تقارير: إدارة ترامب قصفت سوريا قبل التأكد من استخدام السارين
١٨ أبريل ٢٠١٨
شعرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن هناك ما يكفي من الأدلة لتوجيه ضربات انتقامية ضد النظام السوري رغم عدم تأكد وكالات الاستخبارات الأمريكية بشكل كامل من استخدام غاز السارين ضد المدنيين في دوما.
إعلان
نقلت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية اليوم (الأربعاء 18 أبريل / نيسان 2018) عن عدة مصادر استخباراتية وعسكرية القول إن "المسؤولين الأمريكيين واثقون أنه مهما كان النوع الذي استخدمته قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد للهجوم على المدنيين في دوما، فإنه كان سلاحا كيماويا، وهذا يكفي لتبرير التحرك العسكري ضد النظام السوري". وتابعت المصادر بالقول إن "نقص المعلومات لعب دورا في قرار عدم ضرب مجموعة أكبر من الأهداف، منها مطارات عسكرية وطائرات ومروحيات، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل انتشار قوات الجيش الروسي في عدة مواقع بسوريا".
مسائيةDW : بعد العملية العسكرية ضد سوريا..هل ستدق بروكسل باب موسكو؟
24:47
وأقرت المصادر بأنه "قبل الضربة الأمريكية لسوريا، التي شاركت فيها فرنسا وبريطانيا، لم تكن الولايات المتحدة متأكدة بشكل كامل إذا ما كان النظام السوري استخدم غاز السارين". وقال مسؤول استخباراتي "إنها عملية صعبة وطويلة خاصة في هجوم مثل ذلك دون إمكانية الوصول إلى الضحايا والموقع بشكل مباشر. ولذلك، كان علينا العمل مع أقرب الحلفاء بسرعة للتأكد من أن لدينا صورة واضحة تساعد صناع القرار السياسي في اتخاذ أفضل مسار". وقالت المصادر إن الولايات المتحدة "حصلت على تحليل لعينات يُظهر وجود غازي الكلور والسارين". ولكنها أوضحت أن "الولايات المتحدة لم تتمكن من جمع العينات بنفسها من الموقع لتحليلها، وأن العينات جرى تهريبها لكن وكالات الاستخبارات الأمريكية لم يكن لديها معلومات وثيقة حول من كانت بحوزته طوال الوقت أو من أين جاءت".
في سياق متصل، قالت مصادر مطلعة إن مفتشي الأسلحة الكيماوية أجلوا زيارتهم لموقع هجوم مزعوم بأسلحة كيماوية في دوما بعد أن أبلغ فريق أمني تابع للأمم المتحدة عن إطلاق نار في الموقع أمس. وأضافت المصادر أن تفاصيل إطلاق النار لم تتضح لكن المفتشين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أجلوا زيارتهم التي كانت مقررة اليوم الأربعاء.
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ / رويترز)
هجوم كيماوي جديد في سوريا ..هذه المرة في دوما ومدنيون ضحايا بالعشرات
نددت واشنطن وعواصم أوروبية بالهجوم المفترض بـ"غازات سامة" في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. سوريا وروسيا تنفيان استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. منظمات إنسانية ونشطاء يؤكدون سقوط عشرات الضحايا في صفوف المدنيين.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
أثارت تقارير حول هجوم مفترض بـ"غازات سامة" استهدف السبت الماضي (السابع من نيسان/أبريل 2018) مدينة دوما في الغوطة الشرقية تنديداً دولياً. وطلبت 9 دول، بمبادرة من فرنسا، عقدَ اجتماع عاجل لمجلس الأمن الاثنين لبحث تقارير عن الهجوم الكيميائي المفترض في دوما.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "21 حالة وفاة جراء الاختناق وإصابة 70 آخرين" من دون أن يتمكن من "تأكيد أو نفي" استخدام الغازات السامة. إلا أن الحصيلة التي أوردتها منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) تراوحت بين 40 و70 قتيلاً جراء القصف بـ"الغازات السامة"، وفق قولها.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Syrian Civil Defense White Helmets
فيما تحدثت المنظمة والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) عن وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض "زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور".
صورة من: picture-alliance/AA/M. Bekkur
أدان الرئيسان الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون "الهجمات الكيميائية التي وقعت في 7 نيسان/أبريل ضد سكان دوما". وكتب ترامب على تويتر "قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا"، مضيفا "الرئيس بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا". فيما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن "ملابسات استخدام الغاز السام هذه المرة تشير إلى مسؤولية نظام الأسد".
صورة من: Reuters/Y. Gripas
يأتي تصريح ترامب بعد عام ويوم على ضربة أمريكية استهدفت قاعدة عسكرية للجيش السوري رداً على هجوم كيماوي في خان شيخون أودى بالعشرات في شمال غرب البلاد. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "قلقه البالغ"، مؤكداً أن بلاده "ستتحمل مسؤولياتها كاملة باسم الكفاح ضد انتشار الأسلحة الكيماوية".
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
دمشق اعتبرت أنّ الاتهامات الموجهة لها في هذا السياق هي "أسطوانة مملة غير مقنعة"، فيما وجهت روسيا تحذيرا لواشنطن من تدخل عسكري "بذرائع مختلقة" نافية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
وتزامن الاستخدام المفترض لـ"غازات سامة" قبيل إعلان دمشق أمس الأحد اتفاقًا لإجلاء فصيل جيش الإسلام "خلال 48 ساعة" من دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
يذكر أن محققي جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة وثقوا في السابق 33 هجوما كيماويا في سوريا ونسبوا 27 منها إلى الحكومة السورية التي نفت مرارا استخدام هذا النوع من الأسلحة. وفي عام 2013 قتل 1429 شخصا من بينهم أطفال في هجوم كيميائي بغاز السارين في الغوطة الشرقية، بحسب الولايات المتحدة. كما تم رصد غاز السارين في هجوم في أبريل 2017 على بلدة خان شيخون أدى إلى مقتل اكثر من 80 شخصا.