلى ثقافة التوديع"
من جهته، رفض رئيس وزراء ولاية بافاريا هورست زيهوفر انتظار نتائج المناقشات الدائرة في برلين حول تطوير خطة أمنية جديدة، ليعلن من جهته رفع أعداد قوات الأمن في ولايته بشكل "واضح" حسب وصفه في حوار أدلى به لصحيفة "مونشينر ميركور" الألمانية.
ومن المنتظر أن تتمّ اليوم الثلاثاء المصادقة على قرار رفع القوات وذلك في اجتماع كان مقررا لحكومة بافاريا المحلية. وسيكون التعامل من اللاجئين من بين أهم القضايا التي ستناقشها حكومة بافاريا، إذ يطالب أمين شوستر رئيس الكتلة البرلمانية للإتحاد الاجتماعي المسيحي، الحزب الشقيق لميركل، بترحيل فوري للمهاجرين الذين رفضت طلبات لجوءهم. وأعلن أننا بحاجة إلى "ثقافة التوديع"، للإشارة إلى أن "ثقافة الترحيب" التي أطلقت في ألمانيا غداة دخول آلاف اللاجئين إلى أراضيها منتصف العام الماضي قد بلغت نهايتها. وأضاف السياسي الألماني لصحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ" أن "دولة القانون باتت تبدو متراخية مع اللاجئين".
موازاة لما يحدث في ولاية بافاريا، أعرب الحزب الاجتماعي الديمقراطي الشريك في الحكومة عن توجهات مماثلة، إذ صرح بوركارت ليشكا رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، أن "من لم يتم الاعتراف به كلاجئ عليه أن يغادر ألمانيا"، لكنه في الوقت ذاته رفض الاتهامات القادمة في بافاريا بكون أن "دولة القانون متراخية مع اللاجئين".
وما فجر الجدل الدائر، أن منفذ العملية الانتحارية في انسباخ، لاجئ سوري رفض ملفه لكونه تقدّم تمّ الاعتراف به كذلك في بلغاريا، وعلى ضوء ذلك كان عليه العودة إلى البلد الأول الذي قدّم فيه ملف اللجوء وفقا لمعاهدة دابلن. غير أن الحالة الصحية لمنفذ الهجوم منعت دون ذلك، وقد حصل على إخطارين بالترحيل.
و.ب/ح.ز (رويترز، أ ف ب، ا ب)
هجوم أنسباخ.. رابع اعتداء دامٍ في ألمانيا خلال أسبوع
في مدينة أنسباخ فجر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة فقُتل هو نفسه وأصاب آخرين. ووزير داخلية الولاية يعلن عن أن الانتحاري كان على صلة بتنظيم "داعش"، إذ عُثر على مقطع فيديو يهدد فيه ألمانيا بهجوم إرهابي.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Schmidt
في هذا المكان بالقرب من مهرجان للموسيقى في مدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه، وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصا بجروح ثلاثة منهم في حالة خطرة. يعيش الشاب في ألمانيا منذ سنتين وقد قدَّم طلب لجوء قبل عام وتم رفض طلبه، وتم إعطاؤه إقامة مؤقتة يجوز سحبها أو إلغاؤها في أي وقت.
صورة من: Reuters/M. Rehle
المسعفون حاولوا إنقاذ منفذ الاعتداء دون جدوى.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
قال وزير داخلية ولاية بافاريا يواخيم هيرمان الذي حضر إلى مكان التفجير في مدينة أَنسباخ إنه: "اعتداء جديد للأسف مما يزيد طبعا من مخاوف الناس". وأضاف أن منفذ الاعتداء المقيم في أنسباخ حاول الانتحار مرتين قبل ذلك، كما أنه أُدخل إلى عيادة للأمراض النفسية.
صورة من: Reuters/M. Rehle
وفي وقت لاحق أكد وزير داخلية بافاريا أن الجاني قام بتصوير مقطع فيديو يهدد فيه ألمانيا، وأنه تم العثور على هاتفيين وحاسب لوحي في منزله، وجد فيها مقاطع فيديو ذات محتويات سلفية، وأشار إلى أن جميعها باللغة العربية.
صورة من: picture alliance/dpa/D. Karmann
منفذ الاعتداء - الذي رفضت السلطات طلب لجوء تقدم به قبل عام- كان يريد "منع" تنظيم احتفال للموسيقى في الهواء الطلق يشارك فيه 2500 شخص في مدينة أنسباخ التي كان يعيش فيها. وحاول مفجِّر العبوة الناسفة الدخول إلى مكان الاحتفال إلا أنه عاد أدراجه خلال المساء لأنه لم يكن يحمل بطاقة دخول.
صورة من: picture alliance/Bildagentur-online/Forkel
من جهته، أشار المدير المساعد لشرطة أنسباخ رومان فرتينغر إلى "أدلة" من بينها قِطَع معدنية أُضيفت إلى المواد المتفجرة.
صورة من: Reuters/M. Rehle
انفجرت العبوة بعيد الساعة العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي أمام المقهى في وسط المدينة في مكان قريب جداً من الاحتفال.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
يأتي هذا الاعتداء بينما تعيش البلاد أجواء من التوتر الشديد بعد سلسلة من المآسي خلال أسبوع واحد.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
فهذه هي المرة الرابعة التي يقع فيها اعتداء في ألمانيا في غضون أسبوع، ثلاثة منها في ولاية بافاريا. فمساء الجمعة أقدم شاب في الـ 18 من العمر يعاني من اضطرابات عقلية ومهووس بعمليات القتل الجماعي - لكن لا رابط بينه وبين الجهاديين مبدئيا- بقتل تسعة أشخاص في ميونيخ وإصابة 11 آخرين بجروح خطيرة خلال إطلاق النار.
صورة من: DW/D. Regev
وفي 18 تموز/ يوليو 2016 أصاب طالب لجوء قيل إنه أفغاني أو باكستاني خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورستبورغ، في اعتداء تبناه تنظيم "داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K.-J. Hildenbrand
كما أعلنت الشرطة الألمانية في ولاية بادن فورتمبيرغ أن طالب لجوء سوري (21 عاما) قتل امرأة وأصاب شخصين بساطور في وسط مدينة رويتلينغن جنوب غرب ألمانيا الأحد (24 تموز/ يوليو 2016) قبل أن يتم اعتقاله. وقالت الشرطة إن السوري "كان على خلاف" مع المرأة فقتلها "بساطور" قبل أن يجرح امرأة ثانية ورجلا.